شهد الساحل الحضرموتي تحركات عسكرية غير مسبوقة عقب وصول تعزيزات جديدة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، يقودها العميد صالح علي حسين بن الشيخ أبو بكر المعروف بـ”أبو علي الحضرمي”، الذي يُعتبر شخصية مثيرة للجدل نظراً لارتباطاته بالتدريبات والدعم الإيراني عبر حزب الله، وفقًا لما كشفته منصة “ديفانس لاين”.
وتم إنشاء تشكيل عسكري جديد يحمل اسم “قوات الدعم الأمني” ضمن إطار “النخبة الحضرمية”، حيث جُند عناصر من محافظات الضالع ولحج وعدن، وخضعوا لتدريبات مكثفة استمرت لأسابيع في معسكر جبل حديد، قبل أن يتم توزيعهم على معسكرات مختلفة بالساحل في مناطق بروم ميفع وجنوب وغرب حضرموت.
ويُعد عودة “أبو علي الحضرمي” إلى الواجهة بعد غياب دام نحو سبع سنوات علامة بارزة في الصراع المحتدم على النفوذ داخل حضرموت، المحافظة التي تتمتع بموقع استراتيجي وثروات طبيعية هائلة. وتجدر الإشارة إلى أن الحضرمي كان سابقًا مديرًا لقناة “عدن لايف” التي خضعت لإشراف حزب الله، كما شغل منصب مستشار لعيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي، قبل أن يصبح من أبرز القادة العسكريين في الجنوب منذ اندلاع الحرب عام 2014.
وتتزامن هذه الخطوات العسكرية مع تصعيد سياسي لافت من المجلس الانتقالي تجاه حضرموت، حيث أطلق قادته في يوليو 2025 تهديدات باستخدام القوة لفرض ما وصفوه بـ”إرادة أبناء حضرموت”، في موقف تحدٍّ واضح للسلطة المحلية والجيش الحكومي.
وفي هذا السياق، دعا العميد الركن سعيد أحمد المحمدي رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي في حضرموت إلى تدخل قوات “النخبة الحضرمية” بدعم من المجلس لفرض “القرار السيادي وإنهاء الوصاية” على المحافظة، معتبرًا أن التدخل العسكري بات ضرورة لمواجهة ما وصفه بـ”المشاريع الدخيلة” التي تهدد النسيج الاجتماعي والسياسي.
وقد أثارت هذه التصريحات مخاوف واسعة من اندلاع مواجهات مسلحة في واحدة من أكثر المناطق اليمنية استقرارًا نسبيًا، خاصة مع غياب أي تفويض قانوني أو دستوري لهذه التحركات، وانتقادات شديدة من أطراف محلية ووطنية وصفت الخطوات بأنها محاولة للسيطرة بالقوة على حضرموت.
ومع تصاعد التوتر، دعت قيادة المجلس الانتقالي في حضرموت سكان المحافظة إلى “الاصطفاف خلف خيار شعب الجنوب”، رغم معارضة واسعة داخل المحافظة وخارجها لهذا التصعيد العسكري والسياسي.