تقدمت قوات الحكومة اليمنية تحت غطاء الغارات الجوية التي تقودها السعودية، داخل معقل الحوثي شمال غرب اليمن بالقرب من الحدود السعودية يوم الخميس بعد استعادة “عشرات الكيلومترات” من الأراضي من جماعة الحوثي.
ويعد نجاح القوات الحكومية باستعادة منطقة مران في محافظة صعدة – معقل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي وغيره من الأعضاء الحوثيين البارزين الذين يختبئون في كهوف جبلية يصعب الوصول إليها لعقود من الزمن – من شأنه أن يشكل انتصارا رمزيا ملفتاً لقوات الرئيس هادي.
وفي يوم الثلاثاء، مع احتفال اليمنيين بعيد الأضحى، قامت قوات من لواء العروبة، وهو لواء مؤيد للشرعية، بتنفيذ هجمات على المنطقة من أربعة محاور مختلفة، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” وكذا موقع الجيش اليمني على الانترنت (26سبتمبر) خلال عملية أطلق عليها “قطع رأس الافعى” وتم الإعلان عنها علناً يوم الاربعاء.
وقال مقاتل في لواء العروبة لصحيفة “ميدل إيست آي” يوم الخميس انه بعد القتال العنيف مع الحوثيين، استعاد اللواء مساحة كبيرة من الأراضي في المنطقة بما في ذلك وادي رئيسي وعدة تلال.
وقال إنهم الآن مستعدون للتقدم في جبال مران، والتي يتخذ منها الحوثيون موقعاً رئيسياً لهم، ولكن العملية لم تبدأ بعد.
وقد أثبتت هذه المنطقة (مران) بأنها تشكل تحديا للقوات الموالية للحكومة في الماضي: ففي الفترة من عام 2004 الى عام 2010، شنت الحكومة ستة حروب ضد الحوثيين ولكنها لم تتمكن من هزيمة الجماعة بشكل كامل، ولم تتمكن من السيطرة على المنطقة الجبلية.
وقال المقاتل: “ليس من السهل تسلق جبال مران ، حيث يحمي الآلاف من المقاتلين الأشداء معقل الحوثيين”.
وعلى مدى الثلاثة الأيام الماضية، شن الحوثيون هجمات عنيفة لاستعادة الأراضي التي فقدوها، لكن المليشيا لم تحرز تقدما ضد قوات الرئيس هادي، المجهزون بأسلحة حديثة وتحت غطاء الضربات الجوية التي تقودها السعودية، بحسب المقاتل.
وقال ” إن الضربات الجوية كانت تلعب دورا رئيسيا ولا يمكننا التقدم بدونها.”
واستهدفت الغارات بشكل مكثف عدة مناطق في محافظة صعدة ، بما في ذلك مران ، حيث أفادت مصادر موالية للشرعية أن قادة الحوثيين قد فروا منها. لكن لم تظهر تقارير موثوقة في صعدة تشير إلى مقتل أي من زعماء الحوثيين.
وقالت قناة الحوثي التلفزيونية “المسيرة” يوم الأربعاء ان الضربات الجوية تركزت على منازل ومزارع المدنيين في صعدة ولم تصب أهدافا عسكرية.
من جهته قال المحلل السياسي الحوثي محمد الدليمي أن التقدم الذي أحرزته القوات الموالية لهادي كان مبالغا فيه في التقارير والوسائل الإعلامية، مدعياً ان قوات الشرعية لم تصل في الواقع الى الجبال الرئيسية في مران.
وأشارت تقارير صدرت يوم الخميس الماضي الى أن الحوثيين أعلنوا حالة الطوارئ في المنطقة جراء العملية العسكرية الدائرة فيها، غير أن الديلمي انكر تلك التقارير مشيراً الى أن الحياة في صعدة تمضي بشكل طبيعي، حتى مع التهديد بالضربات الجوية.
“النصر الاخلاقي”
وقال رماح الجباري، وهو صحفي يمني مقيم في المملكة العربية السعودية، أن وصول القوات الموالية للرئيس هادي في جبال مران تطور هام.
وقال جباري أنه شهد ومنذ حوالي شهر مضى تقدم الجيش اليمني نحو 14 كيلومترا من الحدود السعودية الى أن وصل منطقة الملاحيظ، القريبة من مران، خلال عملية عسكرية واسعة لاستعادة تلك المنطقة.
وأضاف ” رأيت مركبات الحوثي العسكرية وقد أحرقت كما رأيت جثث مقاتلي الجماعة مرمية على الأرض”.
وتابع القول ” وصول الجيش الوطني الى جبال مران له أهمية استراتيجية… وهو هزيمة اخلاقية لزعيم الحوثيين وأنصاره، باعتبارها رمز تاريخي لجماعة الحوثيين ومركز انطلاق لهم” .
مشيراً الى أن الرئيس هادي قد قطع وعداً بأن العلم اليمني سوف يرفع على جبال مران يوما ما.
ولكن الدليمي، المحلل الذي ينتمي لجماعة الحوثي، شكك في قدرة تلك القوات على النجاح في عملها.
الديلمي قال أيضا: لقد اعتادت قوات التحالف بقيادة السعودية والقوات الموالية لهادي لمدة ثلاث سنوات القول بأنهم سوف يحررون مران، ولكنهم لم يفعلوا ذلك ولن يفعلوا، خاصة في منطقة محصنة جيدا كـ (مران)”.
مختتماً كلامه بالقول: “إنه لمن الغباء أن يصرح (التحالف الذي تقوده السعودية) بأن قواته تستطيع دخول مران وقتما أرادت ذلك، لأنها ليست على علم بالتحصينات الشديدة في مران خاصة وأنها منطقة جبلية ذو تضاريس وعرة”.