فجر اقتحام مليشيا المجلس الانتقالي المدعوم من الامارات لعاصمة محافظة سقطرى حديبو غضب اليمنيين بمختلف توجهاتهم وانتمائاتهم الشعبية والقبلية والسياسية ضد تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وراى ناشطون ومثقفون وسياسيون ان التحالف العربي الذي شكل لنصرة الشرعية واستعادة الدولة وانهاء الانقلاب لم يكن سوى مجرد خدعة لليمنيين ولم ياتي بهدف استعادة الشرعية وانما جاء بهدف تقسيم اليمن واحتلال الجزر اليمنية.
وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بعد احتلال عاصمة محافظة سقطرى من قبل الانتقالي بالتعليقات الساخرة التي تابعها محرر “عدن نيوز” لسياسة التحالف وضعف قيادة الشرعية وغياب صوت الحكومة ومجلس النواب عما يحدث في جزيرة سقطرى وفي المحافظات الجنوبية.
واستغرب الالاف من الناشطين والمثقفين والسياسيين صمت القيادة السعودية التي تقود تحالف دعم الشرعية عما يحدث في المحافظات الجنوبية من تمردات وانشاء مليشيات خارج سيطرة الحكومة الشرعية.
واعتبروا ان ذلك تواطؤ مع سياسة ابو ظبي التي تهدف الى تقسيم اليمن وتجزئتها وفتح الطريق امام مليشيا الحوثي الانقلابية التابعة للمشروع الايراني للتوسع والسيطرة على مناطق عديدة بحجة الحفاظ على الوحدة والسيادة اليمنية.
أبو ظبي هي السبب:
في السياق هاجم مستشار سعودي دولة الإمارات ووجه اتهام صريح للإمارات بأخذها الجزر اليمنية تحت مظلة التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن منذ حربها عليه تحت مبرر استعادة الشرعية في الـ26 من مارس 2015م.
وقال المستشار السعودي سلطان الطيار في تغريدة على حسابه بموقع تويتر أن ممارسات أبوظبي في اليمن غيرت المزاج العام لدى اليمنيين ونظرتهم تجاه التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ مارس 2015م.
وأكد الطيار أن نظرة اليمنيين تجاه تدخل التحالف العربي في اليمن قد تغير بعد أن تحول من استعادة الشرعية إلى أخذ الجزر اليمنية.. مضيفا بالقول :”هذا المزاج حقيقة لا يمكن إنكارها”.
وكانت مليشيا المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا سيطرت على جزيرة سقطرى الجمعة بعد انسحاب القوات الحكومية.
وبدأت دولة الإمارات باقتلاع ونقل أكثر من 200 شجرة من أشجار “دم الأخوين” النادرة بعد استيلاء مليشيا الانتقالي على جزيرة سقطرى.
وقالت مصادر محلية في الجزيرة أن مليشيا الانتقالي بدأت بتنفيذ توجيهات إماراتية منها اقتلاع أشجار “دم الاخوين” وإنشاء معسكرات جديدة تشرف عليها الإمارات.
لو كانت النوايا حسنة!
وزير الثقافة اليمني الاسبق خالد الرويشان وفي سياق انتقاده للموقف السعودي قال” اتصالٌ بالهاتف فقط وتعود سقطرى”
وأشار الرويشان في مقال له إلى أن السعودية تستطيع باتصال هاتفي واحد مع ضيفها قائد الانتقالي الانفصالي المقيم في قصره الفخم في الرياض أن تنهي كارثة التمرد في جزيرة سقطرى في دقيقة واحدة لو أرادت”.
وأضاف في مقاله “ثمة من يطالب بسذاجة بتدخل القوات السعودية الموجودة في سقطرى ضد التمرد الانفصالي الذي تدعمه الإمارات شريكة السعودية في التحالف”.
وقال متعجبا “التحالف الذي أسقط عدن قبل ذلك!”.
تمرد سقطرى ينهي امل تنفيذ اتفاق الرياض:
الحكومة اليمنية وعلى لسان وزير الخارجية اليمني رفضت رفضا مطلقا ما يحدث في جزيرة سقطرى.
وقال وزير الخارجية محمد الحضرمي” لا يمكن القبول بان يكون اتفاق الرياض ذريعة لاستمرار التمرد المسلح من قبل مليشيا ما يسمى بالمجلس الانتقالي أو ان يكون اداة ضغط لشرعنة من يصر على انقلابه”.
وأضاف الحضرمي في تغريدات على حساب وزارة الخارجية اليمنية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر “اتفاق الرياض جاء لانهاء التمرد وتوحيد الجهود لمواجهة المشروع الحوثي الايراني وليس لشرعنة استمرار التمرد على الدولة”.
وأكد على أن التصعيد الأخير غير المبرر في سقطرى من مليشيا الانتقالي سيضاف إلى قائمة انتهاكاته التي سيحاسب عليها.
منوها إلى أن استمرار هذا التمرد دون رادع سينتهي كل ما تبقى من أمل في تنفيذ اتفاق الرياض الذي جاء في الاصل من أجل إنهائه.
إعفاء التحالف مطلب مُلِح:
آلاف اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي شنو هجوما لاذع على حكومة معين عبد الملك وصمتها الذي وصفوه بالمخزي حيال سيطرة مليشيا ما يسمى المجلس الانتقالي على عاصمة محافظة سقطرى وطالب سياسيون وبرلمانيون بمحاسبة الحكومة والبرلمان على تواطؤهم وتغاضيهم على اعمال مليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي في جزيرة سقطرى.
كما طالبوا الرئاسة اليمنية بسرعة إعفاء الإمارات العربية المتحدة والتحالف من مهامهم وانهاء تواجدهم في اليمن بعد إخلالهم بالاهداف التي جاءوا من اجلها وقيامهم باحتلال الجزر اليمنية وتقسيم وتشطير اليمن.