عدن نيوز – متابعات
تشهد الساحة السياسية في اليمن تحركا جديداً من شأنه أن يقلب الموازيين، وينعش الأحزاب التي لم تنجح بإقامة تحالف حقيقي انعكس أثره على أرض الواقع، وضم أبرز المكونات السياسية الفاعلة.
وتستعد الأحزاب والمكونات السياسية المؤيدة للشرعية، لإعلان تحالف وطني جديد من أجل دعمها للشرعية والتحالف العربي المساند لها.
ويُبدي مراقبون تفاؤلهم إزاء التحالف الجديد، خاصة أنه يضم أبرز الأحزاب الفاعلة في المشهد اليمني، الذي شهد ضبابية مع استمرار الحرب التي أوشكت على دخولها العام الثالث.
وتسعى الأحزاب والمكونات السياسية من خلال هذا التحالف، لتمتين الجبهة الداخلية وبناء توافق وطني داعم لاستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب بكافة أشكاله وصوره، والعودة للعملية السياسية المستندة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الأممي ٢٢١٦ ووثيقة مؤتمر الرياض.
وأكد التحالف الوطني -في بيان صادر عنه-دعمه لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ولمسار الأمم المتحدة المستند للمرجعيات الثلاث، مُعربة عن رفضها لأي دعوات طائفية أو مناطقية من أي جهة كانت، وكذلك لأي تشكيلات عسكرية او امنية خارج إطار المؤسسات الشرعية، وأي أعمال تقوض أو تعيق جهود الحكومة.
تأمين واجهة وطنية:
وبحسب المحلل السياسي ياسين التميمي، فيشير البدء بتحريك التحالف الجديد للأحزاب، إلى عمق التطورات والتحولات المهمة التي تشهدها المنطقة ومعها الأزمة والحرب في اليمن.
وفي حديثه مع “الموقع بوست” رأى التميمي أن الرئيس هادي يبدو أنه وبتنسيق مع السعودية، يدفعان بهذا التكتل الوطني الجديد من أجل تأمين واجهة سياسية وطنية عريضة، للتخلص من إرث التهميش السياسي الذي عانى منه الرئيس الحالي طيلة الفترة الماضية بإيعاز من العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
ويعتقد أنها عملية مرتبطة بالأساس بمواجهة الضغوط الدولية، التي تريد ربما إعادة إحياء مبادرة وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، أو ما يشبه مبادرته، وهي مهمة تنهض بها حالياً الخارجية الأمريكية وأطراف دولية أخرى.
ولفت التميمي إلى البيان الصادر عن التحالف الذي استند إلى التفاهم الذي أنجزه الرئيس هادي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي ربما أنه قد طوى صفحة من السياسات السيئة للتحالف في اليمن، بدليل إشارة البيان إلى رفض هذه القوى السياسية “لأية تشكيلات عسكرية أو أمنية خارج إطار المؤسسات الشرعية، وأي أعمال تقوض أو تعيق جهود الحكومة”.
ويرى أن هذا التحالف السياسي العريض، يؤسس لبداية مرحلة جديدة لا يمكن التكهن بمآلاتها النهائية، لكنها تؤكد حاجة المملكة إلى تماسك الجبهة اليمنية المساندة لمهمة التحالف العربي، في وقت تخوض فيه السعودية مواجهات على أكثر من صعيد في الإقليم.
واستدرك “لكن إذا لم يترافق هذا مع تحجيم النفوذ الإماراتي وإعادة ترشيده، بما يخدم توجهات التحالف المعلنة بصفته تدخل عسكري تحت مظلة الشرعية، فإن الأمر لا يعدو كونه إجراءات تكتيكية.
إنعاش المشهد السياسي:
وهناك مخاوف من عدم فاعلية هذه التحالف الجديد، خاصة أن الفترة الماضية أظهرت تباينا واسعا في وجهات النظر بين الكثير من المكونات السياسية.
لكن المسؤول السياسي للتنظيم الناصري بتعز عارف الأثوري، يؤكد أن التحالف الوطني سيُشكل إضافة جديدة في ظل حالة الركود في العمل السياسي والحزبي على مستوى الساحة الوطنية الذي عانت منه البلاد خلال الفترة السابقة.
وذكر لـ”الموقع بوست” أن التحالف سيقدم برنامجا سياسيا، ورؤية مشتركة للخروج من الحالة القائمة على كافة المستويات، ومنها استكمال التحرير واستعادة مؤسسات الدولة وتفعيلها، وبسط الأمن في المناطق المحررة، إضافة إلى تطبيع الحياة بشكل عام وبما يخدم المواطن.
وأضاف “سيكون سندا قويا لسلطة الشرعية التي يجب الاستفادة من هذا الالتفاف الوطني الداعم لها، بما يضعها أمام مسؤولية تنفيذ البرنامج والتعجيل بعملية استعادة الدولة”.
وأبدى الأثوري تفاؤله إزاء التحالف السياسي الجديد، الذي –يرى-أنه سيقود الأحزاب السياسية إلى مربع جديد، هو مربع العمل الحزبي الفاعل، بحيث تقوم هذه الأحزاب بدورها الحقيقي من خلال الشراكة الحقيقية في صناعة القرار السياسي، وهو ما افتقدته اليمن سابقا.
يُذكر أن الأحزاب المنضوية تحت التحالف الوطني الجديد هي (المؤتمر الشعبي العام التجمع اليمني للإصلاح الحزب الاشتراكي اليمني التنظيم الوحدوي الناصري الحراك الجنوبي العدالة والبناء اتحاد الرشاد اليمني حركة النهضة للتغير السلمي.