لم يعد خافياً توافد جنرالات الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى مدينة عدن، جنوب البلاد، التي فشلت الحكومة الشرعية لاتخاذها عاصمة خالصة للدولة وقاعدة انطلاق لاستعادة العاصمة صنعاء من يد المليشيا الحوثية.
قيادات عسكرية بارزة في مقدمتهم نجل شقيق الرئيس صالح العميد طارق محمد عبدالله صالح وعناصر تابعة له يصلون عدن عبر محافظة الضالع بتنسيق عالي ورفيع، يقول يمنيون إن أبوظبي تتبنى ذلك.
الغريب في الأمر أن قيادة عسكرية أخرى رفيعة أفصح أنها وصلت إلى المدينة على الرغم من أنه كان مشاركاً في الحرب الانقلابية في عدن إبان ما سمي بالاجتياح الحوثي في بدايات العام 2015م وهو العميد عبدالحافظ السقاف قائد ماكان يسمى بالأمن المركزي، الذي له تاريخ أسود في الذاكرة الجمعية لعدن ومحافظات أخرى.
المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تموله الإمارات ظهرت مهمته الأخيرة والتي دشنها بمهاجمة الحرس الرئاسي، وهي حماية قوات صالح من تشكيلات عسكرية مختلفة كانت تعرف بالحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي ومكافحة الإرهاب، ينتمون إلى محافظات شمالية وبعضها جنوبية، كانت تدين لصالح، لكنها لم تحاول القتال حين أعلن فك ارتباطه بالحوثيين في ديسمبر من العام الماضي.
تقول المصادر بأن قوات إماراتية وأخرى يمنية مدعومة منها، تحمي الوافدين وتجهز المعسكرات لاستقبالهم وإعادة تدريبهم لمعركة في ظاهرها الانطلاق لتحرير المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين وفي باطنها أسرار كبيرة ليس أقلها التخلص من بعض القوى الداعمة لشرعية عبدربه منصور هادي، وإن لم يكن التملص من التزامات التحالف اتجاه الشرعية بشكل كامل.
مصدر محلي في عدن تحدث بأن العميد طارق صالح يقيم في أحد معسكرات التحالف التي تشرف عليها القوات الاماراتية إضافة إلى أن قيادات عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي بالمحافظة تتولى مهمة استقبال القيادات العسكرية القادمة من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، كما تقوم بمهمة إيصالها إلى معسكرات تابعة للحزام الأمني والمجلس الانتقالي بالعاصمة المؤقتة عدن.
سلة عدن أصبحت مفتوحة ومتاحة لكل من ينتمي إلى مشروع ثالث في اليمن أو طرف بشرت به الإمارات أكثر من مرة، ناهيك عن تلكؤها من دعم عمليات التحرير، التي تسير ببطء شديد في كل الجبهات اليمنية.
ناشطون جنوبيون تحدثوا ل(مُسند للأنباء) إلى أن ما يحدث متوقعاً في ظل أن التحالف عمل على تكتيف الشرعية وجعلها مرتهنة لقوى لديها مشاريع أخرى غير بعيدة عن المشروع الوطني الجامع، فشخصيات كثيرة تم فرضها على الشرعية هي من تؤدي الأدوار التي رسمت لها، فالمجلس الانتقالي ورموزه لم يكن من أجل الجنوب أو قضيته، لذا نحن نرى اليوم بأن المجلس الانتقالي أصبح مفضوحاً وما هي مهمته، وهي تهيئة الملعب تماماً للعبة جديدة يتم فيها إعادة إنتاج نظام صالح وبأدواته المعروفة.
ويؤكد الناشطون أن الانتقالي استنفر قياداته في كثير من المحافظات للعمل من أجل ذلك فمحافطة الضالع التي ينتمي رئيس المجلس عيدروس الزبيدي تستقبل العشرات يومياً في مرحلة أولى لنقلهم إلى عدن للالتحاق بطارق ومن معه.
وكشف مصدر أن قيادات الانتقالي في الجنوب استقبل امس الاثنين أكثر من 10 ضباط وصلوا إلى مدينة قعطبة قادمين من محافظة إب على متن طقمين عسكريين تابعين للمجلس الانتقالي والتي تولت استقبالهم وتوصيلهم إلى عدن.
زيارة سابقة الأسبوع الماضي قام بها عيدروس الزبيدي نفسه رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من الإمارات إلى الضالع تأتي في إطار المهمة التي يتولها المجلس بتوجيه من الإمارات بحسب ما تؤكده قيادات كبيرة في المحافظات الجنوبية، بأن العملية قائمة على قدم وساق، لتثبيت أركان الجنرال الفار في عدن طارق صالح.
يقول مراقبون إنه ليس من الصدفة أن تنجح القوات الإماراتية في إخراج طارق من صنعاء بعد مقتل عمه، وظهر في تحركات مختلفة في الآونة الأخيرة منها تواجده في شبوة في الحضور في مجلس عزاء الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، الذي قتل مع صالح، وغيرها من التحركات التي تتم بطائرة خاصة، وبأجواء مفتوحة غير مهيئة إلى اللحظة لجنرالات وقيادات الدولة اليمنية، على الرغم من مضي 3 سنوات من عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن لاستعادة الشرعية في اليمن.