استهدف تفجير ارهابي امس الثلاثاء مقر وزارة الدفاع اليمنية بمحافظة مأرب بالتزامن مع اجتماع كانت تعقده قيادات عسكرية رفيعة برئاسة وزير الدفاع محمد علي المقدشي.
واسفر الانفجار الذي وصفه مراقبون بالكبير عن استشهاد ضابط وجنديين من حراسة وزير الدفاع فيما نجا الوزير وكافة القيادات المشاركة في الاجتماع.
ورغم الاتهامات التي اشارت إلى تورط مليشيات الحوثي بهذه الجريمة إلا أنها لم تتبن العملىة ولم تنف صلتها بها ما يضع الجميع امام تكهنات تشير إلى تورط طرف آخر في الهجوم خاصة وان التحقيقات لم تؤكد حتى اللحظة توعية السلاح الذي استهدف الاجتماع ما اذا كان صاروخ حوثي او طائرة مسيرة.
ويعتقد مراقبون أن الامارات ضالعة في جريمة استهداف وزارة الدفاع اذا لم يكن “الاستهداف مباشر” فقد زودت الحوثيين بمعلومات سرية عن تحركات القيادات العسكرية وموعد الاجتماع عبر مرتزقة ما زالوا يعملون لصالحها.
وتأتي عملية استهداف القيادات العسكرية في مأرب بعد ايام قلائل من محاولة استهداف وزيرين في الحكومة الشرعية انتقدا أبو ظبي بشدة بعملية اغتيال في محافظة شبوة شرق البلاد.
وتركزت الاتهامات على دولة الإمارات وما تقوده من ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون في المسئولية عن محاولة اغتيال وزيرين في الحكومة الشرعية اليمنية بعد ساعات فقط من توجيهما انتقادات حادة لأبوظبي.
فقد نجا وزيرا الداخلية أحمد الميسري، والنقل صالح الجبواني، من محاولة اغتيال، عقب محاولة شخصين وضع عبوة ناسفة بالقرب من مقر إقامتهما في محافظة شبوة شرقي البلاد.
وقال مصدر حكومي يمني إنّ أجهزة الأمن ألقت القبض على شخصين حاولا استهداف الوزيرين المقيمين في عاصمة المحافظة عتق عبر وضع العبوة بجوار مبنى المحافظة الذي يقيم فيه الوزيرين.
ويقيم الوزيران، الميسري والجبواني، في مبنى المحافظة منذ 4 أيام عقب وصولهما إلى عتق في زيارة تفقدية.
وتأتي محاولة الاغتيال عقب يومين من توجيه الميسري انتقادات لاذعة لدولة الإمارات، وإعلانه أن مشروعها في اليمن قد سقط، ولن يتم القبول بأي اتفاق مع المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال لقاء تشاوري عقده الميسري مع شخصيات ومراجع قبلية في مدينة عتق، السبت الماضي.
وأفاد الميسري بأنّ الإمارات أنفقت أكثر من 48 مليار ريال سعودي على ما وصفه بـ”الانقلاب الأسود” لحلفائها الانفصاليين في ما يُعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”.
وعدد الميسري، في كلمته المسجلة، جانباً من ممارسات الإمارات في محاربة الشرعية في عدن، وأشار إلى أنها سيطرت على منافذ المدينة، وهو ما اضطر الشرعية لإدخال السلاح بـ”التهريب” لمؤسسات الدولة الرسمية، في مقابل المليشيات والتشكيلات التي سلّحها الإماراتيون لخدمة أجندتهم الخاصة.
وحذر الوزير اليمني من منح انقلاب حلفاء أبوظبي مشروعية عبر ما يُعرف بـ”اتفاق جدة” (والذي بات اتفاق الرياض وفقاً لمسودة مسربة). وقال إنّ مشروع الإمارات سقط وإنهم يرفضون “أي اتفاق مذل”، وأضاف: “لن نعود إلى عدن إلا بحدنا وحديدنا”.
وأشار الميسري إلى التطور الذي مثلته أحداث شبوة في أغسطس/آب الماضي، والتي هزم حلفاء الإمارات خلالها وانتهت بسيطرة الشرعية، وقال: “لولا الانتصار الوطني لشبوة لما كنا بينكم اليوم ولم نطل اليوم على جميع أبناء اليمن”.
كما جاءت محاولة اغتيال الوزيرين بعد ساعات من بدء تطبيق اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية و”المجلس الانتقالي الجنوبي”، المدعوم إماراتياً، مع إعلان التحالف السعودي-الإماراتي أن القوات الموجودة في مدينة عدن ستكون تحت قيادة سعودية، بعدما كانت أبوظبي تقودها.