اتهامات متبادلة ورسائل شديدة اللهجة بين تحالف الانقلاب تؤكد دخوله مرحلة الاحتضار

20 أكتوبر 2017
اتهامات متبادلة ورسائل شديدة اللهجة بين تحالف الانقلاب تؤكد دخوله مرحلة الاحتضار

تكشف الرسائل الشديدة اللهجة والمتبادلة بين حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، والحوثيين، عن عمق الأزمة التي تمر بها الشراكة بين طرفي الانقلاب واقتراب تلك الشراكة من محطتها الأخيرة.

وفي رد وصف بغير المتوقع على رسالة الأمين العام للمؤتمر عارف الزوكا التي لوح فيها بتوجّه حزبه نحو فض الشراكة مع الحوثيين، نشرت وسائل إعلامية مقربة من أنصارالله، صورة من رسالة مماثلة تضمنت رد رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد على رسالة المؤتمر.

وحملت الرسالة الحوثية جملة واسعة من الانتقادات لأداء حزب صالح، واتهامات متبادلة بعرقلة جهود حكومة صنعاء الموازية المشكّلة تحت مسمّى “حكومة الإنقاذ” وممارسة الفساد وفتح قنوات سرية للتواصل مع المجتمع الدولي، بهدف عقد صفقات منفردة.

ورد الصماد على تهديدات المؤتمر بإنهاء الشراكة مع الحوثيين بالقول “أي شراكة صورية تتحدثون عنها وأنتم المعطلون لدور المجلس السياسي والحكومة”، مضيفا “نحن كذلك لا يشرّفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الاختلالات”، في تعبير صريح عن عدم مبالاة الحوثيين باستمرار التحالف مع حزب صالح الذي جرى العمل بشكل ممنهج على تقويض نفوذه خلال الفترة الماضية.

وسردت رسالة القيادي الحوثي الذي يترأس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” عددا من الوقائع التي يرى الحوثيون أنها تدين صالح وحزبه، ومن بينها “التعامل المشبوه لوزير الصحة في حكومة الانقلاب مع المنظمات الدولية والاجتماع بها في منزله”، وفق ما جاء في الرسالة، واتهام وزير خارجية صالح بـ”الدخول في تفاهمات سرّية مع كثير من الجهات بهدف إجراء اتفاقات انفرادية”.

علي البخيتي: مكاشفة حقيقية قد تنتهي بفك الشراكة بين صالح والحوثيين

واتهم الصماد حزب المؤتمر بالوقوف خلف الإضراب الذي شهده قطاع التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، وتورط قيادات في حزب صالح بالهجوم الإعلامي على الحوثيين، إضافة إلى اتهام مجلس النواب الذي يترأسه القيادي في حزب المؤتمر يحيى الراعي بأنه “لم يعمل بما تم الاتفاق عليه لمواجهة ‘العدوان’ (وهي التسمية التي يعتمدها الحوثيون وصالح لحملة التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية) بل تحول إلى مهاجمة أنصارالله على الهواء مباشرة”.

واعتبر الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي في تصريح لـ”العرب” أن تبادل الرسائل بين المؤتمر والحوثيين بداية لمكاشفة حقيقية قد تنتهي بفك الشراكة بين الطرفين، وهو ما يؤكده تعمد تسريب هذه الرسائل لوسائل الإعلام في محاولة لتبرير كل طرف للموقف الذي سيتخذه في المستقبل وخصوصا المؤتمر الشعبي العام الذي يريد أن ينتقل إلى مرحلة جديدة ما بعد الشراكة بعد أن يقنع قواعده وبعد أن وصل إلى قناعة بأنه لا فائدة من استمرار الشراكة مع الحوثيين.

ولفت البخيتي إلى أن ما جاء في رسالة المؤتمر من مصطلحات تعتبر نقلة حادة جدا في العلاقة مع الحوثيين وخصوصا اتهامهم بأنهم يمارسون الإرهاب في سابقة هي الأولى من نوعها في التجاذبات بين الطرفين، إضافة إلى التطور الملفت في خطاب المؤتمر من خلال التأكيد على أنه لن يقبل بأن يكون شريكا صوريا واعترافه بفشل الشراكة مع الحوثي.

وتوقّع البخيتي القيادي السابق في الجماعة الحوثية أن تنتهي الشراكة بين المؤتمر والحوثيين قريبا، لكن من دون أن ينتقل المؤتمر إلى المعسكر الآخر، حيث سيعود على الأرجح إلى ما قبل الشراكة، أي أنه لن يكون شريكا للحوثيين في السلطة ولكنه سيحتفظ بمواقفه من التحالف العربي إلى أن يتم التوصل لصيغة جديدة بينه وبين التحالف.

وجاءت رسالة الصماد ردا على رسالة شديدة اللهجة من عارف الزوكا أمين عام حزب المؤتمر تضمّنت تهديدا غير مسبوق بإنهاء الشراكة مع الحوثيين في تطور ينبئ عن تحولات قادمة سيشهدها الملف اليمني.

وفي الرسالة ذكّر القيادي المؤتمري البارز الحوثيين بنماذج من الانتهاكات الممنهجة التي تعرض لها ناشطون وإعلاميون من حزب المؤتمر من قبل الحوثيين ووصفها بأنها “ممارسات إرهابية وفكرية وسياسية غير مسؤولة”، مشيرا إلى أن هناك “مؤشرات واضحة ودليلا قاطعا على عدم وجود رغبة حوثية حقيقية لاستمرار الشراكة إلا في إطار السيطرة الكاملة”. واختتم الزوكا رسالته بالتلويح بأن حزبه ليس مع “شراكة صورية”.

وأرفقت الرسالة بقائمة تتضمن إعلاميين وناشطين حوثيين دأبوا على مهاجمة حزب المؤتمر ورئيسه، قال الزوكا إنّهم لا يمكن أن ينشروا تلك الإساءات إلا بموافقة من قادة الجماعة.

وتقول مصادر يمنية نقلت عنها وسائل إعلام محلّية إنّ صالح لم يعد مخيّرا في فكّ الارتباط بالحوثيين في ظلّ ضغوط قوية من قبل أبرز قيادات حزبه لإنهاء التحالف مع أنصارالله بعد أن تصاعدت إهاناتهم للمؤتمريين وتعدّدت تهديداتهم لهم إلى درجة شعور عدد منهم بالخوف على حياتهم وأسرهم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق