دخلت شبوة خط المواجهات بين الجيش والمليشيات التابعة لما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتيا الذي نفذ انقلابا على الحكومة قبل أيام.
على عكس ما حدث في عدن فقد تمكنت القوات الحكومية من إحكام سيطرتها على مدينة عتق مركز محافظة شبوة وأعلنت عقبها الدعوة لوأد الفتنة التي يشعلها الانتقالي.
ووجه عقب ذلك رئيس الوزراء معين عبدالملك السلطة المحلية التنفيذية والقيادات العسكرية والامنية بمحافظة شبوة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والضامنة للحفاظ على أمن واستقرار وسلامة المواطنين وتجاوز التداعيات الناجمة عن محاولة الانتقالي السيطرة على عتق بالقوة.
جاءت هذه الأحداث بعد سيطرة الانتقالي على العاصمة المؤقتة ومحافظة أبين. في الوقت ذاته تشهد المهرة وحضرموت حالة غليان فالأولى تهدد بمواجهة مليشيات المجلس والأخيرة تطالب بحكم مستقل.
تأثير الانتصار:
عن تأثير انتصار الجيش في شبوة يؤكد الإعلامي عبدالرقيب الأبارة أنه عزز من ثقة المواطنين بالحكومة كما فضح مشاريع الإمارات التي تسعى لتقسيم البلاد من جهة ثانية.
وذكر الأبارة أن مقاومة الانتقالي في شبوة نجحت لأن الصورة كانت واضحة فهناك دعم من السلطة المحلية والمنطقة العسكرية عكس ما حدث في عدن حيث كانت مثل تلك المواقع بيد المجلس.
وأشار إلى امتلاك الجيش بشبوة عتادا عسكريا متكاملا فضلا عن دعم القبائل له وهو ما مكنه من هزيمة مليشيات الانتقالي.
انتكاسة مشروع التقسيم:
من جانبه يؤكد الناشط محمد الأحمدي أن انتصار القوات الحكومية في شبوة هو نقطة مفصلية في مسألة تثبيت الحكومة في مناطق الجنوب.
واعتبر ذلك ” بأنه كذلك انتكاسة للمتمردين ولمشروع التقسيم الذي تسعى لأجله الإمارات للاستحواذ على موانئ اليمن وخطوط إمداد الطاقة محذرا في الوقت ذاته من خطورة الركون إلى تلك الانتصارات.
وأرجع سبب انتكاسة الانتقالي إلى إدراك أبناء شبوة خطر مشروع التقسيم ورفضهم الضم والإلحاق الذي يريد المجلس من خلاله إدارة الجنوب خدمة لمشروع الإمارات.
وبحسب الأحمدي فإن النسيج الاجتماعي في شبوة أكثر تماسكا مقارنة بأبين وعدن فضلا عن ضعف وجود الانتقالي هناك وعدن توفر حاضنة اجتماعية له.
شبوة.. منطق الدولة:
بدوره يرى المحلل السياسي محمد الغباري في منشورات كتبها بصفحته بموقع الفيسبوك أن أزمة تمرد الانتقالي انكسرت في شبوة ويتطلب ذلك من السلطة تعزيز المحافظة ومساعدتها في قطع طرق إمداد مليشيا الانتقالي.
وأضاف “شبوة تعزز منطق الدولة الذي ظهر لأول مرة برفض الحكومة الحوار مع مليشيا الانتقالي قبل إخلاء المؤسسات والمناطق من المليشيات”.
وذكر أن أزمة تمرد الانتقالي أثبتت أن الحوار والوساطات والتفاوض مع المليشيات ما هو إلا تعزيز للخيانة وخفض التكلفة عن المليشيات وأن تلك الوسائل نقض لمنطق الدولة ومسلماتها.
وتبدو حتى الآن قوات الحكومة متماسكة في شبوة بينما يواصل الانتقالي إرسال تعزيزاته من العاصمة المؤقتة والضالع ولحج إلى تلك المحافظة هاجم بعضها مسلحين من أبين.
وكانت رئاسة هيئة الأركان قد أعلنت استعدادها لأي طارئ مؤكدة أن معنويات قوات الجيش في شبوة في أعلى مستوياتها.