اختتمت مساء الأحد، أعمال القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين في الظهران، بالتأكيد على مركزية قضية فلسطين.
وتعهدت القمة الحالية التي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مسمى “قمة القدس”، بالعمل على تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية، ودعم الاستراتيجيات لصيانة الأمن القومي العربي، وتسريع آليات العمل المشترك.
وأكدت اليقظة لوقف الأطماع الإقليمية التي تستهدف أراضي الدول العربية، كما دعا دول الجوار إلى الالتزام بسيادة الدول العربية.وكلفت الأمانة العامة للجامعة العربية بمتابعة تنفيذ مخرجات القمة.
وشدد القادة في “إعلان الظهران” على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على منهجية واضحة وأسس متينة، مجددين التأكيد على مركزية قضية فلسطين والالتزام بمبادرة السلام العربية والتمسك بجميع بنودها.
وأوضحوا أن القرار الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل “باطل وغير مشروع“، محذرين من اتخاذ أي إجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس، مشيرين إلى العمل على إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين، مبينين أن قيام دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وطالب القادة دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، كما طالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء الانتهاكات الإسرائيلية والإجراءات التعسفية التي تطال المسجد الأقصى والمصلين فيه.
وأدانوا بأشد العبارات إطلاق الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران صواريخ باليستية استهدفت عدة مدن في السعودية، مؤكدين دعم ومساندة الرياض والمنامة في كل ما تتخذاه من إجراءات لحماية أمنها ومقدراتها، مطالبين المجتمع الدولي بضرورة تشديد العقوبات على إيران ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية ومن تزويد الحوثيين بالصواريخ، كما أكدوا مساندة جهود التحالف لإنهاء الأزمة اليمنية من خلال الحل السياسي وفقا للمرجعيات الثلاث، مثمنين مبادرات إعادة الإعمار ووقوف دول التحالف إلى جانب الشعب اليمني، ومرحبين بقرار التحالف فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة لاستقبال المواد الإغاثية والانسانية.
ورفض القادة التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، مدينين المحاولات العدوانية الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية وتأجيج الصراعات المذهبية، مؤكدين الحرص على بناء علاقات طبيعية تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي مع دول الجوار
وفي الشأن السوري، أكد القادة العرب ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري ويلبي طموحاته، مدينين بشدة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ضد المدنيين، داعين المجتمع الدولي للوقوف ضد استخدامها.
وجددوا التأكيد على أن أمن العراق واستقراره وسلامة ووحدة أراضيه حلقة مهمة في سلسلة منظومة الأمن القومي العربي، مشددين على الدعم المطلق للعراق في جهوده للقضاء على العصابات الإرهابية، لافتين إلى أن دعم مؤسسات الدولة الشرعية والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية.
وشددوا على الاستمرار في محاربة الارهاب وإزالة أسبابه والقضاء على داعميه ومنظميه ومموليه، والحرص على منع استغلال الارهابيين لوسائل التواصل الاجتماعي في نشر الفكر المتطرف والكراهية، مدينين بشدة محاولات الربط بين الارهاب والاسلام، مطالبين يطالب الأمم المتحدة بإصدار تعريف موحد للارهاب.
ودان القادة أعمال الارهاب والعنف ضد الروهينغا، وطالبوا الجتمع الدولي تحمل مسؤولياته والتحرك بفاعلية لوقف تلك الانتهاكات.
وجددوا التأكيد المطلق لسيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث، مؤيدين كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها أبوظبي لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة.
وأعلن البيان التضامن الكامل مع السودان والحفاظ على سيادته وتعزيز جهود ترسيخ السلام والأمن وتحقيق التنمية. وقدّروا الجهود المبذولة لإقامة منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى والاتحاد الجمركي. وأعربوا عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على ما بذله من جهود مخلصة لدعم العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات التي تواجهه.
من جانبه، أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، استضافة بلاده للدورة القادمة (30) للقمة العربية العام المقبل، مؤكداً أهمية مضاعفة الجهد لتعزيز التضامن بين الدول العربية.
كما أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاتفاق على فكرة الملك سلمان بعقد قمة عربية ثقافية مستقبلا، وأن بيروت ستستضيف القمة العربية الاقتصادية في 2019.