‏”عدن نيوز” ينشر الترجمة الكاملة لتقرير أمريكي كشف كيف قامت السعودية بمنع الإمارات من السيطرة على الحديدة

Editor7 سبتمبر 2019
‏”عدن نيوز” ينشر الترجمة الكاملة لتقرير أمريكي كشف كيف قامت السعودية بمنع الإمارات من السيطرة على الحديدة

 


كشف مسئولون يمنيون رفيعون لوكالة أسوشييتد برس، الجمعة ، عن معلومات حساسة تتعلق بجذور الخلاف المحتدم حالياً بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة .

ويرجع أصل الخلاف – بحسب المسئولين –  إلىقيام السعودية بوقف تقدم الإمارات الساعي  للاستحواذ على ميناء ومدينة الحديدة غرب اليمن، عبر الإيعاز للحكومة الشرعية بالتوقيع على الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة بين الشرعية والحوثيين في مدينة ستوكهولم بالسويد أواخر العام الماضي، بحسب ما جاء في الوكالة.

وتقول الوكالة في التقرير الذي ترجمه (عدن نيوز) للعربية أن السعودية كانت تشعر بالقلق من زيادة تنامي النفوذ الإماراتي فما إذا سيطرت على أكبر موانئ اليمن (ميناء الحديدة)، وهي التي تسيطر في الأصل على معظم الموانئ والمواقع الحساسة في اليمن.

ويقول التقرير أن العديد من السياسيين اليمنيين الذين تحدثوا إلى وكالة أسوشييتد برس يؤكدون إن القيادة السعودية تبدو منقسمة داخلياً ، وبالرغم من أنها تفاجأت من تحركات الإماراتيين مؤخراً في عدنإلا أنها أحجمت عن فض التحالف مع شريكتها وعن خوض معركة صريحة بجانب الشرعية للسيطرة على الوضع في الجنوب

 

نص التقرير:

لقد أدى القتال بين حلفائهما في جنوب اليمن إلى فتح الجروح بين السعودية والإمارات وإضعاف تحالفهما ضد المتمردين في صنعاء “الحوثيون”. وإن لم تستطع الدولتان إصلاح هذه الاختلالات ، فإن هذا يهدد بتمزيق البلد إلى أجزاء صغيرة متناحرة .

وشهد الأسبوع الماضي تصعيدًا كبيراً في الاضطرابات في الجنوب ، حيث قصفت الطائرات الحربية الإماراتية قوات موالية للرئيس اليمني المعترف به دوليًا ، عبد ربه منصور هادي – وهو الرجل الذي يفترض أن التحالف جاء لمحاولة استعادة سلطته. قُتل العشرات ، وسكبت دولة الإمارات العربية المتحدة الملح على الجرح من خلال وصفها قوات هادي بأنها قواتإرهابية .

يصف أنصار هادي القصف بأنه “نقطة تحول” ويتهمون الإمارات بإثارة انقلاب باستخدام ميليشياتها المحلية للإطاحة بحكومة هادي والسعي إلى انفصال الجنوب.

الحرب الأهلية الجديدة

ظهرت أحد عوامل الصراعات السعودية الإماراتية وراء الكواليس في العام المنصرم . حيث قال اثنان من كبار المسؤولين اليمنيين لوكالة أسوشيتيد برس أن المملكة العربية السعودية قامت بإجبار حكومة هادي على قبول الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي أدت لإيقاف هجوم الميليشيات المدعومة من الإمارات لاستعادة أهم ميناء في اليمن وهوميناء الحديدة ، من الحوثيين .

وقال المسؤولينِ إن السعودية تخشى من أن تؤدي سيطرة الإمارات على الحديدة ومينائها إلى توسيع دائرة نفوذ أبوظبي في اليمن .بجانب سيطرتها المسبقة على الموانئ الجنوبية الرئيسية الأخرى التي تحتفظ بها .

جاءت علامة الاضطراب التالية بين الحليفين في الصيف ، عندما بدأت الإمارات بسحب معظم قواتها من اليمن. وقال المسؤولان أن هذه العملية لم يتم تبليغ المملكة العربية السعودية بها مسبقاً. كما أن حكومة هادي لم تدرك ذلك إلا عندما التقى رئيس الوزراء اليمنيمع الشيخ محمد بن زايدأقوى شخصية في الإمارات في أبو ظبي بشهر يونيو .

وقال الشيخ محمد حينئذٍ إن سمعة دولة الإمارات العربية المتحدة كانت تعاني من حرب اليمن وألقى باللائمة على حزب الإصلاح. وفي وقت لاحق ، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الانسحاب يهدف إلى تعزيز محادثات السلام مع الحوثيين .

