أحدثت المواجهات الأخيرة في مدينة تعز حالة من التجاذبات السياسية والإعلامية الحادة بين فرقاء العمل السياسي في المحافظة وراح كل منهم يكيل الاتهامات للآخر رغم واحدية مشروعهم الوطني ضد المشروع الانقلابي المليشياوي.
وفي خضم هذه التجاذبات العاصفة والمناكفات الكيدية الحزبية وغياب صوت العقل، برز موقف أعلى مسئول حكومي من محافظة تعز المتمثل بدولة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأستاذ عبدالملك المخلافي الذي استشعر خطر ما يجري في المدينة ما قد يؤدي إلى تفتيت اللُحمة المجتمعية خاصة وأن تعز هي المدينة التي تفتقت روحه الوطنية ومداركه السياسية على تربتها الزاخرة بالوطنية والانتماء الوطني.
وفي هذا الصدد، فقد غرّد الوزير المخلافي على حسابه في تويتر كمواطن من تعز، مستهجنا ما يحدث في المدينة قائلاً في تغريدة نصها ”بعيداً عن أي موقع رسمي، أقول كمواطن من مواليد تعز أن مايجري فيها من الجميع مخجل ،من يريد أن يكون مليشيا ويمارس ممارستها ويحتل مؤسسات الدولة ويقاتل كمليشيا هو جزء من مليشيا الانقلاب ولو حاربها ، ولا يزكي أي طرف نفسه ويتهم الآخر ، إما سلوك وانضباط الدولة من الجميع أو سلوك المليشيا” .
وفي تغريدة أخرى، وجّه الوزير المخلافي
رسالة وطنية مخلصةً وحازمةً لأولئك الذين يؤججون الصراعات البينية في صفوف حملة مشروع استعادة الدولة والجمهورية بغرض الترويح عن أحقاد هلامية وعداوات مصطنعة غير آبهين بعواقب تصرفاتهم المدمرة للوحدة الوطنية خاصة وأن المليشيات الانقلابية تتربص بالمدينة وتتحين الفرصة للإجهاز على الجميع، وقال المخلافي في تغريدته “على الناشطين والمنتمين سياسيا التوقف عن تسعير نار الاقتتال كسبا لموقف أو موقع حزبي ، او اتباع معايير مزدوجة في تقييم الموقف والسلوك والافراد يَصْب في تأجيج الاقتتال واستمراره ، الدولة ليست طرف مع أو ضد أحد ، بل هي الدولة ، ولها قانونها والأطراف لايمكن أن يكونوا الدولة .”
واختتم المخلافي حديثه بالتأكيد على أن من يحمل سلوك الميلشيات لا يمكن أن يصنع النصر أو يساهم في بناء الدولة، فالسلوك المليشياوي وبناء الدولة ضدان لا يجتمعان، حيث قال” إن المعركة مع مليشيا الحوثي لن تنتصر فيها عقلية وسلوك المليشيات بل عقلية وسلوك الدولة .