كشفت مصادر استخباراتية مهتمة بالجماعات الجهادية باليمن عن بيان منسوب لتنظيم القاعدة يتوعد فيه دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل بسبب مخططاتهما في جزيرة سقطرى اليمنية.
البيان الذي نشره موقع (siteintelgroup) كمادة مغلقة ونشرت مقتطفات منه الباحثة والإعلامية البريطانية إليزابيث كاندال في حسابها بتويتر، هاجم دولة الإمارات وإسرائيل لسعيهما في إنشاء قواعد عسكرية ومنشآت تجسس في جزيرة سقطرى.
#AQAP #Yemen releases furious statement on #Israel's alleged plan for base & #spy facilities on #Socotra. Blames #UAE & STC for selling out Yemen like recent UAE-Israel deal sold out #Palestine. Calls on Yemenis to rise up & promises a bloodbath. 8 verses of #poetry nail it home pic.twitter.com/vN9vJnEnWT
— Elisabeth Kendall (@Dr_E_Kendall) September 6, 2020
ووفقا للبيان الذي ظهر مؤرخا بتاريخ السادس من سبتمبر الجاري، فقد دعا التنظيم اليمنيين إلى الانتفاض، وتوعد بالانتقام من الإمارات وإسرائيل والتصدي لمخططاتهما، متهما المجلس الانتقالي الذي تموله أبوظبي بالعمل لصالح الإمارات في سقطرى. ويأتي هذا البيان الصادر عن القاعدة بعد تقارير محلية ودولية أكدت تنسيق إسرائيل مع دولة الإمارات على بناء قواعد عسكرية في جزيرة سقطرى التي باتت تحت السيطرة الكاملة لدولة الإمارات، وفق تأكيد مصدر حكومي يمني أمس الأول.
وبدا واضحا اهتمام وسائل الإعلام الإماراتية وناشطوها بهذا البيان، الذي يأتي متسقا مع مطامعها التوسعية في البقاء داخل سقطرى.
ويثير البيان العديد من التساؤلات حول تزامن صدوره مع موجة من الغضب في الشارع اليمني تجاه التواجد الإماراتي الإسرائيلي في سقطرى، ورفض سكان في الجزيرة لذلك التواجد، ومطالبتهم بإعادة الجزيرة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وكان آخر تلك المواقف المحلية في سقطرى وقفة احتجاجية لسكان في مركز قبنهاتن نددوا فيه بمساعي الإمارات ومخططاتها في الجزيرة، وسبق ذلك بيان لشيخ مشايخ سقطرى الزعيم القبلي عيسى بن ياقوت تضمن تحذيرا مما يجري في الجزيرة، وسرد العديد من الانتهاكات التي تمارسها الإمارات هناك.
ويرى مراقبون أن تزامن البيان مع التطورات الأخيرة في سقطرى يعكس استحضار واستخدام القاعدة كورقة وتهمة جديدة بحق كل المعارضين للوجود الإماراتي الإسرائيلي في سقطرى، بهدف إسكات الأصوات المعارضة، واتهامها بالتعاون مع القاعدة.
ولم يصدر عن تنظيم القاعدة أي مواقف معارضة للوجود السعودي الإماراتي في اليمن رغم تواجد الدولتين منذ سنوات في مناطق تعد بمثابة معاقل رئيسية لوجود التنظيم، فيما برز مؤخرا التراشق الإعلامي بين جماعة الحوثي والتحالف حول استخدام كل طرف للقاعدة ضد الطرف الآخر.
ويقدم بيان القاعدة دولة الإمارات والمجلس الانتقالي كجهات تواجه الإرهاب في اليمن، وهي رسالة تسوق للجهتين أمام المجتمع الدولي، وقد تستبق أحداثا كثيرة في جزيرة سقطرى التي ظلت في منأى عن الجماعات الإرهابية بسبب جغرافيتها.
وكانت الإمارات والسعودية أعلنتا من قبل عن شن حرب على تنظيم القاعدة في عدة محافظات كحضرموت وأبين، لكن تلك الحرب اعترتها الشكوك بسبب غموض مصير أعضاء التنظيم، ونهاية المعارك، وفقا لمؤسسة جيمس تاون الأمريكية.
وبدا واضحا استخدام القاعدة وداعش من قبل السعودية والإمارات في المناطق التي تتواجد فيها، بما يثير الشكوك حول حقيقة وجود التنظيمين، واعتبارهما أداة من الأدوات التي تستخدمها الدولتان في اليمن، لتبرير بقائهما.
وخلال العام الماضي زعمت السعودية القبض على أمير تنظيم داعش في المهرة (شرقي اليمن)، وهي المحافظة التي تسيطر عليها وتتواجد فيها القوات السعودية منذ سنوات، وتلقى هناك معارضة شعبية واسعة ترفض وجودها وتطالب برحيلها، ولم يعرف بعد تفاصيل التحقيق مع أمير تنظيم داعش بعد نقله إلى الرياض، فيما ازداد توسع ونفوذ السعودية في المهرة.
وأدت الحرب التي تخوضها السعودية والإمارات في اليمن إلى زيادة نشاط تنظيم القاعدة في اليمن وفق تعبير مجلة بريكينج ديفينس الأمريكية التي دعت لوقف حرب الرياض في اليمن كخطوة للقضاء على التنظيمات الإرهابية.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت الإمارات اعترافها بإسرائيل، والدخول معها بعلاقة تطبيع كاملة، وكان آخر مظاهر ذلك التعاون فتح المجال الجوي بين الدولتين.
ووصلت الإمارات سقطرى منذ نحو خمسة أعوام، بمبرر تقديم العمل الإغاثي والإنساني للسكان، لكنها عملت لاحقا على تجذير وجودها، وأطبقت سيطرتها على الجزيرة، وقدمت التمويل لمليشيا محلية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي التابع لها، وشجعت التمرد على الحكومة الشرعية، وتمكنت لاحقا من إسقاط مؤسسات الدولة بيدها، وطرد المحافظ رمزي محروس المعين من الحكومة الشرعية.
وإلى جانب الإمارات، تتواجد قوات تتبع المملكة العربية السعودية في سقطرى منذ العام 2018، وباتت الدولتان تتقاسمان النفوذ والسيطرة في الجزيرة، فيما تراجع حضور الحكومة الشرعية بشكل كلي.
وتقع جزيرة سقطرى وسط المحيط الهندي، وتتبع الجمهورية اليمنية، وتعد واحدة من أهم الجزر في العالم، وأكسبها موقعها الجغرافي أهمية إستراتيجية كبيرة.