“نيويورك تايمز”.. روسيا بكل ثقلها في ليبيا لدعم حفتر بعد عجز الامارات ومصر

محرر 27 نوفمبر 2019
“نيويورك تايمز”.. روسيا بكل ثقلها في ليبيا لدعم حفتر بعد عجز الامارات ومصر

أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لمراسلها ديفيد كيرباتريك، تحدث فيه عن الدور الروسي في دعم الميليشيات التي تقاتل الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس، وصول مرتزقة روس إلى ليبيا لدعم قوات حفتر.

وتحت عنوان “القناصة الروس والصواريخ والطائرات الحربية التي تحاول حرف مسار الحرب الليبية”، أشار إلى بصمات المرتزقة الروس على الحرب.

وقال إن الجرحى الذين كانوا ينقلون إلى مستشفى العزيزية الميداني جنوبي العاصمة طرابلس كانوا يحضرون بجروح مفتوحة وأطراف مهشمة وهم ضحايا قصف مدفعي عشوائي، إلا أن عمال الإغاثة الصحية باتوا يرون شيئا جديدا، ضحايا ينقلون برصاص يضرب الرأس ويقتل مباشرة ولا يغادر الجسد.

وهذا من عمل المرتزقة الروس الذين يضمون قناصة مهرة. والبصمات التي تترك على الضحايا الليبيين هي نفس البصمات التي يتركها القناصة الروس على ضحاياهم في أماكن أخرى. وتقول الصحيفة إن القناصة هم جزء من 200 جندي روسي وصلوا إلى ليبيا قبل ستة أسابيع كجزء من إستراتيجية توسيع التأثير الروسي في الشرق الأوسط وإفريقيا.

ويرى الكاتب أن دخول المرتزقة ممن لهم صلات قوية مع الكرملين هو واحد من ملامح التشابه في سوريا. فالقناصة يعملون مع شركة “فاغنر” التي يقود أفرادها التدخل الروسي في سوريا، وذلك حسب تصريحات ثلاثة مسؤولين ليبيين وخمسة غربيين يتابعون الحرب في ليبيا.

وفي كلا البلدين تقوم القوى الإقليمية المتنافسة بدعم الجماعات المحلية. وكما في سوريا التي يشتكي فيها اللاعبون المحليون الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة من الهجر والخيانة. وراقبت الأمم المتحدة -التي حاولت وفشلت في إقناع الأطراف المتحاربة في البلدين بوقف الحرب والتوصل إلى حل سياسي- حظر تصدير السلاح إلى ليبيا المفروض منذ 8 أعوام وقد أصبح “نكتة” حسبما قال المبعوث الدولي إلى ليبيا قبل فترة. إلا أن الرهانات في ليبيا أعلى من سوريا، فلدى ليبيا احتياطي هائل من النفط وتضخ يوميا 1.3 مليون برميل، وتحول شاطئها الممتد على 300 ميل كنقطة عبور للمهاجرين الراغبين بالوصول إلى أوروبا.

ويقول المسؤولون في طرابلس إن روسيا تحضر مزيدا من المرتزقة كل أسبوع.

وقال الجنرال أسامة الجويلي، القائد البارز في القوات المتحالفة مع الحكومة: “من الواضح أن الروس ألقوا بثقلهم في هذا النزاع”. واشتكى من تردد الدول الغربية في توفير الحماية لحكومة طرابلس ومنع قوى أجنبية تحاول فرض حفتر على ليبيا. وطالما ظلت روسيا في الخلف من النزاع في وقت لعبت فيه كل من مصر والإمارات الدور القيادي ودعم حفتر.

وبحلول أيلول/ سبتمبر، توقفت حملة الجنرال للسيطرة على طرابلس، ومن هنا وجدت روسيا فرصة للتدخل. ونظرا للطبيعة غير البارعة التي تدار فيها الحرب على الأرض، فدخول القناصة الروس إلى الميدان مع حفتر قد يترك أثرا كبيرا. ورفض متحدث باسم حفتر الرد والتعليق حول الدور الروسي.

ومنذ نهاية القذافي تحولت ليبيا إلى مجموعة من المدن الدول، ولم تعد دولة فاعلة بقدر ما هي دافع للرواتب، وما يجمع الناس في كل هذه المدن هو اعتمادهم على أموال الحكومة من موارد النفط التي تتدفق من المصرف المركزي في طرابلس. وتصل أحيانا بعض الرواتب إلى جيوب المقاتلين على جانبي النزاع.

وعليه فحفتر -الجنرال السابق في نظام العقيد القذافي والذي انشق عنه وتعاون مع “سي آي إيه” وعاش في فيرجينيا- يرى في طرابلس التي تتحكم بالمصرف المركزي وموارد النفط، جائزة الحرب الكبرى.

وحاول حفتر لعب دور في الانتفاضة وفشل، ثم أعلن قبل خمسة أعوام عن عملية الكرامة لحكم ليبيا إلا أن تقدمه كان بطيئا وظل يعتمد على رعاته الإقليميين. وظلت روسيا تحتفظ بأوراقها حتى الآن، حيث أقامت علاقات مع الحكومة المعترف بها دوليا وحفتر في الشرق. وقامت بطبع عملات ليبية بمليارات الدولارات وشحنتها إلى حفتر.

وبحلول عام 2015 أنشأت قاعدة عسكرية في غرب مصر لتقديم الدعم اللوجيستي والفني وإصلاح المعدات. وفي العام الماضي أرسلت مجموعة من المستشارين العسكريين إلى حفتر في بنغازي. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، التقطت صورة لحفتر مع وزير الدفاع الروسي ومدير شركة “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين.

وفي النهاية.. فإن السيطرة على طرابلس تحتاج إرسال أعداد أكثر من المرتزقة، لكن دخول موسكو يعني تأكيد صوتها في الأزمة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق