نشرت صحيفة “فزغلياد” تحليلا حول مؤشرات بداية تفكك الغرب.
وقال التحليل الذي كتبه بيوتر أكوبوف، وترجمت وكالة “روسيا اليوم” مقتطفات منه، ونشرتها الأربعاء، إن “الأزمة العامّة للنظام العالمي الذي بناه الغرب عززت المواجهة الداخلية بين العالم القديم (أوروبا) والجديد (أمريكا)”، مشيرا إلى أن “هناك عددا من المشكلات غير القابلة للحل، التي تؤدي معا إلى توتر داخلي بين الولايات المتحدة وأوروبا يصل إلى حالة حرجة”.
أما مؤشرات بداية التفكك، فهي -حسب التحليل- كالتالي:
أولا: هذه عدم ثقة من قبل النخبة الأوروبية الأطلسية بترامب، الذي يعبّر عن مصالح ضد الأطلسيين.
ثانيا: خروج الولايات المتحدة من الصفقة الإيرانية، والتهديد بعقوبات ضد الشركات الأوروبية التي سوف تعمل في إيران.
ثالثا: رفع الرسوم الأمريكية على الصلب والألمنيوم منذ 1 حزيران/ يونيو، الذي يضر بالمصدّرين الأوروبيين والإجراءات الجوابية المنتظرة من الاتحاد الأوروبي التي يمكن أن تقود إلى حرب تجارية بين شاطئي الأطلسي.
رابعا: تزايد الضغوط الأمريكية على “السيل الشمالي-2″، على الرغم من أن أوروبا تعد هذه المسألة محسومة بالنسبة لها. على هذه الخلفية، تزداد رغبة أوروبا في إغلاق فصل حرب العقوبات ضد روسيا القائمة إلى حد بعيد بسبب الضغوط الأمريكية.
خامسا: وصول حزبين إلى السلطة في إيطاليا من المتشككين الأوروبيين، الداعين بوضوح إلى إضعاف دور بروكسل، وإلى إعادة التعاون الكامل مع روسيا.
سادسا: اقتراب “بريكسيت”، ففي الخريف القادم، ينبغي الاتفاق على جميع إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتوقيع عليها، وإذا لم يحصل ذلك فستبدأ أزمة سياسية داخلية في المملكة، طبيعي أنها ستنعكس على كامل أوروبا.
ويرى التحليل أنه “على الرغم من أن كلا من عناصر الأزمة مستقلا ليس مميتا لوحدة أوروبا، إلا أنها مجتمعة تجعل الوضع شديد التوتر. أوروبا لا تستطيع إلا أن تدافع عن مصالحها في وجه الضغوط الأمريكية، ما يجعل “انقسام الغرب” موضوعا راهنا كما لم يكن يوم”.
وينتهي إلى القول إن كل ذلك “سيكون مجرد صدع عميق، لكن ذلك العالم الجديد الذي جرى الحديث عن قدومه في آذار/ مارس 2014 بعد القرم، ثم في نوفمبر 2016 بعد فوز ترامب، تجاوز عتبة جديدة بالغة الأهمية نحو تحققه في الأول من حزيران/ يونيو”.