روج النظام الحاكم في دولة الإمارات إلى التخوف من هجمات لمليشيات الحوثي على دبي وأبوظبي في مسعى مكشوف للتغطية على اتفاقها السري مع الجماعة.
وحذّرت الإمارات عبر صحيفة “ذا تليغراف” البريطانية، من قدرة جماعة الحوثيين في اليمن على مهاجمة دبي أو أبوظبي، في وقت تهدد التوترات المتصاعدة من أزمة النفط السعودية بالتوسع إلى الإمارات.
وقال مسؤولون إماراتيون للصحيفة إنه “في حال استهدف الحوثيون المراكز السياحية والتجارية العالمية في الإمارات، فإنهم لن يستهدفوا بذلك الإمارات فحسب، وإنما العالم”.
يأتي ذلك متناقضا مع ما تفيده تسريبات أمنية موثوقة بشأن اتفاق النظام الإماراتي مع جماعة الحوثيين يقوم على عدم استهداف أراضي الدولة والتركيز فقط على السعودية مقابل عدم استهداف أبوظبي للجماعة.
وترى التسريبات أن التهديدات المتكررة من جماعة الحوثي للإمارات عارية عن الصحة وعلاقة الجانبين مثالية بدليل أن الجماعة لا تشن أي هجمات على أراضي الدولة وتركز فقط على السعودية.
ويقول ضابط إماراتي في تسريب “علاقتنا مع الحوثي ممتازة ومازلنا ننقل لهم الأسلحة بشكل منتظم، واجتماعات سرية في أبوظبي وإرسال احداثيات المقاومة اليمنية، ومواقع تمركزات الجيش السعودي، والمواقع الحيوية”.
ويضيف أن تهديدات المتحدث العسكري الحوثي المستمرة للإمارات “هي فقط للاستهلاك الإعلامي وإبعاد شبهة خيانة النظام الإماراتي للسعودية”.
ويوم أمس قال متحدث باسم مطارات دبي إنه جرى تحويل مسار رحلتين كان من المقرر هبوطهما في مطار دبي الدولي بسبب ما يشتبه في أنه نشاط لطائرة مسيرة. والحادث هو الثاني من نوعه في أحد أنشط مطارات العالم منذ بداية العام الحالي.
وأضاف المتحدث أنه نتيجة للاشتباه في نشاط طائرة مسيرة، فإن وصول الرحلات إلى مطار دبي تعطلت لفترة وجيزة، وذلك لقرابة ربع ساعة.
وقالت شركة “طيران الإمارات” إن الرحلتين اللتين جرى تحويل مسارهما تتبعان لها، إحداهما كانت متوجهة إلى إمارة الشارقة والرحلة الأخرى هبطت في مطار ثان في دبي.
وكانت سلطات مطار دبي أوقفت الرحلات في فبراير/شباط الماضي جراء نشاط لطائرات مسيرة، وفي العام الماضي نفت أبو ظبي تقارير بأن جماعة الحوثي هاجمت مطار العاصمة الإماراتية بواسطة طائرة مسيرة، وقالت إن العمل في المطار لم يتأثر، غير أن الحوثيين نشروا بعد ذلك بأشهر فيديو لعملية استهداف مطار أبو ظبي بالطيران المسير.
وألزمت سلطات الإمارات مالكي الطائرات المسيرة بتسجيلها لدى هيئة الطيران المدني، وحظرت على هواة تشغيل الطائرات المسيرة تركيب كاميرات عليها، أو تشغيلها في مناطق محددة.
وكان الحوثيون هددوا الإمارات الأسبوع الماضي بالانتقام من مشاركتها في حرب اليمن، وجاءت التهديدات بعد أن أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ على أكبر منتج للنفط في السعودية (أرامكو).
وتوعد المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع الأسبوع الماضي الإمارات قائلاً إن “عملية واحدة فقط ستكلفكم كثيراً”.
وتابع “نقول للإمارات إذا أردتم السلامة لأبراجكم الزجاجية فاتركوا اليمن وشأنه”، مشيراً إلى أن لدى الحوثيين عشرات الأهداف ضمن بنك أهداف في الإمارات.
وأعلن الحوثيون، بعد أسبوع واحد من الهجوم على منشأتين لأرامكو، عن وقف هجماتهم بكافة الأشكال تجاه السعودية، مشترطين توقف الهجمات السعودية على اليمن.
وخلال إحيائهم الذكرى الخامسة لسيطرتهم على العاصمة اليمنية، صنعاء، في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، حذّر الحوثيون السعودية وحلفاءها من رفض مبادرتهم، ملوّحين بالتصعيد العسكري إذا لم تلتزم السعودية.