هذه هي أجندة الإمارات في السودان

محرر 216 مايو 2019
هذه هي أجندة الإمارات في السودان

قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، إن المتابع لمساعي الإمارات، لـ”فرض نفسها على اليمن ومصر وتونس وليبيا، يعلم ما الذي تحاوله الآن، في شوارع الخرطوم.

وأوضح هيرست بمقاله له في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن ما جرى في مصر وليبيا ويجري في السودان و«لا ترغب قطعًا في رؤيته، هو أن تدب الحياة من جديد، في حكومة مستقلة مدنية، وممثلة للشعب في السودان».

ولفت إلى أن خطة الإمارات في السودان، تتكون من أمرين: «الأول تعزيز وتسليح ضباط الجيش المتنفذين، الذين يفاوضون المتظاهرين، والثاني استخدام الزعماء المدنيين، الذين يبرزهم الحراك الحالي، لتطهير الجيش والحكومة والجهاز المدني والمحاكم من الإسلاميين”.. “وما أن يتحقق ذلك لها حتى يتصدر رجلها القوي في السودان ويستلم زمام الأمور، وهو نفس الأسلوب الذي اتبع في مصر أو بالفعل في ليبيا”.

وقال الكاتب أنه يتوفر لدى الامارات “البند الذي يحتاجه السودان بإلحاح بعد تطاير معظم موارده النفطية، ألا وهو المال”..ويتم “تحويل الأموال إلى داخل السودان أو إلى خارجه (مع العلم أن العقوبات الاقتصادية والتجارية الأمريكية لم ترفع إلا قبل عامين) من خلال مصرفين: أحدهما مملوك سعوديًا، وهو بنك فيصل الإسلامي، والآخر إماراتي، بنك أبوظبي الوطني”.

ويشير الكاتب إلى أحد أهم رجالات الإمارات وهو”محمد حمدان داقلو، والمشهور بلقب حميدتي، ضابط آخر من ضباط الجيش، يبدو أن ماضيه قد تعرض لعملية تنظيف تامة، ولكنه شخصية مركزية في الخطة الإماراتية للسودان”.

وتابع “يترأس حميدتي وحدة تسمى قوات الدعم السريع، وقد لفت الأنظار في صفوف المعتصمين في الخرطوم، الذين اعتبروه رجلًا نبيلًا بسبب رفضه – كما زعم – فض الاعتصام وإخلاء الميدان من المتظاهرين حتى لو تطلب ذلك إراقة الدماء وإزهاق الأرواح. يقال إنه رفض الأوامر، بل ألقى القبض على آمره، ثم مضى ليشكل المجلس العسكري المؤقت”.

وأردف الكاتب “منذ تلك اللحظة، وحميدتي يتربع داخل قلوب المعتصمين في الميدان، ومن موقعه كنائب لرئيس المجلس العسكري، تجده يمارس نفوذه في عملية المفاوضات التي تجري مع جمعية المهنيين السودانيين وقوات إعلان الحرية والتغيير، وهما الطرفان اللذان يشاركان في المفاوضات نيابة عن المتظاهرين”.

ويرى الكاتب أن “ثمة مخاطر واضحة من تحويل الثورة السودانية إلى نزاع بالوكالة بين السعوديين والإماراتيين الذين يدعمون ضباط الجيش والقوات العلمانية من جهة وتركيا وقطر اللتين تدعمان الإسلاميين من جهة أخرى”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept