فرضت القوات اليمنية الشرعية سيطرتها الكاملة على مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة الغنية بالنفط جنوب شرقي البلاد بعد معارك عنيفة مع قوات النخبة الشبوانية الموالية للإمارات منذ الخميس الماضي.
وبعد تطهير المدينة من جيوب قوات النخبة توجهت وحدات الجيش والقوات الخاصة التابعة للحكومة الشرعية إلى ضواحي مدينة عتق وبسطت سيطرتها على أهم معسكرات التشكيلات التابعة للإمارات أبرزها قاعدة مرة الاستراتيجية ومعسكر العلم لتتمكن لاحقا من السيطرة التامة على نقاط خط العبر الرابط بين حضرموت وعتق.
وتساقطت معسكرات النخبة الشبوانية الواحدة تلو الأخرى من ثماد الى الشهداء ومرة والعلم وآخرها اليوم حراد.
وتقول مصادر عسكرية إن قوات الجيش الوطني أخلت سبيل ضباط إماراتيين كانوا في معسكر العلم القريب من بلحاف الساحلية يديرون الهجوم على عتق.
واتهمت الحكومة اليمنية قيادة القوات الإماراتية بتفجير حرب في شبوة ضمن مخططها لإسقاط السلطة الشرعية المعترف بها دوليا في المحافظات الجنوبية المحررة من الحوثيين.
من هي النخبة الشبوانية ؟
ركزت الإمارات جهودها في التحالف العربي من اول وهلة على بناء تشكيلات وأذرع عسكرية تتبعها مباشرة وخارج سيطرة أجهزة السلطة الشرعية.
مطلع 2016 شرعت الإمارات في تشكيل ألوية قوات النخبة الشبوانية وتدريبها وعمدت الى تجنيد أفرادها وفقا لاعتبارات واسس قبلية ومناطقية مستعيدة التجربة الاستعمارية البريطانية في الجنوب القائمة على النفخ في الهويات المحلية ضمن سياستها المعروفة “فرق تسد”.
يقول عسكريون إن هذه الطريقة التي انتهجتها الإمارات لبناء هذا التشكيلات تؤكد رغبة أبوظبي في وجود طويل في المحافظات الجنوبية واستخدام هذه الاذرع العسكرية ليس لفرض نفوذها وأجندتها فحسب بل لاستخدامها ضد بعضها في حال تمردت إحداها باستثمار ميراث التنافس والصراع القبلي والثارات.
تتكون النخبة الشبوانية من 4 نخب رئيسية يتجاوز قوامها 6000 ألف مقاتل تسيطر على مختلف التشكيلات وتنتشر على معظم أجزاء محافظة شبوة التي تبلغ مساحتها نحو 43 ألف كيلو متر مربع.
- في مقدمة هذه النخب تأتي نخبة الواحد ( محورعزان) وتتمركز في مناطق مديريات قبائل الواحدي : حبان وميفعة والروضة ورضوم ويقع تحت سيطرتها الطريق الرابط بين شبوة وحضرموت بالإضافة لمينائي النشيمة وبلحاف.
-
النخبة العولقية (محور الصعيد) تسيطر على مديرية الصعيد.
-
نخبة بني هلال وتتمركز في مديريتي عتق وجردان.
-
نخبة بلعبيد وتتمركز في مناطق من جردان ومديرية عرماء.
وزعت هذه النخب على 4 محاور عسكرية على النحو التالي: محور الصعيد ومحور عزان ومحور العلم ومحور الشهداء عتق.
لا زالت مديرية الصعيد تحت سيطرة النخبة العولقية وتتحدث الأنباء عن رفضها الانخراط في الحرب.
لا يربط بين هذه التشكيلات أي تراتبية او قيادة عسكرية موحدة وهي عبارة عن ألوية منفردة بنفسها (لكل قبيلة نخبة )تعلن ولاءها للمجلس الإنتقالي الجنوبي لكنها تخضع لتوجيهات وأوامر القيادة الإماراتية التي تتخذ من منشآت بلحاف النفطية الضخمة مقرا لها وتمنع إعادة تصدير الغاز المسال.
وقد انتهى الحال بمعظم هذه النخب الى استخدامها أداة للقوات الإماراتية لتنفيذ انقلاب على الرئيس الشرعي لخدمة نفوذ الإمارات وأطماعها في السيطرة على المناطق الحيوية الغنية بالنفط والغاز وصولا لاستخدامها ضد أبناء شبوة أنفسهم الذين يشكلون قوام كل وحدات القوات الحكومية والأمنية.
ويرجح مراقبون أن شعور هذه التشكيلات بالخديعة من قبل الإمارات إذ زجت بها في حرب لخدمة اجندتها الخاصة وتوريطها في صراع مرير وثارات مع مجتمعها المحلي جعلها تفضل التخلي عن القتال سيما بعد سقوط ابرز القيادات التي قادت هجوم عتق ما بين قتيل وجريح وأسير.