في تطور مفاجئ، أقدم الأزهر الشريف على خطوة غير مسبوقة بسحب بيان رسمي كان قد أصدره قبل يوم واحد حول الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة. وأثار هذا القرار تساؤلات عديدة حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التراجع المفاجئ.
وأرجع المركز الإعلامي للأزهر هذا القرار إلى “اعتبارات شرعية وإنسانية”، مؤكدًا أن الحفاظ على حياة المدنيين كان الدافع الرئيسي وراء هذه الخطوة. وأشار البيان الجديد إلى مخاوف من استخدام البيان السابق كأداة للتأثير السلبي على المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار.
وأوضح البيان الصادر اليوم الأربعاء أن القيادة الأزهرية تتحمل مسئوليتها الكاملة أمام الله والأمة، وفضلت إزالة أي عوقدة قد تعيق جهود إقرار هدنة إنسانية. ولفت إلى أن الأولوية القصوى حالياً تتمثل في وقف نزيف الدماء وتأمين وصول المساعدات للمحتاجين.
يذكر أن البيان المسحوب الذي صدر يوم الثلاثاء حمل لغة شديدة اللهجة، وصف خلالها الأوضاع في غزة بأنها “مأساة غير مسبوقة”. وحمل البيان السابق اتهامات صريحة للاحتلال الإسرائيلي بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” من خلال التجويع الممنهج واستهداف المدنيين.
وتضمن البيان الملغى دعوة صارخة للعالم لإنقاذ أهالي غزة من المجاعة، مع تحذير شديد اللهجة لكل من يدعم إسرائيل بالسلاح أو التبريرات السياسية. كما استنكر البيان الصمت الدولي تجاه المعاناة الإنسانية في القطاع المحاصر.
واختتم الأزهر بيانه الأصلي بدعاء نبوي مؤثر طالب فيه بنصرة المظلومين وهزيمة المعتدين، مما يعكس حدة الموقف الذي تم التراجع عنه لاحقاً لأسباب تتعلق بالمصلحة العليا وفقاً للتفسير الرسمي.