الكشف عن ضغوط أمريكية وإماراتية على السودان للتطبيع مع تل أبيب

محرر 23 أكتوبر 2020
الكشف عن ضغوط أمريكية وإماراتية على السودان للتطبيع مع تل أبيب

ذكرت دبلوماسية إسرائيلية، أن السودان يبدي استعداده لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، مقابل رفع الولايات المتحدة اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مشيرة إلى أن الكرة بملعب الخرطوم.

وقالت الدبلوماسية الإسرائيلية رينا باسيست في مقالها على موقع المونيتور، إن “السودان قد يكون مستعدا لإقامة علاقات مع إسرائيل، لكنه يحتاج أولا أن تزيله الولايات المتحدة من قائمة الدول الراعية للإرهاب، رغم الحديث الإسرائيلي عن وجود الكرة الآن في ملعب الخرطوم، التي يتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستقبل أم لا، بالاقتراح الذي قدمه المسؤولون الأمريكيون في أبو ظبي قبل 10 أيام لصفقة رباعية”.

وأضافت أن “هذه الصفقة قيد التنفيذ بعيدة عن البساطة، حيث ستحقق إسرائيل علاقات مع دولة أفريقية ذات أهمية استراتيجية على شواطئ البحر الأحمر، وتحصل الولايات المتحدة على نظام انتقالي معزز، فيما يستفيد السودان من شطب اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ويتلقى مساعدات مالية سخية؛ فيما تنال الإمارات العربية المتحدة على إنجاز دبلوماسي للتوسط بهذه الصفقة، بجانب فاتورة ضخمة للدفع المالي”.

وأوضحت باسيست، الموظفة السابقة بوزارة الخارجية الإسرائيلية، ومساعدة السفير بكولومبيا، وتعمل بوكالة الأنباء الأمريكية وجيروزاليم بوست، أنه “لسنوات عديدة، عاش السودان في حالة حرب مع إسرائيل، وطيلة 3 عقود تحت حكم الرئيس السابق عمر البشير، عزز العلاقات مع إيران، ودافع عن القضية الفلسطينية، ولكن بعد قطع العلاقات مع طهران في 2015، والإطاحة بالبشير في 2019، تغير خطابه الدبلوماسي”.

وأكدت أنه “في فبراير (شباط)، التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سرا في أوغندا برئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، وأعلن نتنياهو على الملأ أن البلدين العدوين اتفقا على العمل معا لتطبيع العلاقات، منذ ذلك الحين، أعرب مسؤولون سودانيون عن وجهات نظر متناقضة حول العلاقات مع إسرائيل”.

وأضافت أن “الخرطوم صحيح لم تتخذ قرارا علنيا بتجديد العلاقات مع تل أبيب، لكن المؤشرات تشير إلى أنها تسير على هذه الخطوة”.

وأشارت إلى أن “السودان تحكمه الآن حكومة انتقالية مؤلفة من ضباط عسكريين ومدنيين، ويبدو أن الجيش يدفع لتجديد العلاقات مع تل أبيب، فيما تخشى القيادة المدنية أن يرفض الشعب قبول هذه الخطوة، خاصة بعض القوى الإسلامية التي تم تنحيتها جانبا بعد سقوط البشير، لأن إثارة الغضب العام بهذه الفترة الانتقالية آخر شيء تحتاجه الحكومة الآن”.

خبير إسرائيلي في شؤون أفريقيا قال للكاتبة؛ إن “القيادة المدنية في السودان تواجه صعوبة في قبول تجديد العلاقات مع إسرائيل بسبب القضية الفلسطينية، وتفضل فصل قضية شطبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب والعلاقات مع الدولة اليهودية، لكن القيادة المدنية في الخرطوم بعكس الجيش، ليست منجذبة للاستفادة من القدرات العسكرية الإسرائيلية، أو إمكانية التعاون الأمني معها”.

وأضاف أن “مسألة شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب باتت على المحك، لأنها الخطوة الأولى والضرورية قبل تعافي اقتصاده، ما يعني أنه بالنسبة للقيادة المدنية السودانية، فالسؤال لا يتعلق بإقامة علاقات مع إسرائيل، بقدر ما هو إرضاء الولايات المتحدة، وهي وحدها، بمساعدة دول الخليج، القادرة على إخراج السودان من أزمته الاقتصادية”.

وأشارت إلى أن “تل أبيب تدرك جيدا الآراء المتباينة داخل القيادة السودانية حول إقامة علاقات دبلوماسية معها، وتسمح لواشنطن القيام بهذه المهمة الثقيلة، وعلى عكس الإمارات، فلا تتوقع إسرائيل تدفق العلاقات التجارية إذا أقيمت العلاقات مع السودان، ولا حماسا كبيرا في شوارع الخرطوم، ولا تدفق السائحين الإسرائيليين للسودان، بعكس أنهم يحلمون بالسفر لدبي، حتى لو تم توقيع اتفاق التطبيع”.

وختمت بالقول بأن “السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، وضع حدا لآمال بصفقة تطبيع إسرائيلية سودانية، لأن الأخيرة تنوي المطالبة بثمن أعلى من الولايات المتحدة، خصوصا مساعدات مالية أكثر بكثير مما تم اقتراحه في اجتماع أبو ظبي”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق