حذرت صحيفة ”واشنطن بوست“ من مخاطر تداعيات الأزمة اليمنية خاصة بعد التطورات الأخيرة في الجنوب ومنها “انقلاب عدن” والقتال الدائر بين الجيش اليمني وقوات المجلس الانتقالي ومليشيات أبوظبي في بعض المحافظات.
وشددت الصحيفة في تقرير لها على أهمية إيجاد حل شامل لكامل الأزمة اليمنية سواء بالحديدة أو عدن أو غيرهما مؤكدة أن التركيز على واحدة فقط لن يجلب الاستقرار لليمن.
ويعتبر تقرير واشنطن بوست أن هناك عدة أسباب تبرز خطورة الأزمة اليمنية محلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً:
(1): يحذر التقرير من أن أزمة عدن تهدد بتقسيم اليمن بشكل دائم نظراً إلى أن لها جذوراً استمرت عقوداً من الاحتكاك بين الشمال والجنوب وينسب إلى محللين قولهم إن النظام الفدرالي الذي تنقسم فيه البلاد إلى مناطق تتمتع بالحكم الذاتي هو أفضل ما يمكن لأي شخص أن يأمل فيه باليمن.
(2) المصادمات في عدن أدت إلى إضعاف التحالف الذي تقوده السعودية إذ قصفت الطائرات السعودية من قبل مواقع انفصالية بينما قصفت المقاتلات الإماراتية هذا الأسبوع القوات الحكومية اليمنية. والسؤال الذي يدور حالياً في هذا الشأن هو ما إذا كانت انقسامات اليمن ستؤثر على العلاقة بين السعودية والإمارات في المسائل الإقليمية الأخرى.
(3): إمكانية استفادة تنظيم القاعدة وتنظيم داعش من الاضطرابات إذ إنهما كانا ولا يزالان يتمتعان بوجود قوي هناك.
(4): تأثير القتال بها على حركة النقل البحري العالمي نظراً للموقع الإستراتيجي للمدينة وقربها من البحر الأحمر ومضيق هرمز ومضيق باب المندب وهي من أكثر ممرات النقل البحري الحيوية في العالم التي تستخدمها الناقلات من أوروبا وآسيا بشكل يومي.
(5): استمرار الاضطرابات قد تؤثر على إمدادات النفط وأسعار الوقود العالمية إذ إن جميع الأطراف المقاتلة في اليمن بما في ذلك المتمردون الحوثيون لديهم القدرة على مهاجمة السفن وهو أمر حدث بالفعل أثناء الحرب.
(6) قد يؤدي القتال بعدن إلى تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى معظم أنحاء اليمن. وقد أعربت كبيرة الباحثين في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة أوكسفورد أليزابيث كيندال عن القلق الشديد لمجتمع منظمات العون الإنساني من انعدام الأمن بعدن وتوقف تشغيل مينائها ومطارها لأنهما يُعتبران شريان الحياة الحيوي للمعونات التي تحتاجها نسبة كبيرة من اليمنيين في الشمال والجنوب.
ونقلت واشنطن بوست عن إليزابيث كيندال تأكيدها أن الاشتباكات بعدن أظهرت الحاجة لمقاربة أوسع وأكثر شمولاً وبالتالي أكثر تعقيداً.. مشيرة إلى أن المجتمع الدولي كان يسارع لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة على أمل أن تتم معالجة النزاعات التي تجري بمناطق أخرى في البلاد وقد أكدت أزمة عدن أن تلك المقاربة قاصرة.
واليوم دعا تحالف قبائل اليمن رئيس البلاد عبدربه منصور هادي إلى إنهاء مشاركة الإمارات في التحالف القائم الذي تقوده السعودية وتعليق كافة أشكال العلاقات الدبلوماسية معها محملاً الرياض مسؤولية المؤامرات التي تتعرض لها اليمن.
وقال في بيان: في الوقت الذي كنا نعتقد بأنهم حلفاء صادقون وموضع ثقة ووفاء قد ناقضوا أهدافهم المعلنة وبدلاً من الحفاظ على الوحدة اليمنية عملوا على تعزيز الانفصال.