اتهم وزير النقل في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية)، صالح الجبواني، الثلاثاء، دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الرئيس في التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، باستخدام موانئ ومطارات بلاده لجلب الأسلحة للمتمردين الانفصاليين في عدن.
وقال الجبواني الذي يقيم في السعودية، في تغريدة على تويتر “بدأت الإمارات خلال الأيام الماضية بتسيير رحلات من وإلى مطار الريان (في حضرموت) بدون أي تنسيق مع وزارة النقل، وهي تقوم أيضاً باستخدام موانئ البلاد لجلب الأسلحة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي في عدن”.
وتعهد وزير النقل اليمني، “بوضع حد لهذه التجاوزات على سيادة الدولة قريباً، من خلال طرح هذه القضية على طاولة منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو – ICAO)، والمنظمة البحرية الدولية والهيئات الدولية ذات العلاقة” حد تعبيره.
ويعد مطار الريان الدولي بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن، من أبرز المطارات المحلية، وتوقف عن العمل في أبريل 2016 عقب تحرير المكلا من قبضة تنظيم القاعدة، ولا يزال مغلقا أمام الرحالات الجوية.
وفي أبريل العام الماضي اتهم مسؤول يمني دولة الإمارات، باستمرار إغلاق مطار الريان وتحويله إلى ثكنة عسكرية.
وتسيطر قوات النخبة الحضرمية، الموالية والمدعومة من الإمارات على مطار الريان بعد خروج التنظيم المتطرف من المدينة، في الرابع من إبريل 2016، وحتى اليوم ما تسبب بمعاناة كبيرة للمواطنين.
ويستخدم الضباط الإماراتيون المطار كمركز لإقامتهم والتنقل عبره إضافة لطائرات المسؤولين اليمنيين الذين تسمح لهم الإمارات بالسفر عبر هذا المطار.
وفي 27 يونيو الفائت، أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عن قرب استئناف رحلات الطيران من وإلى مطار الريان الدولي بمدينة المكلا، وذلك مالم يتم حتى الآن.
وتتهم الحكومة اليمنية دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم الانفصاليين الذين يمثلهم المجلس الانتقالي الجنوبي في ما تسميه الحكومة “تمرد وانقلاب” عليها، إثر سيطرة قواته في 10 أغسطس الماضي على مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، عقب قتال مع ألوية حكومية استمر أربعة أيام راح فيه عشرات القتلى والجرحى.
ويتحكم التحالف العربي بالمجال الجوي والبحري والمنافذ اليمنية، منذ بدء تدخله في الحرب الدائرة في اليمن للعام الخامس على التوالي.
ويفرض التحالف حظراً جوياً على حركة الطائرات في جميع مطارات اليمن، بما فيها المطارات المتواجدة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. ويشترط حصول الرحلات على تصاريح من قيادة قوات التحالف في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد.
ودأب وزير النقل في الحكومة اليمنية على مهاجمة الإمارات، أخرها في 26 أغسطس الفائت، حين اتهمها الوزير الجبواني، بالعمل على تفكيك بلاده إلى مناطق، وتصفية الدولة في الجنوب.
وقال الجبواني، في حديث لقناة “اليمن” التابعة للحكومة الشرعية والتي تبث من الرياض إن “للإمارات أجندتها الخاصة منذ أن جاءت إلى اليمن، ضمن التحالف، في مارس 2015”.
وأضاف “منذ لحظة دخول الإمارات إلى اليمن أنشأت المليشيات، ليس في المحافظات الجنوبية فقط، بل وحتى في المحافظات الشمالية”، معبراً عن أمله في أن تتخذ الرياض موقفاً أكثر صرامة.
وأوضح الجبواني بقوله: “للإمارات ثلاثة محاور انقلابية قامت بها لتصفية الدولة جنوب اليمن، أهمها السيطرة على منابع الثروة وسواحل اليمن، ليتسنى لها التحكم بالمشهد كله”، مشيراً إلى أن الإمارات استغلت الغطاء السياسي للدولة اليمنية لتنفيذ مشروعها في الجنوب، حسب تعبيره.
وبشأن ما تردد مؤخراً عن انسحاب القوات الإماراتية من اليمن، قال الجبواني هذه “كذبة كبيرة”، معتبراً أن الإمارات “جعلت من حزب الإصلاح (ذراع الإخوان المسلمين في اليمن) شماعة لتمرير أهدافها”.
وقال الجبواني إن السعودية كانت إلى وقت قريب تتلقى تقاريرها عن الجنوب من المخابرات الإماراتية، لكنها الآن لديها رؤيتها الخاصة بفضل وجودها على الأرض