استغل عبدالملك بدر الدين الحوثي، زعيم الميليشيا، ذراع إيران في اليمن، كعادته مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف لتحقيق مصالح داخلية وخارجية عبر دعوات ورسائل تضمنتها كلمتها الطويلة التي ألقاها مساء الخميس على حشد من أتباعه في صنعاء المحتلة عبر شاشات العرض.
خطاب الحوثي الطويل والذي استمر قرابة الساعة، كشف عن خسائر صفوف ميليشياته البشرية في جبهات القتال وخصوصاً الساحل الغربي والضالع، وعن استمراره في اتباع نهج العنف والحرب وعدم رغبته بالسلام، كما أكد الخطاب على تبعية الحوثي لإيران وتوافق معتقداته وآرائه الدينية مع معتقدات تنظيم الإخوان.
فالحوثي في ختام خطابه الذي تضمن معظمه شعارات دينية مستهلكة، دعا أبناء الشعب اليمني إلى مواصلة رفد الجبهات بالمال والرجال، قبل أن يدعوهم أيضاً بالعناية بالزراعة التي قال إنها العمود الفقري للاقتصاد الوطني، في تناقض اعتاد عليه فكيف يمكن أن يدعو لاستمرار الحرب وفي الوقت نفسه يدعو للعناية بالزراعة التي أقرت ميليشياته انتزاع الخمس منها لصالحه.
دعوات الحوثي لم تقتصر على رفد الجبهات، بل طالت أيضاً رجال الأمن والمخابرات، في إشارة إلى تصعيد جديد في مرحلة القمع الأمني، فالحوثي دعا رجال المخابرات والأمن إلى تكثيف جهودهم، وتطوير أدائهم في التصدي لكل مساعي الأعداء الإجرامية والتخريبية، التي تستهدف أمن البلاد، على حد زعمه. في وقت شهدت فيه الأعوام الستة من سيطرة الميليشيات حملات قمع واعتقالات تعسفية طالت عشرات النشطاء والسياسيين المناهضين لنهجه وحتى المدنيين الأبرياء.
كما استغل الحوثي هذه المناسبة للمتاجرة بالقضية الفلسطينية، كما هو حال تنظيم الإخوان الإرهابي الذي اقتبس الحوثي من شعارات مرشديهم منها أن هذا المجتمع الإسلامي يعيش مرحلة انحراف ديني ويحتاج إلى التقويم، وهو نفس الشعار الذي كان يتشدق به مؤسس الإخوان حسن البنا ومنظر الجماعة سيد قطب.
كما أكد عبدالملك الحوثي موقف جماعته الثابت والمناهض للسياسات الأمريكية الاستعمارية المعادية، على حد قوله، في رسالة واضحة إلى إيران التي تعتبر المتحكم الرئيسي بتحركات الميليشيات الحوثية، وتتعرض حالياً -إيران- لعقوبات اقتصادية من الولايات المتحدة الأمريكية أدت إلى تكدس النفط الخام بعد عجز طهران عن تصديره.