من قتل نبيل القعيطي؟ (تقرير خاص)

Editor3 يونيو 2020
من قتل نبيل القعيطي؟ (تقرير خاص)

اغتال مسلحون مجهولون المصور نبيل القعيطي، في مديرية دار سعد في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

وقال صحافيون وشهود عيان، الثلاثاء، إنّ المسلحين أطلقوا النار على القعيطي حتى فارق الحياة.

وأكد اعلاميون وزملاء للقعيطي نبأ اغتياله، وقال مصدر محلي بعدن إن 4 مسلحين ملثمين اعترضوا المصور الصحفي نبيل القعيطي بعد خروجه من منزله وبدأوا باطلاق النار بشكل كثيف عليه.

وأسعف القعيطي إلى مستشفى أطباء بلا حدود لكنه قد كان توفي متأثراً بإصابته.

ويعدّ القعيطي من أبرز المصورين الصحافيين خلال معركة تحرير عدن من الحوثيين في العام 2015، وهو أحد المصورين المعتمدين لدى وكالة “فرانس برس”.

وشكّلت  حادثة اغتيال القعيطي وهو مقرب من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، صدمة في الأوساط المحلية خاصة وأن عملية اغتياله تمت في عدن، معقل الانتقالي.

·         شبهات بتورّط إماراتي

وفور الواقعة وجهت الآلة الإعلامية الموالية للإنفصال أصابع الاتهام لعناصر حزب الإصلاح والحكومة الشرعية، وهو ما قوبل بسخرية واسعة خاصة وأن الإنتقالي يحكم سيطرته على عدن وكان قد أنهى خلال الأشهر السابقة أي تواجد للدولة وقواتها العسكرية على الأرض، توجها في شهر إبريل الماضي بإعلان “الإدارة الذاتية” لعدن وعدد من المحافظات اليمنية الجنوبية.

وأثار القيادي في المجلس الانتقالي، جمال بن عطاف، الشكوك بعد تغريدة قال فيها إن القعيطي اغتيل في الشارع جوار منزله، مؤكداً وجود كاميرات مراقبة في المحلات والفنادق المجاورة للمنزل لم تقم سلطات الأمن الموالية للإنفصال في عدن بتفحصها.

وقال بن عطّاف: ” حينما يتم الاغتيال ويوجد كاميرات مراقبة من المحلات والفنادق المجاورة لبيت الشهيد نبيل القعيطي دون أن يحرك أمن عدن مباشرة التحقيق ومحاصرة المنطقة فنحن أمام كتلة فشل كبيرة، لا يمكن الصمت بعد اليوم حتى ننتظر فاجعة أخرى،يجب على الإدارة الذاتية تحمل المسؤلية الكاملة فلم يعد هناك أعذار”.

من جانبه قال الصحفي فهد سلطان: “اغتيال المصور نبيل القعيطي ظهر اليوم الثلاثاء، بجوار منزله بحي دار سعد بعدن من قبل مسلحين مجهولين، جاء بعد ساعات من نشره فيديو عن أسلحة نوعية تتواجد لدى الانتقالي بمحافظة أبين”.

وأضاف: “هذا السلاح النوعي – طبعًا – لا يتواجد إلا مع دول معينة – الإمارات – السعودية، ويمنع انتقاله إلى طرف ثالث حسب إفادة سابقة لـ أحمد حُميش منسق الخبراء بلجنة العقوبات الدولية لدى مجلس الآمن”.

مؤكداً أن الفيديو الذي يعد وثيقة مهمة تدلل أن أسلحة الدول الكبرى التي تبيعها لدول في الشرق الأوسط تتسرب عبر الإمارات إلى جماعات وتنظيمات ومليشيات عنفية، يمثل إحراجاً كبيراً لأبوظبي أمام واشنطن. 

وأوضح الصحفي وليد البكس  أن القعيطي تعرض لعتاب قاسي بعد نشره بالأمس فيديو يظهر فيه صواريخ حرارية بحوزة قوات الانتقالي.

وكان البيت الأبيض قد فتح قبل أشهر تحقيقاً في إساءة استخدام الإمارات للأسلحة الأمريكية، بعد تقرير نشرته شبكة سي إن إن الإخبارية والذي كشف بأن عدداً من المركبات الحديثة المدرعة والأسلحة الأمريكية المتطورة سلمتها الإمارات لفصائل تتبع مليشيات الإنفصال وتنظيم القاعدة في اليمن.

·         سوابق في الاغتيال والإرهاب

وأبدى قطاع واسع من اليمنيين قناعة شبه مؤكدة بأن الإمارات وأدواتها في عدن تقف وراء اغتيال المصور القعيطي، مؤكدين أن لمرتزقة الإنفصال المرتهنين لأبوظبي باع طويل في الإرهاب، مشيرين إلى موجة الاغتيالات التي عصفت بعدن قبل عامين، وقتل على إثرها عشرات من القيادات العسكرية ورجال الدين والناشطين المدنيين والصحفيين المناوئين للمشروع الإماراتي في عدن.

وفي هذا الصدد قال الصحفي عامر الدميني إن مسارعة قيادة مليشيا الإنتقالي وإعلام الإمارات للصق التهمة بفصيل معيمن يعد تمييع لقضية اغتياله.

وحمّل الإنتقالي والإمارات مسئولية اغتياله قائلاً: “عدن تحت إدارة الانتقالي وهو وحده وممولوه من يتحملون المسئولية”.

·         الانتقالي اعتقل القعيطي سابقاً

وفيما يحاول الإنتقالي عبر كتيبته الإعلامية نفي التهمة عنه تبرز حادثة اعتقال المصور القعيطي قبل عام من قبل سلطات الانتقالي في عدن كشاهد يدلل على وجود سخط وعدم رضى من قبل مجلس الإنفصال ومن خلفه الإمارات علة القعيطي.

وجرى اعتقال القعيطي في يناير 2019م من قبل مسلحين يتبعون الإنتقالي وإيداعه السجن لأيام، على خلفية مقطع فيديو قام الاخير بتصويره قبل حادثة العرض العسكري في قاعدة العند والتي راح ضحيتها رئيس الاستخبارات العسكرية، اللواء محمد صالح طماح.

وتعرض القعيطي حينها لجلسات تحقيق من قبل ضباط إماراتيين بعدما أظهرت المقاطع التي صورها صورة للقاتل المدعو شارون الضالعي الذي كان يقف خلف اللواء محمد طماح قبل تفجير الطائرة المسيرة، والذي يرجح أنه نفذ عملية الاغتيال برصاص كاتم للصوت.

·         فسحة لقمع الاحتجاجات

وعقب اغتيال القعيطي بساعات، شرعت قوات أمنية في عدن بالانتشار في شوارع المدينة لقمع أي تحركات شعبية للتظاهر ضد الانتقالي.

وقامت قوات أمنية بإحراق دراجات نارية واحتجزت أخرى في مديرية دار سعد شمال مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد.

وقال الناشط الصحفي محمد ياسر: “وراء كل اغتيال هناك مصلحة يسعى الإنتقالي لتحقيقها. في السابق تآمروا ضد قائدهم أبو اليمامة اليافعي لتبرير انقلابهم على الحكومة الشرعية في عدن، واليوم يقتلون أبرز صحفي موال لهم لاستخدامه كذريعة  لقمع التحركات الشعبية المتصاعدة في عدن ضد دولة الإنتقالي الفاشلة”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق