في محطة قد تكون فارقة وحاسمة في الصراع المستمر بين الحكومة اليمنية والإمارات في المحافظات اليمنية المحررة، تمكنت القوات الحكومية في أرخبيل سقطرى، أمس الأحد، من إخماد تمرد انقلابي جديد دعمته الإمارات، واستطاعت تحرير معسكر القوات الخاصة من قبضة مليشيات المجلس الانتقالي المسيّر إماراتياً.
وبهذا الانتصار أنهت القوات الأمنية التابعة للشرعية اليمنية تمردا لقيادة القوات الخاصة في جزيرة سقطرى بعد شهرين من إعلان تمردهم.
ويعد معسكر القوات الخاصة أهم وأكبر معسكرات مليشيات الإنفصال في سقطرى، ومنه دبّرت الإمارات مخططات الانقلاب مراراُ ضد السلطة المحلية الشرعية.
ووفق المصادر المحلية فقد باشرت قوات الأمن السيطرة على المعسكر وتأمينه ورفع العلم الجمهوري في المعسكر القوات الخاصة .
وشارك في عملية استعادة المعسكر قوات الشرطة العسكرية وقوات اللواء الثالث دفاع ساحلي والقيادة شرطة ارخبيل سقطرى والقوات الأمن الخاص الموالية للشرعية.
وجاء هذا التطور الخطير في الأحداث بعد توتر عاشته المحافظة هذا الأسبوع، حيث قامت مليشيات الانتقالي باختطاف رئيس لجنة صرف المكرمة السعودية العميد منصور الجنيدي، وشقيق مدير أمن سقطرى. تلا ذلك إقدام الأدوات الإماراتية، الخميس، بمحاولة اغتيال محافظ سقطرى، رمزي محروس.
وعقب هذه الحادثة تحرّكت القوات الحكومية في الجزيرة، ودشنت حملة عسكرية واسعة أسفرت عن تحرير معسكر القوات الخاصة، وتحرير العميد الجنيدي.
* سقطرى.. شوكة بحلق الإمارات
وعقب الأنباء الواردة من سقطرى، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بردود الفعل، إذ عبر قطاع واسع من اليمنيين عن سعادتهم الغامرة إزاء هذا النصر الكبير، وتمكن أجهزة الدولة من فرض سيطرتها على معظم المناطق الهامة، وإلحاق هزيمة مدوية بالغنفصاليين وداعميهم.
ويقول خبراء عسكريون إن تحرير المعسكر يعيد الاعتبار للدولة وهيبتها، والتي تعرّضت لهزات كبيرة ونكسات خطيرة، أبرزها الهزيمة العسكري أمام الانقلاب العسكري في عدن، في أغسطس الماضي.
وامتدح اليمنيون سقطرى وأبناءها ومحافظها، حيث باتت سقطرى في نظرهم علامة فارقة ونقطة إلهام مشعة في كيفية إخماد الإنقلابات وتأديب المتمردين على الدولة.
وتمكنت أجهزة الدولة المحلية والأمنية والعسكرية في سقطرى من إخماد عمليتين إنقلابيتين بارزيتين سابقاً، بالإضافة إلى التمرد الأخير. ففي 4 اكتوبر 2019 هاجمت الملشيات الإنفصالية بعدة أطقم مسلحة مركز مديرية حديبو، إلا أن القوات الحكومية أحبطت هجماتها وفرضت سيطرتها الكاملة على المدينة بعد ساعات من الهجوم والسيطرة الرمزية على عدد من المؤسسات.
وفي إبريل 2018م تمكنت سقطرى، بقيادة رئيس الحكومة اليمنية آنذاك (أحمد عبيد بن دغر) من إفشال مخطط إماراتي سعى لفرض الأمر الواقع في الجزيرة، ودفع بعشرات الآليات العسكرية الثقيلة في أحيائها ومناطقها الحيوية. وبعد أزمة كادت أن تنتهي باشتباك مسلّح أجبرت الدبلوماسية اليمنية الإمارات من سحب قواتها من الشوارع وإعادتها لثكناتها.
ويرى اليمنيون أن سقطرى قدّمت درساً قوياً للإمارات وأدواتها، وأثبتت طوال السنوات الماضية أنها “عصية على البلع” وأنها الآن باتت تمثل عقدة بالنسبة للإمارات.
* محروس يتوعّد مرتزقة أبوظبي
قال محافظ محافظة سقطرى “رمزي محروس” أمس الأحد، إن قوات الأمن الحكومية “ستضرب بيد من حديد كل من يزرع الفوضى ويحاول العبث بامن المحافظة”.
جاء ذلك خلال زيارته لمعسكر القوات الخاصة المحرر. وأضاف “محروس” “أن مثل هذه المرافق الأمنية التابعة للدولة وجدت لحماية المحافظة والحفاظ على أمنها واستقرارها ولم توجد لحماية أشخاص أو عصابات متمردة او لافتعال الفوضى وأعمال التقطع التي قام بها المتمردون من القوات الخاصة الذين لم يسيئوا إلا لأنفسهم”.
ودعا المحافظ “جميع الجنود ومنتسبي القوات الخاصة للعودة ومباشرة عملهم ومهامهم الأمنية مع زملائهم في المعسكر بقيادة الرائد سالم سعيد بالجهر وزملائه وتحت قيادة الشرعية”.
وفي الضفة الأخرى قام المجلس الانتقالي الإنفصالي بإقالة رئيس فرعه في سقطرى (يحيى مبارك سعيد)، وعّين ناظم بن قبلان محلّه.