دعا قائد خفر السواحل الإماراتي إلى تنسيق متواصل مع إيران لضمان سلامة خطوط الملاحة في منطقة الخليج العربي، في تصريح هو الأول من نوعه والمخالف لطبيعة العلاقة بين التحالف السعودي الإماراتي مع طهران.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن العميد محمد الأحبابي قوله، في بيان مشترك مع نظيره الإيراني اللواء قاسم رضائي، عقب انتهاء اجتماع مشترك لخفر السواحل الإيراني والإماراتي في طهران، اليوم الثلاثاء: إن “تعزيز العلاقات مع إيران بإمكانه ضمان أمن المياه الخليجية”.
ووصل وفد عسكري إماراتي، صباح الثلاثاء، إلى العاصمة طهران، لبحث قضايا التعاون الحدودي وتبادل “معلومات أمنية”، رغم التوترات المستمرة بين البلدين التي يغذيها تحالف الرياض وأبوظبي في اليمن.
وأشار الأحبابي إلى أن “إيران رائدة في مكافحة تهريب المخدرات، ونحن بوصفنا خفر السواحل الإماراتي نثمن إجراءات الجمهورية الإسلامية في هذا الخصوص”.
كما أشاد المسؤول الإماراتي بالأمن الإيراني قائلاً: “الأمن الذي تنعم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في ضوء حدودها المشتركة والممتدة بمساحة 8 آلاف و755 كم، يدل على أسلوبها الصحيح في إدارة مناطقها الحدودية”.
وأكد الأحبابي “ضرورة الرقي بمستوى العلاقات الحدودية، ومواصلة الإجراءات المشتركة والتنسيق المستدام بهدف تأمين التجارة وسلامة الملاحة البحرية”.
ولفت إلى أن “تدخل بعض الدول في الخطوط الملاحية الأولى يثير المشاكل في المنطقة، وبما يستدعي من خلال تحسين العلاقات إرساء الأمن في الخليج وبحر عمان”.
من جانبه قال اللواء قاسم رضائي، قائد قوات حرس الحدود الإيراني: إن “حماية أمن الحدود يحظى بأهمية خاصة لدى طهران وأبوظبي ويشكل جسراً بين الجانبين”، مشيراً إلى أن “النهوض بمستوى العلاقات الثنائية يسهم في توفير الأمن المستدام لشعبي البلدين”.
وأضاف رضائي: “منطقة الخليج الاستراتيجية وبحر عمان تعود إلى شعوبها؛ ويبنغي لنا ألا نسمح لسائر الدول أن تمسّ بأمننا الإقليمي”، لافتاً إلى “ضرورة تعزيز التعاون في مجال إدارة الحدود المشتركة وتأمين هذه المنطقة”.
وتابع رضائي: “نستطيع من خلال النهوض بمستوى التعاون الثنائي أن نقيم ملتقيين سنوياً في طهران وأبوظبي، فضلاً عن لقاءات ميدانية في المناطق الحدودية بين قادة البلدين لاحتواء المشاكل الحدودية والعمل على حلها”، مشدداً بالقول: “رغم الفتن الراهنة في الدول المجاورة لكن بلادنا آمنة تماماً، والشعور بالأمان يغمر الشعب على صعيد البلاد والمناطق الحدودية”.
تعاون أمني
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أنه عقد في طهران الاجتماع المشترك السادس لخفر السواحل الإيراني والإماراتي؛ بهدف بحث قضايا التعاون الحدودي المشترك، دون تحديد موعد الاجتماع.
وأضافت أن 7 من مسؤولي خفر السواحل الإماراتي وصلوا إلى طهران، وبحثوا مع نظرائهم الإيرانيين قضايا التعاون الحدودي المشترك، وتوافد مواطني البلدين، وتسريع عمليات نقل المعلومات بينهما.
كما ذكرت قناة “روسيا اليوم” أن “الوفد الإماراتي العسكري الذي زار طهران، بحث تسريع وتسهيل تبادل المعلومات الأمنية بين البلدين”.
وحتى منتصف يوم الثلاثاء، تجاهل الإعلام الإماراتي زيارة وفد البلاد إلى طهران والبيان المشترك الذي صدر، حيث كانت تهمة التعاون مع طهران تهمة تم اتخاذها حجة لحصار وقطع العلاقة مع قطر من قبل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر (يونيو 2017).
وتأتي أنباء المشاورات بين أبوظبي وطهران بعد أيام من كشف حسين دهقان، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الدفاعية، أن السلطات الإماراتية أوفدت مندوبين إلى إيران للحديث حول السلام في ظل التوترات التي تعصف بمنطقة الخليج العربي.
والخطوة الإماراتية تجاه إيران تمثل الضربة الثانية التي توجهها أبوظبي لتحالفها مع الرياض، في أقل من شهرين، وذلك بعد إعلان تقليص وجود قواتها في حرب اليمن رغم استمرار القتال واستهداف مليشيا الحوثيين المستمر للأراضي السعودية.
يذكر أن الاجتماع المشترك الخامس لخفر السواحل الإيراني والإماراتي عُقد في طهران أكتوبر 2013، حسب الوكالة نفسها.
وتشهد العلاقات الإماراتية الإيرانية توتراً مستمراً بسبب الجزر الثلاث “طنب الكبرى” و”طنب الصغرى” و”أبو موسى” المتنازع عليها بين أبوظبي وطهران، والتي تقول الأولى إنها محتلة من قبل الثانية، إلا أنها لا تحرك ساكناً في سبيل استعادتها.
وتفاقم التوتر بين البلدين على خلفية الصراع المحتدم في اليمن منذ نحو 5 أعوام بين القوات الحكومية، مدعومة بالتحالف العربي الذي تعد الإمارات عضوة فيه، رغم انسحابها الجزئي مؤخراً، والمسلحين الحوثيين، الذين تُتهم إيران بدعمهم.
كما زاد التوتر على خلفية اتهام إيران باستهداف أو تحريض جماعات أخرى على استهداف ناقلات نفطية في الخليج العربي، وهو ما نفته طهران.
وفي مايو الماضي، أعلنت الإمارات تعرض 4 سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة، ونفت إيران اتهامات أمريكية بالمسؤولية عن هذا الهجوم.
كما هددت إيران بمقاضاة الإمارات دولياً، بسبب تسيير الولايات المتحدة طائرات تجسس مسيرة من أراضيها تجاه الأجواء الإيرانية، كما حدث مع الطائرة الأمريكية التي أسقطتها طهران في 20 يونيو الماضي.