غموض في مصير الجنوب بعد انسحاب الإمارات.. ومخاوف من فوضى عارمة تسببها مليشياتها

محرر 39 يوليو 2019
غموض في مصير الجنوب بعد انسحاب الإمارات.. ومخاوف من فوضى عارمة تسببها مليشياتها

هناك مخاوف وأسئلة كثيرة حول مستقبل المحافظات الجنوبية في اليمن بعد مضي قوى حراكية والإمارات العربية المتحدة نحو محاولة التركيز فقط على تلك المناطق منذ تدخل التحالف العربي في بلادنا عام 2015.

تزايد ذلك القلق الذي جعل اليمنيين يشعرون بأن بلادهم قد تصل إلى مرحلة أكثر تعقيدا من الآن مع وجود كثير من الدلائل التي جعلتهم يشعرون أن مستقبل اليمن ككل في خطر والجنوب تحديدا.

انتقائية التحرير:

عزز تلك المخاوف تركيز التحالف العربي بقيادة السعودية على تحرير محافظات معينة، تتركز في الجنوب وقد لوحظ أن ذلك تم خلال أشهر قليلة بعد تنفيذ الحوثيين انقلابهم عام 2014.

وكان واضحا كذلك أن التحالف تعمد مد نفوذه في المحافظات الجنوبية وكان للإمارات تحديدا نصيب الأسد فيها إذ ركزت بشكل لافت على السواحل اليمنية. في الوقت ذاته تم تجاهل بشكل أو بآخر تحرير محافظات شمالية.

نقل البنك المركزي:

كان هناك حاجة ملحة بداية الحرب لنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وذلك لأن الحوثيين لم يلتزموا بتحييد البنك وقاموا باستغلاله من أجل تمويل حربهم.

جرى عقب ذلك نقل البنك وفق قرار رئاسي إلى عدن في سبتمبر/أيلول 2016 لكن لم يتم توحيد البنكين وبرغم أهمية تلك الخطوة إلا أن المخاوف بدأت عقبها تتفاقم من خطورة المضي بمشروع فك الارتباط الذي بدأت ملامحه تبرز بشكل أو بآخر برغم صعوبته.

تشكيل مليشيات:

منذ وقت مبكر بدأت الإمارات بتشكيل مليشيات تابعة لها تعمل خارج نطاق الجيش الوطني وعملت على إضعاف الشرعية بشكل كبير وقد أكدت عدد من التقارير الدولية ذلك.

لكن الأمر تفاقم عقب خوض تلك المليشيات معارك ضد الحكومة أبرزها كان في العاصمة المؤقتة عدن، والتي خلفت عددا من القتلى والجرحى.

مجلس انتقالي:

في مايو/أيار 2017 تم الإعلان عن تشكيل ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” برئاسة عيدروس الزبيدي، وبه قيادات جنوبية كثيرة.

ذلك المجلس كان بدعم من الإمارات وهو مناوئ للحكومة اليمنية وتدعمه المليشيات التي شكلتها أبوظبي، وأصبح ذلك المجلس يسعى لأن يكون طرفا فاعلا في أي مشاورات سلام يمنية.

انسحاب:

مؤخرا ترددت أنباء كثيرة عن سحب الإمارات لبعض قواتها بشكل كبير من مناطق مختلفة، وقد أثار ذلك علامات استفهام كثيرة حول ما إذا كان لذلك علاقة بمخطط فك الارتباط في الجنوب وجدية ذلك، خاصة مع تشكيلها لقوات كبيرة داخل اليمن.

لكن المحلل السياسي ياسين التميمي رأى في مقال له، أن ذلك محاولة من الإمارات للنأي بنفسها عن معركة السعودية اليمن.

وأكد أنها قامت فقط بإعادة تموضع لقواتها في أماكن محصنة وقريبة من مواقع الإخلاء المحتمل وأن مخطط الانسحاب خطير، ويدفع بالمواجهة إلى حدودها القصوى مع الشرعية وقواتها في المحافظات الجنوبية.

وأضاف “ما يمكن قوله بيقين هو أن الإمارات باتت طرفا سيئا في معادلة الصراع الدائر في اليمن، بالنظر إلى توفر مؤشرات على أنها باتت جزءا من مخطط تمكين الحوثيين”.

استفزازات متكررة:

حدثت الكثير من الاستفزازات للحكومة أبرزها كان منع الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي من ممارسة عملهم من داخل البلاد بشكل طبيعي.

كما تم مؤخرا إغلاق وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التابعة للشرعية بعدن، وهو أمر وضعه كثير من المراقبين في خانة “فك الارتباط”، خاصة أنه يتم رفع الأعلام التابعة للجنوب وليس أعلام الجمهورية اليمنية.

كما أسقطوا علم اليمن الموحد من مكتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي بعدن، وهو ذات الأمر الذي حدث مع مكتب الجهاز المركزي للإحصاء.

وكثيرا ما أطلق الزبيدي تصريحات أثارت الكثير من الجدل، منها التهديد بإسقاط عدن بيد داعش، فضلا عن الدعوات لإسقاط الحكومة في أواخر 2018، ووصفه لبريطانيا التي كانت محتلة للجنوب بـ”الشريك”.

تحذيرات:

وفي سياق ذلك، حذر مؤخرا وزير النقل اليمني صالح الجبواني من انفجار الوضع عسكريا في العاصمة المؤقتة عدن إثر محاولات ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” السيطرة على مؤسسات الدولة.

ودلل على ذلك بممارسات الانتقالي للسيطرة على مؤسسات الدولة بعدن، مؤكدا -في تغريدة على تويتر- أن تلك التصرفات ستكون “الصاعق” الذي سيفجر الأوضاع في لحظة ما وسيتحملون كامل المسؤولية عن أي مواجهة تحدث.

مصير غير واضح ينتظر جنوب اليمن، ويبدو أن الأمر مرتبط بدرجة كبيرة بتوجه المجتمع الدولي ورأيه من فك الارتباط من عدمه خاصة أن الوضع مرشح للانفجار بسبب التباين داخل المليشيات التي قامت الإمارات بتشكيلها فضلا عن جدية تلك القوى بالتحرك نحو ذلك الهدف من عدمه.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept