يتفاخر النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم المال والسلاح إلى مليشيات مسلحة من المرتزقة توغل في دماء الليبيين وتعمل على نشر الفوضى والفلتان في البلاد.
يندرج ذلك ضمن مخطط أبو ظبي الإجرامي لتقويض ليبيا والقضاء على أي أمل بالمستقبل لشعبها تمهيدا لمواصلتها نهب مقدرات وثروات البلاد وخدمة لأطماعها بالنفوذ والتوسع.
إن دعم الإمارات للمرتزق اللواء متقاعد خليفة حفتر في تقدمه نحو العاصمة الليبية طرابلس وممارسته الإرهاب والقتل يمثل وصمة عار أخرى في جبين النظام الحاكم في أبو ظبي.
فما يحدث الآن في ليبيا مغيظ، علاوة على بشاعته وآلامه. فهذا الشعب الطيب الذي تاق للحرية بعد عقود من الغبن يلاقي مما يسمى بالمجتمع الدولي الكثير من الظلم، لا لشيء سوى لأنه يملك البترول. لعنة ظلت ترافق الليبيين على مدى عقود ولم يستفيدوا منها شيئاً.
يقول المثل “يقتل القتيل ويمشي في جنازته”. أما هؤلاء فيدمرون بلداناً بأكملها ويشتتون شعوباً ويهجرون ملايين، ثم تصدر بياناتهم الركيكة ضحكاً على عقولنا واستخفافاً بِنَا.
حكومات فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، وانضمت إليهم الإمارات، قالت الخميس الماضي، إنها تشعر بقلق بالغ بشأن القتال حول مدينة غريان الليبية، وحثت جميع الأطراف على وقف التصعيد على الفور.
وقالت الحكومات الخمس، في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن: “في هذه اللحظة الحساسة من مرحلة التحول في ليبيا، فإن اتخاذ الوضع العسكري، والتهديد بعمل أحادي، لن يؤدي إلا إلى المجازفة بجر ليبيا نحو الفوضى. نعتقد بقوة أنه لا حل عسكرياً للصراع في ليبيا”.
بيان لا نعرف على من يضحك تحديداً. أليس هؤلاء، كلهم أو أكثرهم، من دمروا ليبيا وعمَّقوا انشقاق شعبها وعملوا بكل الوسائل لتقسيم البلاد، حتى يبقى المجال متاحاً دائماً أمامهم لامتصاص دماء الليبيين؟ ألم يشن نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني حرباً على باريس، حين قال “إنها لا ترغب في تهدئة الأوضاع في ليبيا التي يمزقها العنف بسبب مصالحها في قطاع الطاقة”، بينما أكد مسؤولون إيطاليون أن فرنسا تعمل على إفقار أفريقيا.
ألم يقل سالفيني، للقناة التلفزيونية الخامسة الإيطالية، إنه “في ليبيا، فرنسا لا ترغب في استقرار الوضع ربما بسبب تضارب مصالحها النفطية مع مصالح إيطاليا؟”.
كيف تناغم فجأة مع فرنسا هذه المرة، وانضم إليها في هذا البيان المضحك؟ وسبحان الذي جمّع هذه الدول الآن مع الإمارات، من دعم خليفة حفتر ومن نفخ فيه كل هذا الطموح الجارف ليتهيأ له أنه قادر على ابتلاع ليبيا؟ ألم يكن حفتر في الإمارات منذ أسابيع؟ ألم يكن في السعودية، ألم يذهب إلى فرنسا التي استقبلته كرئيس؟ فعلى من سيمر هذا “الهُراء” اللطيف، وهل يتصور هؤلاء أن الليبيين سينسون من حطم أحلامهم… ستلاحقهم دماء الليبيين إلى الأبد. كم من شعوب سرقت منها الحياة لكنها لم تنس وحاسبت ظُلّامها.
*الامارات ليكس