في أجواء مؤتمر عالمي يتساءل عن معنى العدالة في عالم مضطرب، لفت رئيس مجلس النواب سلطان البركاني الأنظار بكلمة حمّل فيها المنظومة الدولية مسؤولية الانحياز وازدواجية المعايير.
وهاجم البركاني منبر القوى الكبرى التي تصنع النزاعات ثم تعود للوساطة وفق مصالحها، مؤكدًا أن الخلل ليس في القوانين بل في الضمائر التي تطبقها.
وأوضح أن فلسطين المثال الأبرز، حيث تُمنح إسرائيل غطاء “الدفاع عن النفس” لارتكاب إبادة موثقة، بينما تُدهس مواثيق حقوق الإنسان متى تعلق الأمر بشعوب لا تدور في فلك الغرب.
وتساءل بصوت مرتفع: ما حدود الدفاع عن النفس؟ وهل يُعقل أن يتحول إلى شيك مفتوح لقتل الأطفال وتجويع المدنيين وقصف الضفة ولبنان وسوريا واليمن؟
وأكد أن صور غزة ليست لطلب التعاطف بل لمحاكمة ضمير عالم يبرر قتل شعب بأكمله، مشيرًا إلى أن بعض الأرواح باتت تُوزن أكثر من غيرها في ميزان السياسة الدولية.
وفي اليمن، أشار إلى حصار وتجويع وفرض هوية دخيلة تتحكم بها عصابة دون الدولة ترعاها إيران، وتعبث بالإقليم والممرات البحرية، معتمدًا مثال ضبط سفينة محملة بنحو 750 طنًا من الطائرات المسيرة والصواريخ والأسلحة على الساحل الغربي، وكل ذلك موثق بالصوت والصورة.
وقال إن إغلاق الممرات في البحر الأحمر قوبل بصفقات تحمي سفنًا وتترك أخرى، كاشفًا جوهر النفاق حين تصبح المصالح الغربية “تهديدًا عالميًا” بينما يُصنَّف قتل المدنيين في اليمن بأنه “ملف معقد”.
وشدد على أن البرلمانات ليست غرف نقاش بل ضميرًا عالميًا يجب أن يعلو على الحسابات الضيقة، ويدفع نحو نظام متوازن تنتصر فيه المبادئ لا المصالح ويُحكَم فيه القانون لا القوة.
ودعا إلى قول نعم للعدالة والمساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، محذرًا: لا تطفئوا شعلة الأمل في قلوب المظلومين، لأن إطفاءها يجعل الجميع خاسرًا.
وجاءت الكلمة خلال المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات المنعقد في جنيف من 29 إلى 31 يوليو، بمشاركة وفد مجلس النواب اليمني وأمام حضور أممي وبرلماني واسع.
كما تناولت كلمات أخرى أهمية التئام المؤتمر في ظل العدوان على الشعب الفلسطيني والأزمات المتعددة في المنطقة، وما يتصل بضرورة تعزيز العمل المشترك لدعم القضية الفلسطينية والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وحضر أعمال المؤتمر سفير اليمن لدى سويسرا والمندوب الدائم في جنيف الدكتور علي مجور ونائبه الدكتور حميد عمر.
