عقد البرلمان العراقي الاثنين أول جلسة له بعد أشهُر من “الغموض السياسي” الذي أعقب أول انتخابات برلمانية منذ هزيمة “داعش”.
وأظهرت وثيقة نشرتها وكالة الأنباء العراقية أن تحالف “الصدر” و”العبادي” يضم 187 نائباً من 20 قائمة انتخابية وأصبح هذا التحالف في موقع يتيح له تشكيل الحكومة المقبلة.
ويتكوّن مجلس النواب العراقي من 329 مقعدا ومن المقرر أن ينتخب رئيساً جديداً للبرلمان ويطلق عملية تشكيل الحكومة.
وتحمل الحكومة الجديدة على عاتقها مهمة إعادة بناء البلاد بعد حرب استمرت ثلاث سنوات على مقاتلي تنظيم “داعش” فضلاً عن الحفاظ على علاقات متوازنة مع البلدين الخصمين إيران والولايات المتحدة وهما أكبر حليفين للعراق.
وأثارت حالة “عدم اليقين” إزاء تشكيل حكومة جديدة التوتر في وقت يزداد فيه غضب الناس من عدم توفر الخدمات الأساسية وارتفاع معدل البطالة وبطء وتيرة إعادة الإعمار عقب الحرب مع “داعش”.
وقالت جماعتان سياسيتان عراقيتان أمس الأحد إنهما شكّلتا تحالفين في البرلمان الجديد بإمكان كل منهما تشكيل حكومة.
وقال نواب بقيادة زعيم كتلة “سائرون” مقتدى الصدر ورئيس الوزراء حيدر العبادي إنهم شكّلوا تحالفاً سيمثل الكتلة الأكبر في البرلمان.
ويضم التحالف ائتلاف “الوطنية” بزعامة إياد علاوي نائب الرئيس وتيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم بالإضافة إلى عدد من النواب السنة ونائب لكل من التركمان والإيزيديين والصابئة والأقليات المسيحية.
وفي المقابل قال تكتل آخر منافس بقيادة هادي العامري رئيس منظمة “بدر” ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي إنه شكّل تحالفه الخاص الذي سيكون الكتلة الأكبر في البرلمان بعد انضمام بعض النواب عقب انشقاقهم على التحالف الآخر.
جدير بالذكر أن “العامري” و”المالكي” هما أبرز حليفين لإيران في العراق.
وعقد “العامري” و”المالكي” مؤتمراً صحفياً في وقت متأخر يوم الأحد لإعلان أن لديهما أكبر كتلة برلمانية تضم 145 مقعداً.
ولم يضم أي من التحالفين الحزبين الكرديين الرئيسيين مما يمنحهما دوراً مهماً طالما لعباه على مر التاريخ إذ إنهما يملكان سوياً 43 مقعداً سيمنحون أي تحالف ينضمون إليه ثقلاً عددياً كبيراً.
وكان العراق قد شهد في مايو الماضي إجراء الانتخابات البرلمانية لكن خلافات بشأن إعادة فرز الأصوات أجّلت إعلان النتيجة النهائية حتى الشهر الماضي.
وأدت إعادة فرز الأصوات إلى تأخير لمدة ثلاثة أشهر لكنها لم تسفر عن تغيير كبير في النتائج التي كانت أعلنت في البداية حيث حافظ زعيم تيار “سائرون” مقتدى الصدر على الصدارة بحصوله على 54 مقعداً.
وظلت كتلة “العامري” المؤلفة من جماعات شبه عسكرية في المركز الثاني بحصولها على 48 مقعداً كما ظلت كتلة “العبادي” في المركز الثالث بعد نيلها 42 مقعداً وجاءت كتلة “المالكي” في المركز الخامس بعدد 25 مقعداً.
ويتقاسم الشيعة والسنة والأكراد السلطة بالعراق منذ الإطاحة بصدام حسين في غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003.
ويكون رئيس الوزراء شيعياً ورئيس البرلمان سنياً والرئيس كرديا.