اكد وزير النقل في الحكومة اليمنية الشرعية صالح الجبواني، ان هناك مساعي للمصالحة بين جميع الاحزاب اليمنية وخاصة المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح بهدف إحداث تغيير.
وكشف الجبواني في حوار مع صحيفة “القدس العربي” نشرته في عددها الصادر، اليوم الاحد: “نعمل حالياً على المصالحة بين هذه الأحزاب، وبشكل خاص بين “المؤتمر” و”الإصلاح” لكي يعودا حليفين، لأن هذا سيُحدث التغيير”.
وقال: “وإذا لم ننجح سوف نفكر في ما يجمعنا كيمنيين، من كل التيارات، لكي نبتكر أساليب للنضال والصمود في وجه هذه المشاريع العصبوية ومشاريع التمدد الحوثي شمالاً والميليشيات جنوباً””.
وأشار الجبواني إلى أن “هناك عصبيتان في اليمن: الأولى طائفية سلالية في صنعاء يمثلها الحوثي، والثانية عصبية مناطقية عنصرية في الجنوب يمثلها ما يُسمى بـ”الانتقالي”.
وأكد الجبواني أن “الجنوب جزء من اليمن ولا يستطيع أحد اليوم أن يأتي ليفرض على الجنوبيين أجندة لكي يستعيد دولة قديمة زالت وذهبت باتفاق بين دولة الشمال ودولة الجنوب على قيام الوحدة اليمنية والبقاء في دولة واحدة”.
وفيما يتعلق بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، قال الجبواني إن المخاوف في صنعاء أكبر، خصوصاً أن هناك معلومات عن وجود إصابات ضمن مجموعة من الطلاب عادت مؤخراً من إيران.
وأضاف الجبواني: “ما توفّر لنا مفاده أن 130 طالباً عادوا، وأن نحو ثلاثين منهم كانوا مرضى وتوفي بعضهم، وقيل إنهم أصيبوا بالتهاب رئوي”.
وحول دعوة الامم المتحدة لوقف إطلاق نار في الدول التي تسودها الحروب، توقع الجبواني ألا يلتزم الحوثيون، لافتاً إلى أنه “في التجارب السابقة، لم يلتزم الحوثي إلا إذا كان وقف إطلاق النار يُنقذه. فحين تكون لديه اليد العليا في الجبهات ويكون وضعه جيداً، لا يلتزم”.
وقال الجبواني “اليوم أتوقع أن يفعل ذلك، لأن سير المعارك في الجوف ومأرب لم يعد في صالحه، وهناك تقدّم فعليّ للجيش الوطني وخسائر كبرى له”.
واعتبر الجبواني أن “أدوات الضغط هي أن نتفق مع المجتمع الدولي ومع “التحالف” على إعلان فشل اتفاق ستوكهولم، واستئناف العمليات العسكرية حتى تحرير الحديدة.
وشدد الجبواني على أن “هذا هو السبيل لإجبار الحوثي على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأي طريق آخر لن يؤدي إلى شيء”.
وأضاف الجبواني: “هذا الاتفاق (ستوكهولم) والمماطلة في الضغوطات على الحوثيين منحهم الفرصة لإعادة تمويل أنفسهم وبناء قواتهم، كما فعلوا في الهجوم على الجوف ومأرب والبيضاء ومناطق أخرى”.
وأكد الجبواني أنه “لن يتم تسليم مأرب في ظل وجود آلاف المقاتلين، لكن تبقى الكلفة كبيرة إذا لم نبادر بالهجوم ونستعيد زمام المبادرة، مع الأخذ بالاعتبار أن الحوثيين يملكون آلاف المقاتلين، ولا يهمهم عدد القتلى في صفوفهم. ما يهمهم هو إرسال موجة بعد أخرى من المقاتلين حتى تحقيق هدفهم الذي يبتغونه”.
وعن اسباب سقوط عدد من المناطق بيد الحوثيين قال الجبواني إن “هناك مندسون داخل صفوف الجيش الوطني، وملابسات كثيرة يحتاج كشفها إلى لجنة تحقيق تقف على المعلومات بدقة”.
واتهم الجبواني مبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن البريطاني مارتن غريفيث بأنه يعطي الحوثيين أكثر مما يطلبون، محاولاً تجاوز كل مرجعيات الشرعية، ويطرح الذهاب إلى الحل السياسي قبل الترتيبات الأمنية والعسكرية، وهذا أمر غير مقبول ومخالف لقرارات مجلس الأمن، حسب قوله.
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية والرئيس هادي بعثوا بخطاب للأمين العام للأمم المتحدة مطالبين بالاستغناء عن خدمات هذا الرجل، لكن الأمين العام أنطونيو غوتيريش، أكد للحكومة اليمنية وللرئيس هادي أن غريفيث سيقوم بمهمته بكل نزاهة وحيادية، لكن للأسف لم نرَ نزاهة ولا حياداً من قبله حتى اللحظة، مضيفاً: “هذا الرجل فاشل ولم يُحقق أي اختراق في هذه الأزمة”.