وصف 6 من المحررين من سجون مليشيا الحوثي الانقلابية اليوم الخميس التعذيب الوحشي الذي تمارسه مليشيا الحوثي الانقلابية بحق المختطفين.
وقال المحررون من معتقلات المليشيا الحوثية في أول جلسة استماع للمفرج عنهم مؤخرًا من سجون الانقلاب ضمن عملية التسليم التي رعتها الأمم المتحدة، أن انتهاكات المليشيا الحوثية تمحورت بين تعذيب جسدي ونفسي لا يمكن وصفها إلا بـ”المتوحشة” وهي ما مارسته وتمارسه المليشيا الحوثية المتمردة، بحق من تختطفهم وتخفيهم قسراً في أقبيتها وسجونها في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
ونظمت جلسة الاستماع المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين في مدينة مأرب وتحدث فيها المختطفون خالد النهاري، وعبدالجليل الجرادي، ومحمد شهبين، وعصام الزنداني وبكيل الخالدي وبلال القس، وحايز حجيل بشهادات مؤجزة لأصناف من الانتهاكات وجرائم التعذيب التي تعرضوا لها منذ اختطافهم من قبل المليشيا وإيداعهم معتقلاتها وحتى الإفراج عنهم مؤخرًا.
وأشار المحررون الستة إلى أنهم تعرضوا لوسائل وأساليب من التعذيب الجسدي والنفسي منها التعليق والضرب بالعصي والأيادي والأقدام أثناء جلسة التحقيق الواحدة التي تستمر لعدة أيام دون نوم أو أكل أو شرب أبرزها.. مؤكدين أن المليشيا وكنوع من التعذيب كانت تقوم بضربهم في مناطق حساسة من أجسادهم منها الرأس والعمود الفقري والكلى والقفص الصدري ومفاصل وعظام الأيدي والرجل.
وقالوا إن ذلك النوع من التعذيب الجسدي المتوحش الذي ارتكبته المليشيا الحوثية بحقهم تسبب في إعاقات وانزلاقات وأكسار لدى العديد منهم.
ووفقاً للمحررين لم يقتصر التعذيب الجسدي على الضرب، بل نالهم التعذيب صعقاً بالكهرباء، كما تم سجنهم في غرف مظلمة لأشهر عدة، ليتم بعدها إخراجهم إلى غرف، فيها إضاءة كبيرة جداً، وهو ما أثر على أعصابهم ونظرهم.
وأشاروا إلى أن المليشيا الحوثية وفي إطار ما مارسته من تعذيب بحقهم، قامت بوضعهم في زنازين صغيرة، بشكل جماعي بعد جلسات التعذيب، حيث لا تتسع الواحدة لشخص واحد، ويوضع فيها ثلاثة إلى أربعة مختطفين.
إلى ذلك يتحدث المستمع إليهم، ضمن توثيق شهادتهم على جرائم المليشيا الحوثية، أنها مارست ضدهم أبشع أنواع التعذيب النفسي منذ لحظة اختطافهم، من ذلك الترهيب والسب والتهديد بالقتل والتصفية، إضافة إلى تهديدهم بإحضار أطفالهم وأمهاتهم وزوجاتهم لتعذيبهم أمامهم لإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها.
يأتي ذلك، بحسب المحررين إلى جانب حرمانهم من النوم والأكل والشرب واعطائهم مياه في السجون ملوثة مخلوطة بالمجاري، وحرمانهم من استخدام المراحيض إلا مرة واحدة في اليوم والاغتسال مرة في الأسبوع، واخفائهم قسراً لسنوات عن أسرهم، ومنعها من زياراتهم، وان سمحت بها فلا تزيد عن خمس دقائق يتحصلون عليها بعد أشهر عدة من المعاملات والضغوط.
وفي إطار التعذيب النفسي نفذت المليشيا الحوثية محاكمات عدة للمختطفين بشكل هزلي، إذ قامت بإصدار قرارات بإعدام العديد منهم، مؤكدين أن المليشيا التي مارست عليهم كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، والتي أدت إلى إصابتهم بأمراض مختلفة ومزمنة، تعمدت أيضًا حرمانهم من العلاج أو السماح بدخول العلاج لهم من أهاليهم.
وأشار المحررون خلال جلسة الاستماع إلى أن مشرفي المليشيا في السجون نهبوا العديد من الحوالات المالية المحولة لهم من أهاليهم التي كانوا يضغطون على السجناء للاتصال لأهاليهم لإرسالها لهم باسم المشرفين، من أجل شراء بعض احتياجاتهم من الأكل والأدوية.
ولم تتوقف الانتهاكات الحوثية بحق المختطفين حتى لحظات الإفراج عنهم ضمن اتفاق التسليم، إذ تحدثوا عن انتهاكات تعرضوا لها من قبل لجنة الأسرى الحوثية، بعد تسلمها لهم، كونهم يجري التفاوض على الإفراج عنهم.
وأكدوا أن التحقيقات معهم استمرت إضافة إلى الضرب حيث تعرض البعض منهم للدوس بالأقدام على وجوههم من قبل المدعو المرتضى وذلك من أجل إذلالهم في آخر لحظة لهم قبل استنشاق عبير الحرية من جديد.