لم تكن الاراضي اليمنية وحدها هي محط عبث النظام الاماراتي بل كل بلدان الربيع العربي كانت هدفاً لفوضى أولاد زايد ومن على شاكلتهم لزعزعة أمن واسقرار المنطقة.
وعندما انطلقت الثورة السورية في مارس 2011، مطالبة بالحرية والكرامة، ومتأثّرة بالربيع العربي، والذي اتخذت الامارات منها موقفاً عدائياً تجاهها منذ اللحظة الأولى.
ولم تأخذ أبوظبي موقفاً حاسماً من الثورة السورية في بدايتها، بل ظلت متردّدة لبعض الوقت، ثم قطعت “ظاهرياً” العلاقات الدبلوماسية مع دمشق بعد 5 أشهر من العنف فيما ظل التواصل عبر الاجهزة الاستخباراتية فعالاً وبصورة سرية.
ولكن النتائج أثبتت أن الامارات، ودولاً عربية أخرى، كان لهما أدوار عبثية وتخريبية على مدار أيام الثورة، خصوصاً في الشق العسكري منها؛ كصناعة ولاءات لكيانات عسكرية كاملة كانت تدين لها بالولاء لا للثورة السورية وأهدافها ومحليّتها.
وتراجعت المعارضة عسكرياً أمام عنف كبير جداً نفّذه نظام الأسد، بدعم لا محدود من روسيا وإيران وعشرات الآلاف من المليشيات الطائفية، مقابل فصائل مشتّتة عسكرياً أراد داعموها أن تبقى كذلك حتى لا تصل لأي نتيجة خلاص نهائية.
الإمارات دعمت الأسد منذ بدء الثورة
وبسبب عداء الامارات الأكثر صراحة لجماعة الإخوان المسلمين، واعتبار أي مظاهرة تخرج في أي بلد عربي أياً كان هي من تنظيم الإخوان، وهو ما يتهكّم به عشرات الناشطين يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي، استناداً للإعلام المصري والإماراتي.
وأعلن مسؤول في نظام “بشار الأسد” بسوريا، أمس، أن الإمارات كانت أول دولة عربية تدعم نظامه وتدعوه لقمع المتظاهرين.
وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوّراً لشريف شحادة، عضو مجلس الشعب السوري، يتحدّث في إحدى الفضائيات قائلاً: إن “الإمارات أرسلت لسوريا سيارات مدرّعة لقمع المتظاهرين منذ بداية الثورة”.
وأضاف: “جاء إلى سوريا أول وفد من الإمارات، وطلب من المسؤولين قتل المتظاهرين لأنهم من الإخوان المسلمين، قبل انتشارهم في سوريا والوطن العربي”.
الامارات زودت مخابرات الاسد بمواقع قيادات الثورة السورية
من جانب آخر كشفت صحيفة “يني شفق” التركية، يوم الجمعة، تفاصيل جديدة عن تورّط الإمارات بمقتل قيادات من المعارضة السورية العسكرية؛ بعد تزويد نظام الأسد بمواقع وجود هذه القيادات، الذين زوّدتهم مسبقاً بهواتف “الثريا” المتّصلة بالأقمار الصناعية.
وبيّنت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمه “الخليج أونلاين”، أن ما يقارب 80 قيادياً معارضاً لنظام الأسد اغتيلوا في سوريا، بين عامي 2012 و 2014، أرسلت لهم والإمارات المئات من هواتف “الثريا” متّصلة بالأقمار الصناعية، وشاركت مواقع أهم أسماء قياديي الثورة السورية الذين يمتلكونها مع أجهزة استخبارات نظام الأسد.
وبحسب الصحيفة، فقد تسبّبت أبوظبي عبر هذه الخدعة بمقتل كل من زهران علوش قائد فصيل “جيش الإسلام”، وعبد القادر الصالح قائد “لواء التوحيد”، وحسان عبود قائد حركة “أحرار الشام”.
*الخليج اونلاين+عدن نيوز