حذرت منظمة حقوقية يمنية، يوم الأربعاء، من تصاعد الخطاب الديني ولهجة التهديد والتوعد بالقتل التي تستخدمها ميليشيا الحوثي للتحريض على مارب، والتي “تعكس النية الحقيقية لتلك الجماعة باستخدام القوة المفرطة وأعمال العنف غير المبررة تجاه المدنيين”.
وقالت منظمة سام للحقوق والحريات إنها تتابع بقلق وترقب شديدين تصريحات مسئولي وأتباع جماعة الحوثي عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعو خلالها للسيطرة على مدينة مأرب وقتل المدنيين، مشيرة الى أن فريق الرصد التابع لها وثَّق العديد من التصريحات وبعض اللقاءات تحمل في مضمونها توجها حقيقيا للقيام بعملية عسكرية واسعة قد تطال كافة مناحي الحياة في مدينة مأرب، معتمدة في ذلك على إثارة المشاعر الدينية للمقاتلين.
وشددت المنظمة في بيان اليوم الأربعاء، على أن تلك التهديدات والتغريدات حملت مصطلحات بأن سكان مدينة مأرب من “الكفار” وبأن قتالهم “فرض عين” حتى وصل الأمر لتشبيه قاطني المدينة “باليهود” الذين يجب طردهم وقتلهم.
ومن تلك التغريدات وفق بيان “سام” ما جاء في منشور لشخص يدعى “عبد السلام جحاف” الذي قال: “مأرب هي المعركة الحاسمة وتحريرها يعني الكثير للشعب اليمني” واصفًا قاطني المدينة “بالكفار المجتمعين من داعش والقاعد والإخوان واليهود والنصارى” على حسب تعبيره، مشددا على أنه “يجب على كل حامل سلاح التوجه للمدينة” وفق ما جاء في تغريدته.
وأشار البيان الى ما قاله رئيس جامعة صنعاء المعين من قبل إدارة الحوثي “فوزي الصغير” في منشور له على فيسبوك: “اليوم أشجار وأحجار مسلم تتكلم وتقول يا مسلم أنا ورائي يهودي، تعال فاقتله”، في إشارة منه إلى أن سكان مأرب بأنهم يهود ويجب قتلهم بشكل كامل.
وقالت المنظمة إنها رصدت أيضًا مقطع فيديو مصور لمحافظ ذمار المعين من قبل جماعة الحوثي، محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي للجماعة الذي قال فيه “إننا لا نتحرك ضد مأرب بسبب أهداف سياسية أو خلاف مع أحد إنما نذهب إلى هناك بناء على تشريعات وأوامر إلهية”، الأمر الذي يعكس خطورة واضحة ومقلقة في استخدام الخطاب الديني في تأجيج الصراع.
كما رصدت أيضاً فيديو لأحد خطباء الحوثي يشير خلال خطبته “إلى أن أمريكا وإسرائيل وأتباعهم المتواجدين في المدن اليمنية هم سبب الدمار الذي يلاحق اليمن وأنه يجب قتال وقتل أولئك الأتباع”.
وأكد بيان “سام” على أن استخدام الخطاب الديني من قبل جماعة الحوثي ليس بالأمر الجديد حيث ترصد منذ شهور اعتمادها ذلك الخطاب في عملياتها وهجومها العسكري على العديد من الأحياء المدنية، لكنها تؤكد في نفس الوقت على أن لهجة التهديد والتوعد بالقتل التي توثقها, تعكس النية الحقيقية لتلك الجماعة باستخدام القوة المفرطة وأعمال العنف غير المبررة تجاه المدنيين في مدينة مأرب.
كما أكدت المنظمة الدولية ومقرها جنيف في سويسرا، على أن تلك الممارسات وغيرها تأتي في إطار مخالفة صارخة للعديد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية، ومنها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقواعد لاهاي وغيرها من القواعد الدولية التي جرمت استخدام الخطاب الديني أو العرقي في تأجيج الصراعات وارتكاب الانتهاكات.
وشددت “سام” على أن استمرار الدور السلبي للمجتمع الدولي والاكتفاء بالتصريحات والمواقف الإعلامية أمام تهديدات وجرائم جماعة الحوثي سيعني مزيدًا من الانتهاكات الفظيعة التي ستطال آلاف المدنيين، مشددة على ضرورة التحرك الفوري والعاجل للمجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن من أجل وقف الانتهاكات المتوقع تنفيذها في مدينة مأرب، وذلك بعد تصاعد عمليات القصف والاستهداف التي تتعرض لها المدينة منذ أسابيع.
واختتمت “سام” بيانها بالتأكيد على ضرورة إيجاد حل سلمي للصراع الدائر في اليمن، والعمل على وقف إطلاق النار في مدينة مأرب والمناطق التي تشهد تصاعدًا للعميات العسكرية، ودعوة جميع أطراف الصراع في اليمن للحوار تمهيدًا لبناء نظام ديموقراطي يكفل لليمنيين حقوقهم الأساسية وتطلعاتهم السياسية.