قالت مصادر مطلعة لـ «القدس العربي» أن ما سمتها «أدوات إيران والإمارات في اليمن» بدأت في تحريك عناصرها نحو خلق حالة من العنف وعدم الاستقرار في عدن وفي جنوب اليمن وهو ما يتقاطع مع الهدف الذي يسعى إليه الانقلابين الحوثيون والرئيس السابق علي صالح. و ذكرت المصادر نفسها أن «ما يحدث في عدن حاليا من حالة اختلال أمني واستنفار سياسي ومظاهرات مؤيدة ومعارضة لقرارات الرئيس عبدربه منصور هادي، ما هي إلا رأس الجليد في مشروع طويل من الصراع السياسي والأمني بين أطراف جنوبية ـ جنوبية بدأ يتشكل على الأرض».
وأوضحت المصادر نفسها : «أن أحداث الأيام الماضية وما تشهده عدن من حالة غليان وردود أفعال غير محسوبة العواقب على خلفية رفض إقالة محافظة عدن السابق عيدروس الزبيدي ربما تدفع بالأمور الى منزلق خطر، يدفع ثمنه الجنوبيون اليمنيون غاليا في لعبة تسيرها أطراف خارجية».
وكانت مدينة عدن شهدت الخميس الماضي حالة استنفار كبيرة من خلال مظاهرات عارمة بين مؤيدة لقرار الرئيس هادي بإقالة محافظ عدن الزبيدي، وبين أخرى مؤيدة للزبيدي ولفصيله الانفصالي في الحراك الجنوبي والذي يعتبر الأداة الميدانية للرئيس السابق الانفصالي علي سالم البيض، المدعوم من إيران ويتخذ من الضاحية الجنوبية في بيروت منطلقا لإدارة عملياته السياسية والأمنية.
وفي الوقت الذي قلل فيه بعض المراقبين من خطورة التظاهرة التي خرجت لدعم الزبيدي في رفضه لقرار إقالة من قيادة محافظة عدن، حذرت مصادر أخرى من أن تتحول مدينة عدن ساحة للصراع بين أطراف خارجية عبر أدواتها الداخلية، وبالتالي يدفع ثمنها أبناء وسكان عدن، وأرجعوا أسباب ذلك الى كون أغلب الذي خرجوا في المظاهرة المؤيدة للزبيدي لا يمثلون أبناء محافظة عدن، وإنما أحضرهم الزبيدي من مناطق يافع ومحافظة الضالع التي ينتمي اليها وهو ما يخشى أن يؤدي إلى تكرار صراعات الماضي بين قيادات سياسية متعددة الانتماءات والولاءات المناطقية والسياسية، كما جسدته بشكل واضح أحداث 13 يناير/ كانون الثاني 1986 بين أطراف الحزب الحاكم حينذاك، الحزب الاشتراكي اليمني، والتي انفجرت فجأة وأطاحت بالقيادات الحاكمة ولحقتها تصفيات في الشوارع وعلى الهوية للمدنيين والعسكريين.
وتزامنت هذه الأحداث مع إصرار الرئيس هادي على عدم التراجع عن قراره بتعيين محافظ جديد لمحافظة عدن عبدالعزيز المفلحي والتهديد بالضرب بيد من حديد على كل من يخل بالأمن، خلال وبعد وصوله. واستبق أتباع الحراك الجنوبي الموالين لعيدروس الزبيدي وصول المحافظ الجديد بإحراق مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح في عدن، بسبب تأييده الكبير للرئيس هادي والوقوف إلى جانبه في أحلك الظروف.
وذكرت مصادر محلية في عدن أن مسلحين مجهولين أقدموا في وقت مبكر من صباح أمس السبت على اقتحام مقر حزب الإصلاح بمدينة عدن وإحراقه قبل أن يلوذوا بالفرار ما أسفر عن إتلاف كل ما في المقر.
وقال المسؤول الإعلامي لفرع حزب الإصلاح بعدن خالد حيدان إن «مسلحين يستقلون ثلاث سيارات إحداها نوع «هايلوكس» اقتحموا مقر الإصلاح بمديرية صيرة بعدن، بعد منتصف الليل وأطلقوا الرصاص والقنابل الدخانية ليحرقوا بعدها المقر بمادة البنزين ويغادروا المكان».
وواكب عملية الاقتحام وإحراق المقر عملية تحريض واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين محسوبين على الحراك الانفصالي، وكذا في المواقع الإخبارية المدعومة من إيران والممولة من الإمارات العربية المتحدة، دعت صراحة لإحراق مقرات الإصلاح في عدن.
وذكرت العديد من المصادر أن الإصلاح أصبح الشماعة التي يحاول خصوم الرئيس هادي من الحراكيين الانفصاليين استهدافه وتوجيه الضربات المباشرة نحوه، لاستهداف شرعية هادي وإضعافه على الأرض من أجل ضرب السلطة الشرعية في اليمن، وهو الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه أيضا الانقلابيون الحوثيون والرئيس السابق علي صالح.
*الصورة ارشيفية