تتصاعد وتيرة المعارك العنيفة في وسط الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث يسعى الجيش لاستعادة السيطرة على المنطقة الحيوية التي تضم مقار الحكم والسياسة، ومؤسسات حيوية. وتتمسك قوات الدعم السريع بمواقعها، خاصةً محيط القصر الرئاسي.
يعتمد الجيش السوداني على إستراتيجية “النفس الطويل” لتجنب الاندفاع المتهور، نظراً لتحصن قوات الدعم السريع داخل أبنية رئيسية. وقد تمكن الجيش من تحقيق تقدم ملحوظ، باستعادة عدد من المباني الإستراتيجية، منها العمارة الكويتية، وذلك عبر عمليات عسكرية دقيقة ومحكمة.
لعبت خطة عسكرية محكمة دوراً محورياً في تقدم الجيش، حيث تمكن من عبور جسري النيل الأبيض والإنقاذ، والسيطرة على منطقة المقرن رغم صعوبة التضاريس وكثافة الكمائن. كما استخدم الجيش وحدات قتالية مدربة خصيصاً، ومجموعة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة، بما فيها المسيرات، للقضاء على قوات الدعم السريع، مع معلومات عن وجود عناصر أجنبية تقاتل إلى جانب قوات الدعم السريع.
شارك في المعارك كتائب إسناد عديدة، من بينها كتيبة “البراء بن مالك” وكتيبة “الفرقان” و”كتائب الثورية” ، وذلك في تنسيق محكم مع قوات العمل الخاص. يقدر عدد قوات الدعم السريع في وسط الخرطوم بنحو كتيبة مقاتلة (500 فرد أو أكثر) وفقا لمصدر أمني. وتستخدم قوات الدعم السريع أسلحة متنوعة، منها مدفع “23” المضاد للطيران، و مدفع “14.5”، وأسلحة “دوشكا”، وصواريخ الهاون وقذائف “آر بي جي”، ورشاف “القرنوف”، وصواريخ “كورنيت” المضادة للدروع.
ويشير تقرير الجزيرة إلى أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي بدأت في أبريل 2023، خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.