ألمحت تقارير اعلامية إلى أن دولة عربية اعتذرت لإسرائيل عن عدم “مقدرتها” التصويت إلى صالحها في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، لاعتراض إدراج مدينة الخليل على “لائحة التراث العالمي” الجمعة الماضية.
وذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية أن مندوب إحدى الدول العربية الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، تقدم باعتذار للحكومة الإسرائيلية، حول تصويته لصالح فلسطين في اشارة الى دولة الامارات العربية المتحدة.
وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر الأحد، أن الاعتذار كان عن قيامه بالتصويت لصالح قرار إدراج مدينة الخليل على “لائحة التراث العالمي”، الجمعة الماضية.
وأضافت أن الحديث يدور حول مندوب دولة عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل” بشكل علني، مشيرة إلى أنه كان قد تعهّد لمندوب تل أبيب في المنظمة الأممية بالتصويت ضد القرار، في حال تمّت عملية التصويت بشكل سرّي، “خشية افتضاح أمره”، وفق الصحيفة.
ونشرت الصحيفة العبرية مقتطفات من رسالة الاعتذار التي بعث بها المندوب العربي إلى المندوب الإسرائيلي في المنظمة الأممية، وجاء فيها “من الصعب القول إن التصويت كان سريا. لقد كان الجو ملتهبا هناك. لم يكن لدي أي خيار”.
وردّ عليه المندوب الإسرائيلي، بالقول “أعرف ذلك، صديقي. بالنسبة لي فكأنك فعلت ذلك (أي صوت ضد القرار)”، وفق وكالة “قدس برس”.
وذكرت أن المندوب الإسرائيلي في “يونسكو” حاول التوصل إلى تفاهم مع بولندا التي ترأس الدورة الحالية للمنظمة، يقضي بجعل التصويت سريّا من وراء ستار، غير أن ذلك لم يحدث.
وأوضحت الصحيفة “بدلا من وضع ستار أثناء التصويت، تبين أن الحديث يدور عن كتابة على قصاصات ورقية على طاولة المباحثات، ثم وضعها في صندوق، ما يعني أن التصويت كان مكشوفا للكاميرات الكثيرة في المكان، رغم معارضة تل أبيب لذلك”.
وامتنعت وسائل الإعلام العبرية عن كشف هوية الدولة العربية التي كانت ستصوت ضد القرار، إلا أن بعضها رجّح أن الحديث يدور حول دولة الإمارات؛ في ظل التقارير الإعلامية التي كشفت مؤخرا عن تقارب إسرائيلي بينهما.
وتتألف “لجنة التراث العالمي” التابعة لـ “يونسكو” والتي اتخذّت الجمعة الماضية قرارا باعتبار مدينة الخليل الفلسطينية “منطقة محمية”، من 21 عضو؛ من بينها أربع دول عربية؛ هي الإمارات والعراق والجزائر وقطر.
وتُعد مدينة الخليل واحدة من أقدم المدن العريقة التي مازالت مأهولة في العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6000 عام، وتعد رابع أقدس مدينة إسلامية بعد مكة والمدينة المنورة والقدس المحتلة.
ويعتبر الحرم الإبراهيمي الشريف من أهم المعالم الحضارية المميزة للمدينة والذي منحها مكانتها التاريخية المميزة بهندستها المعمارية، المملوكية والعثمانية، والتي تم الحفاظ عليها وصيانتها، شاهدًا على حيوية المدينة وتعدديتها الثقافية على مر العصور.
وبعد صدور القرار، باتت مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي على “قائمة التراث العالمي”، ومن المواقع المطلوب توفير الحماية الدولية لها في ظل ما تتعرّض له من هجمة استيطانية إسرائيلية.
وفي عام 2010، اعتمد المجلس التنفيذي لـ “يونسكو” قرارا باعتبار الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد “بلال بن رباح” في بيت لحمـ جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفض ضم “إسرائيل” لهما فيما يعرف بـ “قائمة التراث اليهودي”.