أعلنت منظمة دولية اليوم الخميس عدم مقدرتها على مواجهة كورونا وقالت إن الوضع الصحي في اليمن صادم جراء تفشي فيروس كورونا المستجد في ظل انهيار كامل للنظام الصحي.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير لها أن فيروس كورونا يقضي على ما تبقى من النظام الصحي المنهار في اليمن الذي يشهد حربا مدمرة منذ ستة سنوات.
وأشارت المنظمة إلى أن المرضى يصلون إلى غرفة الطوارئ وهم يعانون من انخفاض في مستوى الأكسجين من دون أن يدركوا ذلك ثم يموتون في غضون فترة زمنية قصيرة للغاية.
ولفتت إلى أن تفشي كورونا في اليمن كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وتسببت بانهيار النظام الصحي بالكامل وأغلقت العديد من المستشفيات خوفًا من الفيروس أو بسبب النقص في الموظفين ومعدات الوقاية.
وتابعت: “اليوم ولسوء الحظ بات واضحًا وضوح الشمس أن الفيروس ينتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء اليمن حيث امتلأت معظم الوقت طوال الأسابيع الأربعة الماضية وحدة العناية المركزة في صنعاء والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية 15 سريرًا، وشهد الفريق معدل وفيات مرتفع”.
ونقلت المنظمة عن عاملين في القطاع الصحي أن الطريقة المأساوية التي يفارق الناس بها حياتهم في اليمن غير مألوفة.
وبحسب المنظمة بعض الأحيان، يبدو المريض بخير، ثم في الجولة التالية، أي بعد لحظات، نجده قد فارق الحياة.. وهناك مرضى آخرون يلهثون من دون توقف.. مشيرة إلى أن هؤلاء هم المرضى الذين يموتون بسرعة خاطفة يغلبهم التعب فيكفون عن التنفس.
وذكرت أن الفرق الطبية التابعة لها عالجت مئات المرضى الذين يعانون من أعراض تنفسية في كل من صنعاء وعدن.
ونقل التقرير عن رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن كلير هادونغ قولها “شهدنا هنا مزيجًا غريبًا من الإنكار لتفشي الفيروس والخوف منه، حيث لم يرغب الناس تقبّل إمكانية وصوله إلى بلادهم، ومن ثم أنه قد وصل بالفعل وبدأ بالانتشار”.
وقالت المنظمة بأنه سيموت الكثير من الناس بسبب هذا الفيروس، ولكنها تخشى أن يموت العديد من الأشخاص الآخرين من أمراض يمكن الوقاية منها وعلاجها، وذلك لأن الرعاية الصحية ليست متاحة بكل بساطة.
وأردفت: “لا يمكننا مواجهة أزمة تفشي كورونا بمفردنا ويجب على الأمم المتحدة والدول المانحة الأخرى إيجاد طرق عاجلة لتعزيز الاستجابة”.
وسجلت الحكومة اليمنية، منذ العاشر من أبريل وحتى أمس الأربعاء، 560 حالة إصابة بفيروس كورونا، بينها 129 حالة وفاة، و23 حالة تعاف، ولا يشمل ذلك مناطق سيطرة الحوثيين الذين أعلنوا حتى 18 مايو/ أيار الماضي، تسجيل أريع إصابات بينها حالة وفاة، وسط اتهامات رسمية وشعبية للجماعة بالتكتم على العدد الحقيقي للضحايا.