حذرت الاستخبارات التابعة لهادي في تقرير داخلي حصلت عليه وكالة الأسوشييتد برس من أنها تتبعت في إبريل تحضيرات يجريها المجلس الانتقالي لشن انقلاب. وأورد التقرير إن قادة الميليشيات التقوا بمسؤولين إماراتيين لبحث تنفيذ الخطط

في يونيو ، وصلت شحنات إماراتية جديدة من العربات المدرعة والأسلحة والذخيرة إلى عدن للميليشيات ، ووفقًا للمسؤولين. فقد أكد الإماراتيون للحكومة في ذلك الوقت أن الأسلحة سيتم توجيهها للجبهات الأمامية ضد الحوثيين .

وقال أحد المسؤولين مملوءً بالحسرة : “لقد تعرضنا للخديعة من الإمارات”

هاجمت الميليشيات القوات التابعة هادي في عدن في 7 أغسطس / آب ، وهزمتهم بعد أيام من الاشتباكات في الشوارع. واستولى رجال الميليشيات على معسكرات تابعة لهادي حول المدينة ، وقاموا بنهب القصر الرئاسي ولكن سرعان ما طاردوا القوات الحكومية في مدن الجنوب الأخرى .

لكنهم ذهبوا بعيداً حينما حاولوا الاستيلاء على عتق ، عاصمة محافظة شبوة وهي التي تعتبرمدينة استراتيجية ، حيث أنها تتيح الوصول إلى حقول النفط في الجنوب وتقترب من الحدود السعودية شمالاً .

و تحديداً في هذه اللحظة هرعت المملكة العربية السعودية بالأسلحة والمركبات المدرعة لإسناد قوات هادي ومنعت الإماراتيين من شن ضربات جوية ضدهم ، وفقاً لزعماء القبائل المحليين واثنين من كبار السياسيين .
تم طرد الميليشيات ، وبدأت قوات هادي بشن حملة مضادة ، فتقدمت إلى أبواب عدن – رغم التحذيرات السعودية المشددة بضرورة عدم التصعيد بدخول المدينة أو حتى الاقتراب من مطارها. وهنالك تعرضت قوات هادي للضربات الجوية الإماراتية في 29 أغسطس ، مما أسفر على الأقلعن مقتل 30 مقاتلاً.
قالت الإمارات إنها قامت بقصف “إرهابيين” هاجموا قوات التحالف ، مما أغضب هادي ومسؤوليه

وتساءل نائب وزير الخارجية محمد الحضرمي معلقاً على البيان الإماراتي: “هل هذا يعني أن هادي إرهابي؟ هل هذا يعني أن جيش هادي إرهابي؟” .

 

تطورات لاحقة

توقف التصعيد جزئياً على الأرض، في وقت يعقد فيه المسؤولون السعوديون والإماراتيون مناقشات ثنائية. أصدرت الحكومتان بيانين يدعمان الوحدة و “الشرعية” ، مشيرين على الأقل إلى ما يشبه الأرضية المشتركة بينهما .

تركز المحادثات على تشكيل حكومة جديدة تحتوي المجلس الانتقالي والمكونات الأخرى بالإضافة الى انسحاب القوات الى ثكناتها. والنقطة الشائكة هي ما إذا كانت الميليشيات ستدمج في قوات هادي أم ستبقى مستقلة .

تقول حكومة هادي إنها لن تتحاور مع الانتقالي حتى ينسحب من عدن ، ويعارض مسؤولو الانتقالي الانضمام إلى حكومة مع الإصلاح.

قام الانتقالي – يوم الخميس الماضي – بحشد جماهيره في شوارع عدن لإظهار الدعم الشعبي له .
كلا الطرفين يقومان بالاستعداد لموجة قتال جديدة. أرسل الإماراتيون الدبابات والصواريخ والذخيرة إلى الميليشيات في عدن ، وقامت المملكة العربية السعودية بإعادة تزويد قوات هادي بالسلاح ، كما يقول العديد من المسؤولين اليمنيين .

دوامة جديدة من العنف يمكن أن تقسم الجنوب إلى دويلات صغيرة ، حيث تسيطر القوات الموالية لدولة الإمارات على عدن والمحافظات المجاورة ، بينما يسيطر معسكر هادي على المحافظات المتبقية .

قال العديد من السياسيين اليمنيين الذين تحدثوا إلى وكالة أسوشييتد برس إن القيادة السعودية تبدو منقسمة داخلياً ، وبالرغم من أنها تفاجأت من تحركات الإماراتيين ولكنها أحجمت عن إنهاء التحالف مع شريكتها وعن خوض معركة صريحة للسيطرة على الوضع في الجنوب

ووصف الكاتب السعودي سليمان العقيلي الغارات الجوية الإماراتية بأنها “جرح عميق” ، محذرا على شاشة تلفزيون اليمن اليوم: “لن ننسى الأمر بسهولة “.

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق