كشفت منظمة “مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها” في تقرير موسع صدر عنها الثلاثاء أن عدد القتلى في حرب اليمن بلغ 91600 شخص وذلك منذ بدء التحالف العربي عملياته العسكرية في الخامس والعشرين من مارس/آذار 2015.
وذكر تقرير مفصل صادر عن المنظمة الدولية المتخصصة بالنزاع المسلح وتتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها أن عام 2018 كان الأكثر دموية وعنفًا في الحرب حيث قتل قرابة 30 ألف شخص.
موضحا أن محافظة تعز ثالث أكبر المدن هي المحافظة التي احتلت صدارة أكثر المحافظات عنفًا في اليمن منذ عام 2015 حيث بلغ عدد القتلى فيها 18419 قتيلاً من بينهم 2222 قتيلاً مدنياً مرجعاً ذلك إلى حد كبير للحصار المستمر منذ أربع سنوات والذي تفرضه مليشيا الحوثي الانقلابية.
وحسب التقرير فقد جاءت بعد تعز محافظتا الحديدة والجوف حيث تم الإبلاغ عما يقرب من 10 آلاف حالة وفاة في كل منطقة منهما منذ عام 2015.
وبالنسبة للحديدة والتي تحتل المرتبة الثانية فقد ذكر التقرير أن عدد الوفيات المبلغ عنها زاد بشكل كبير في عام 2018 بسبب الهجوم الذي تدعمه الإمارات على الساحل الغربي.
وحول الأرقام الخاصة بالمدنيين يشير التقرير إلى أنه في هذه المحافظات قتل أكثر من 2000 مدني (كل محافظة على حدة) حيث كان العيش “قاتلاً” لهم إذ تشكل المحافظات الثلاث أكثر من نصف الوفيات المدنية المبلغ عنها في اليمن منذ عام 2015.
ويلفت التقرير إلى أنه وعلى عكس العدد الكبير المستمر من الوفيات الناجمة عن الاشتباكات المسلحة يعيش المدنيون في عام 2019 في خطر أقل من التعرض للقتل من خلال العنف السياسي عما كانوا عليه في عام 2015 حيث يشير إلى أن عام 2015 كان الأكثر فتكاً “بسبب الاستهداف العشوائي للغاية للمدنيين في اليمن من قبل الغارات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي حيث توفي 4468 مدنياً في ذلك العام مقارنة بـ2426 مدنياً في 2018 رغم أن 2018 كان الأكثر فتكاً ودموية بشكل عام.
ولفت التقرير في هذا السياق إلى أن الوفيات بين المدنيين التي تحدث نتيجة الأضرار الجانبية لا تظهر في هذا التقرير بالإضافة إلى ذلك لا تشمل هذه الأرقام الوفيات الناجمة عن أزمة الكوليرا أو الوفيات المحتملة المرتبطة بالمجاعة.
وبشكل عام فقد ذكر التقرير أن حوالي 67% من جميع وفيات المدنيين في اليمن منذ عام 2015 والناجمة عن الاستهداف المباشر نتجت عن الغارات الجوية التي نفذها التحالف السعودي الإماراتي ما جعل التحالف الجهة الفاعلة الأكثر مسؤولية عن قتل المدنيين.
ويلفت التقرير في هذا السياق إلى أنه منذ شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2018 كان هناك انخفاض لعدد الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين مباشرة في اليمن حيث فسر ذلك بـ”انخفاض عدد القتلى المدنيين في الحديدة بسبب اتفاق استوكهولم بسبب زيادة الضغط الدولي على المملكة العربية السعودية بعد قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول”.
ويوضح التقرير في هذا الإطار أن “تسليط الضوء على الدور القاسي الذي لعبته المملكة في تقطيع خاشقجي قد ألقى الضوء من جديد على دور السعودية في الأزمة اليمنية.. ومن الواضح أن مجلس الشيوخ الأميركي قد وضع الأزمة اليمنية في المقدمة”.