تفوّق “قياسي” لطلاب الثانوية العامة في اليمن

7 نوفمبر 2017
تفوّق “قياسي” لطلاب الثانوية العامة في اليمن

وف الصعبة، لكنّي حزنت عندما وجدت تلاميذ لم يبذلوا نصف جهدي وحصلوا على معدلات عالية”. يضيف لـ” العربي الجديد” أنّه حصل على نسبة 93 في المائة “هي نسبة ليست بعيدة عما كنت أتمناه، لكنّها باتت في نظري قليلة عندما وجدت كثيراً من التلاميذ يحصلون على نفس النسبة وأكثر بالرغم من أنّهم لم يبذلوا أي جهد سوى الغش”. يؤكد: “صدمت من النسب العالية التي حصل عليها كثير من التلاميذ الذين لم يحضروا إلى المدرسة وحصلوا على نسبة 89 في المائة وما فوق”. كذلك يشير إلى تلاعب بالدرجات أدى إلى ظلم التلاميذ المجتهدين الذين تعبوا واعتمدوا على أنفسهم.

لكنّ ما يُشعِر أحمد بالطمأنينة، أنّه سينافس في الجامعة متوقعاً أن يحقق مركزاً متقدماً، خصوصاً أنّ الجامعةتعمل على تقييم الطالب قبل قبوله للدراسة فيها من خلال امتحانات قبول صعبة لتحديد المستوى الحقيقي للطلاب المتقدمين للدراسة. مع ذلك، يقول: “أخشى من انتقال عملية الغش والتلاعب بنتائج اختبارات القبول في الجامعات وحرمان الطلاب المجتهدين من تحقيق أحلامهم”.

أما التلميذة عبير عبد الرحمن، فتعيد أسباب ارتفاع معدلات تلاميذ الثانوية العامة هذا العام إلى “سهولة الامتحانات وزيادة عمليات الغش في مراكز الامتحان”. تشير إلى أنّ ذلك تسبب في “نجاح الكثير من الفاشلين وحصولهم على نسب عالية بالرغم من أنّ مستواهم لا يؤهلهم للحصول على نسبة تفوق 90 في المائة”. تؤكد لـ “العربي الجديد” أنّها اطلعت بنفسها على ما جرى من غش خلال الامتحانات فقد شاهدت المراقبين أنفسهم يقدمون المساعدة للتلميذات لحلّ الامتحانات. تضيف: “الغش يهدم العملية التعليمية ويحرم التلميذ المجتهد من حقه، ويؤثر على مستوى المجتهدين”.

الكثير من أولياء الأمور أيضاً فاجأتهم هذه النتائج، وتباينت ردود أفعالهم بين الاستغراب والفرحة لمن حصل أبناؤهم على معدلات مرتفعة، فيما بعضهم لا يخفي إحباطه الشديد بسبب ما وصفوه بالوضع الكارثي الذي وصلت إليه العملية التعليمية وعدم وقف تنامي ظاهرة الغش وعدم المبالاة من قبل السلطات التعليمية.

يقول ولي أمر التلميذ أشرف الصبري: “نتائج الشهادة العامة هذا العام لم تميز بين التلميذ المجتهد والمهمل”. يضيف لـ”العربي الجديد” أنّ “امتحانات الثانوية العامة في اليمن لم تعد مقياساً حقيقياً لمقدار التعلم عند التلاميذ ونخشى من خطر حقيقي أكبر مستقبلاً إذا لم يتوقف تدهور التعليم”. يشير الصبري إلى أنّ “النسب العالية في النتيجة العامة كانت مفضوحة، ما يؤكد أنّ الامتحانات كانت عبارة عن عملية شكلية خادعة للتعليم وللمجتمع وللتلميذ كما كانت عملية التعليم أيضا شكلية منذ منتصف العام الدراسي السابق”.

في السياق، يؤكد أحد المعلمين المشاركين في عملية تصحيح امتحانات الشهادة العامة أنّهم لاحظوا أثناء تصحيح كراسات الاختبارات أنّ هناك إجابات موحدة لكثير من التلاميذ “ما يدل على أنّ هناك غشاً جماعياً لم يسبق له نظير”. يضيف المعلم الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لـ”العربي الجديد” أنّ سهولة الامتحانات بسبب ظروف الحرب بالإضافة إلى عمليات الغش كانت وراء حصول الكثير من التلاميذ على نسب عالية تتجاوز 90 في المائة، وهي نسبة لم يكن يصل إليها سوى المتفوقين من التلاميذ سابقاً.

من جهته، يوضح الأكاديمي في جامعة صنعاء الدكتور أشرف النهاري أنّ التعامل مع مخرجات التعليم الثانوي في اليمن صعبة وهي مشكلة قديمة ومعقدة جداً، الأمر الذي يستدعي إصلاح وضع التعليم ابتداء من البنية التحتية الحديثة وزيادة رواتب المعلمين بشكل مناسب. يقول لـ”العربي الجديد”: “المخرجات التعليمية متباينة جداً ولا ينطبق عليها مقياس واحد وهي في حاجة إلى تطوير أكثر”. وعن النسب المرتفعة التي يحصل عليها تلاميذ الثانوية العامة، يعتقد أنّها ليست مقياساً لمستوى التلميذ ومدى تفوقه، ولهذا تفقد قيمتها أثناء التقدم للالتحاق بالجامعة. يشير إلى أنّ “امتحانات القبول في أغلب الكليات بالجامعات تفرز بشكل موضوعي وتظهر مدى التحصيل العلمي للطلاب الملتحقين، لكن للأسف لا تغطي تزايد الأعداد السنوية من خريجي الثانوية وبالذات الذين يستحقون الدراسة الجامعية بجدارة”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق