أكدت مصادر حكومية متطابقة لـ”أخبار اليوم”، أن العلاقات القائمة بين الحكومة الشرعية والتحالف العربي تشهد هذه الأيام اختلافات واسعة ووجهات نظر مختلفة حول عدد من الملفات السياسية والعسكرية الخاصة بالحرب على الانقلاب الحوثي وحول إخفاق التحالف في تحقيق أهدافه.. إضافة إلى سياسة الإمارات في الجنوب اليمني وأحداث التمرد ومستقبل بقاء الإمارات في التحالف العربي وكذلك ملف حوار جدة والذي مازال متعثراً..
ووفقا لمصادر حكومية متعددة فإن الحكومة الشرعية طلبت من الأشقاء في المملكة توضيحاً بشأن الأنباء التي تتحدث عن حوارات مباشرة بين المملكة وجماعة الانقلاب الحوثي بعيداً عن الشرعية أو إشعارها بذلك، وهو ما يناقض مبدأ الشراكة الاستراتيجي وواحدية الهدف بين الحكومة الشرعية والرياض والمتمثل في هزيمة النفوذ الإيراني في اليمن.
وفقا للمصادر الحكومية المتعددة فإن جميع أعضاء اللجنة الرئاسية الخاصة بملف تمرد عدن المدعوم إماراتيا باتوا يشعرون بالإحباط جراء عدم حسم الأشقاء لهذا الملف وترك الباب مفتوحاً للإمارات وميليشياتها للعبث.
موضحة المصادر أن من أبرز الخلافات هي السماح للإمارات أن تكون مفاوضاً وراعياً لما يسمى حوار جدة وتركها تجري تعديلات متكررة على مسودة الاتفاق بعد أن تم التوافق عليها وهوا الأمر الذي أدى إلى رفض مبدأ الاتفاق مع المتمردين قبل أن يتم إنساحبهم وعودة الشرعية إلى عدن..
وحول الأنباء التي نشرتها قناة الجزيرة فإن الأشقاء في المملكة توصلوا- من خلال حوارات مباشرة- إلى تشكيل لجان عسكرية وسياسية للوصول إلى اتفاق ثنائي لإيقاف الحرب والطلعات الجوية على الانقلابيين..
وأكدت المصادر الحكومية المتطابقة لـ” أخبار اليوم” أن الحكومة والرئاسة تنتظر توضيحاً من الأشقاء حول تلك الأنباء التي نقلتها قناة الجزيرة وتحدث عنها مسؤولون أميركيون وقالها عدد من الدبلوماسيين الأجانب للحكومة..
وأوضحت المصادر أن قرار إنهاء الحرب هو قرار يمني، وبيد الشرعية وأن إقرار إنهاء الحرب مرتبط بإنهاء الانقلاب الحوثي- الذراع الطولى لإيران والتي تهدد المنطقة والملاحة الدولية..
وأن أي حديث عن إنهاء الحرب دون إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة وعودتها وسحب السلاح الثقيل والمتوسط من الانقلابيين فإنه حديث للاستهلاك الإعلامي.. وأن إرادة الشعب وقيادته الشرعية ماضية في إنهاء الانقلاب وفاء للشعب العظيم ولتضحيات أبطال الجيش الوطني والمقاومة حتى لو تركت وحدها في مواجهة ايران فإنها ستواصل معركتها حتى النهاية..
واعتبرت المصادر الحكومية الحديث عن تفاهمات لا يعنيها من أي جهة كانت وأن أي دولة تذهب إلى أى تفاهمات أو اتفاقات ثنائية وهي عضو في التحالف فإنها بذلك تبطل مشروعية وجودها أو تبطل مشروعية وجود التحالف برمته..
وختمت المصادر الحكومية حديثها بأن القيادة السياسية لن تخضع لا لتفاهمات دولية ولا تفاهمات إقليمية لا تحقق هدف الشعب اليمني في إنهاء الانقلاب واستعادة دولته وسحب السلاح من كل المليشيات وقبل ذلك كله وقف التدخل الإماراتي السافر في جنوب اليمن ودعمها للمتمردين الانفصاليين.
هذا وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي/ عادل الجبير، كشف عن وجود مباحثات دولية بشأن إنهاء الحرب في اليمن.
وقال الجبير إن حواراً دولياً يجري بشأن اليمن بهدف التوصل إلى حل سلمي للأزمة، دون أن يورد مزيد من التفاصيل
وأكد الوزير السعودي، في محاضرة له أمس بالمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية «تشاتام هاوس» في لندن، أن السعودية تدعم الحل السياسي «وهو أفضل خيار لحل الأزمة اليمنية».
وجدد الجبير، اتهام إيران بالوقوف خلف الاعتداء التخريبي الذي استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة «أرامكو» الشهر الماضي، مشيراً إلى أن «إيران لا تحترم سيادة الدول ولا القانون الدولي».