شهد لواء الفتح بمحور كتاف، بمحافظة صعدة، مواجهات عنيفة خلال الأيام الثلاثة الماضية، بين جنود محتجين على ممارسات قيادة اللواء، وبين مسلحين يتبعون قائد اللواء العميد رداد الهاشمي.
وقال مصدر خاص من داخل اللواء إن رداد الهاشمي، وجه بقمع المحتجين، الذين وصفهم بالمتمردين، حيث دارت اشتباكات نتج عنها مقتل 7 جنود وإصابة العشرات على الأقل.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه تم اعتقال قرابة 300 جندي من المطالبين بحقوقهم، والرافضين لممارسات قائد اللواء المقرب من السعودية، رداد الهاشمي، الذي اتهموه بالوقوف وراء نكسة أغسطس التي راح ضحيتها مئات من منتسبي اللواء سقطوا ما بين قتيل وجريح وأسير بعملية التفاف نفذها الحوثيون.
وكانت قيادة محور كتاف أصدرت أمس الأول بيانا وضحت فيه طبيعة الأحداث التي شهدها مقر لواء الفتح، الذي هو أيضا مقر للمحور، مبينة أنه “تم القضاء على الفتنة التي دبرت بليل”.
وقالت قيادة محور كتاف في بلاغ نشره المركز الإعلامي التابع للمحور، إنه “وبفضل القيادة العسكرية، ودعم التحالف العربي، تم إخماد نار الفتنة التي حاول البعض من ضعاف النفوس والمأجورين والمدفوعين من جهات مشبوهة إشعالها في محور كتاف خلال الــ 72 ساعة الماضية”.
وجاء في بيان قيادة المحور ما يلي: “إن إشعال الفتن وسفك الدماء والفوضى والتحريض والتكتلات المشبوهة ” حزبية أو مناطقية أو سلالية أو قبلية” داخل المؤسسة العسكرية والخروج على ولاة الأمر من الحكام والقيادات العسكرية كلها جرائم تعاقب عليها القوانين الشرعية والمدنية والعسكرية، وكل هذه الطرق والأساليب مرفوضة رفضاً قاطعاً من جميع أفراد المجتمع ومكوناته الوطنية على امتداد الخارطة الجغرافية للجمهورية اليمنية”، في إشارة للاحتجاجات التي نظمها مئات الجنود داخل اللواء.
وعن تفاصيل ما حدث في معسكر لواء الفتح، أفاد مصدر عسكري لـ”المصدر أونلاين”، أن المئات من الجنود، خرجوا السبت الماضي في تظاهرة احتجاجية داخل اللواء، ضد التصرفات التعسفية ونهب رواتبهم، واستقطاعها، وكذا عدم دفع مستحقات شهداء اللواء، ومصادرة التموين العسكري الخاص باللواء.
كما اتهم الجنود المحتجين قائد اللواء، قائد محور كتاف، رداد الهاشمي، بتعيين أركانات وقادة كتائب في قيادة اللواء، من المقربين منه، وعزل الكوادر العسكرية، كما أن بعض من قام بتعيينهم، كانوا ضالعين في النكسة التي تعرض لها اللواء أواخر أغسطس الماضي، ونتج عنها مقتل وإصابة المئات، فضلا عن وقوع المئات أسرى بيد الحوثيين، بحادثة وادي آل أبو جبارة. وأفاد المصدر، أن قرابة 600 جندي شاركوا في الاحتجاجات التي شهدها مقر لواء الفتح، خلال الأيام الماضية، مطالبين بعزل الهاشمي، وكل الضالعين في نكسة اللواء، محذرين من تعيين قيادات قد تكون متواطئة مع الحوثيين.
وأضاف المصدر الذي طلب من “المصدرأونلاين” عدم الكشف عن اسمه، أن قيادة اللواء، وجهت بقمع المحتجين، وقامت باعتقال قرابة 300 جندي، تم نقلهم إلى سجون داخل السعودية.
وأشار إلى أن قيادة اللواء، وجهت تهماً للجنود المحتجين، وأطلقت عليهم أوصاف “متمردين، ومخربين، وإصلاحيين” وتم قمع الاحتجاجات، واعتقال قرابة 300 جندي.
وحسب المصدر فإنه وإلى جانب مطالبة الجنود بحقوقهم ورفض التعسفات، جاءت الاحتجاجات، بعد رفض القيادي أحمد النجاشي، الذي هو قائد أحد القطاعات في لواء الفتح، تسليم منصبه، لقيادي جديد مقرب من قائد اللواء، يدعى “أبو حذيفه”.
وأفاد المصدر، أن أغلب الجنود المشاركين في الاحتجاجات هم من محافظات تعز وإب وعدن، وأن الاحتجاجات جاءت أيضاً بعد قيام الهاشمي، بخصومات كبيرة من رواتب ومستحقات الجنود، وصلت إلى درجة خصم مبلغ 2000 ريال سعودي من رواتب كل ثلاثة أشهر.
وأوضح أن اشتباكات حصلت سقط خلالها قتلى وجرحى، إلى أن تدخلت لجنة سعودية لمعالجة المشكلة، مشيرا إلى أن أحمد النجاشي، تعرض قبل يومين لمحاولة اغتيال داخل اللواء، حيث تم بعدها أخذ النجاشي، وقرابة 15 فرداً من قبل اللجنة السعودية، ولا أحد يعرف حتى اللحظة مصيره.