(هذه القدم أحرقوها حتى تناثر لحمها، وتم ثقب فخذي بالدريل).. جمال المعمري يروي قصة تعذيبه في سجون الحوثي

عدن نيوز6 أبريل 2018
(هذه القدم أحرقوها حتى تناثر لحمها، وتم ثقب فخذي بالدريل).. جمال المعمري يروي قصة تعذيبه في سجون الحوثي

يرقد مشلولاً فاقداً للقدرة على الحركة في مقر إقامته الجديد بمدينة مارب (شرق العاصمة صنعاء)، بعد أيام من الإفراج عنه من سجون الحوثيين بصفقة تبادل.

أكثر من ثلاث سنوات قضاها الشيخ القبلي جمال المعمري في سجون جماعة الحوثيين بصنعاء ذاق خلالها صنوفاً من التعذيب انتهت بتحويله إلى كتلة لحم غير قادر على تدبر شؤونه.

نعد الفترة التي قضاها جمال وغيره من المختطفين في السجون بالسنوات، بينما ومن خلال الاستماع إلى التعذيب الوحشي الذي مر به والمعاملة غير الإنسانية، هي أكثر من ألف ومئة يوم بل أكثر من (26400) ساعة ألم وقهر وتعذيب مرت عليه كوابيس ثقيلة ومرعبة.

تركنا جمال يروي لـ”المصدر أونلاين” رحلة الألم بما استحضر من تفاصيلها كما سجلها الزميل نايف القداسي.

الحوار:

* كيف بدأت قصة اختطافك؟

– اختطفت من فندق في صنعاء وكنت مع إحدى زوجاتي، وكنت متوجهاً في اليوم التالي الى نهم للمشاركة في عزاء، بتاريخ 13/ 3/ 2015 الساعة 12 ليلاً.

* إلى أين نقلت بعدها؟

– أخذوني الى خلف المستشفى اليمني الألماني (شارع حدة)، كان نحو 50 حوثي متجمعين في انتظاري وكان شخص يدعى «المرتضى» يقول: «أهلا بنصرة المظلومين، وأهلا بنصرة المستضعفين، أهلاااا بقول الحق ولو كان مراً.. ».

* هذه عبارات مدونة في صفحتك بالفيس بوك؟

– نعم، كان قد حفظها، وزاد قال: «أخيرا، الشيخ جمال المعمري في قبضة أنصار الله». بعدها أخذوني الى بيت علي محسن (سيطروا عليه عقب اجتياحهم صنعاء)، بمجرد وصولي، بدأوا بسحلي في الدرج، والضرب المباشر بأعقاب البنادق واستمريت على هذا الحال حتى أغمي علي، ولم أشعر إلا وأنا في مستشفى الشرطة في اليوم التالي الساعة الثامنة صباحا، كانت الدماء تملأ ملابسي، وقد أصابوا فقرات العنق وأصبت بجروح خطيرة.

أسعفوني الى المستشفى لأنه كان قد أغمي علي ويظنون أني مت، ولما تأكدوا أني لم أمت أعادوني الى منزل «علي محسن»، وأنا لا أستطيع الحركة.

واستمروا في تعذيبي ثمانية أيام متتالية، وأنا بلا نوم، ولا شيء سوى التعذيب، التعذيب بوحشية لا مثيل لها لا ما شاهده العالم في سوريا ولا في أي مكان آخر.

* ما طبيعة التعذيب الذي كنت تتعرض له؟

– في الثمان الساعات الأولى ضرب وركل ولا أدري بالكثير مما حدث، لأني دخلت في حالة إغماء نتيجة الضرب على مؤخرة الرأس وعلى العمود الفقري، وبعدها استمر الضرب بأسلاك الكهرباء «الكيبلات» وإحراق لبعض الأعضاء من جسمي.

هذه القدم (قدمه اليسرى التي يشير لها) أحرقوها حتى تناثر لحمها، عندما كان يحرقها قلت له: «تعشى ويهنأ»، قال: ماذا قلت؟ قلت له رأيتك تحرق رجلي حسبتك جائع تريد أن تأكل، هذا الفعل ما سمعنا عنه الا في بورما.. فغضب مني وجاء بـ «الدريل» وثقب في فخذي ثقبين، سيبينها الطب الشرعي.

وبعدها بدأوا بتعذيبي بـ«المدكى».

* كيف؟

– يربطك على كرسي ويضع «المدكى» في حضنك، ويشد يديك للنهاية، ويربط رجلك للخلف، ويضعك بوضعية تشبه الحلزون، وضعية تصيب العمود الفقري، وبعدها خذ نصيبك من الركل والضرب، ومعظم الضرب على مؤخرة الرأس.

أنا قاموا بشدي بشكل عنيف حتى فصلوا لي عصب اليد والرجل اليسرى، من شدة التعذيب كنت أفقد الوعي كثيراً، وكنت غالباً أصحو فأجد الدماء تتدفق مني.

من طرق التعذيب أنه يحرمك من النوم، ويتعاقب عليك مسلحون ليسوا بمحققين يطلب منك كل فرد أن تعطيه سيرتك الذاتية، ولو لأربعين مرة، لا زم تكررها.

من التعذيب أنهم لا يسمحون لك بدخول الحمام إلا ومعك مرافق يشاهدك وأنت تقضي حاجتك، وهذا واحد من أسباب ميلي الى الإضراب عن الطعام.

*متى حدثت الإصابة؟

– أصبت في اليوم الأول في ساعات التعذيب الثمان الأولى، بسبب الضربات المتتالية في مؤخرة الرأس والعمود الفقري، والتي أدت الى الإغماء والى الإصابة بشلل طرفي ارتخائي، الشلل النصفي الذي تراه.

وكنت أعيش الى ما قبل 5 أشهر حالات غيبوبة بشكل يومي تستمر لـ5 أو 6 ساعات، نتيجة للتعذيب. وشاهد ذلك أطباء كثر كانوا مختطفين منهم الدكتور الجنيد، والدكتور معتز السوري. وغيرهم كثير.

* من هم الأشخاص الذين يقومون بالتعذيب.. من أين هم؟

– من قاموا بتعذيبي والتحقيق معي معظمهم من صعدة (معقل الجماعة الحوثية).

* لم كل هذه الوحشية ضدك تحديدا؟

– الوحشية ضد الجميع، معي شخصيا كانت أسئلتهم متخبطة جداً، وتنوعت تهمهم، منها تهمة أني ناشط وأدير مواقع إخبارية وأنشر مواد ضد ثورتهم، ومنها أنني قيادي في الثورة الشبابية، ومنها أنني عندما أصبت وسافرت للعلاج في القاهرة كانت تجرى معي لقاءات تلفزيونية وأتحدث عنهم.

اتهموني أيضا بأن لي علاقة في الإبلاغ عن السفينتين الإيرانيتين «جيهان 1/ جيهان2» وأنني مخبر وأعمل في جهاز عسكري، والتقيت بالسفيرة البريطانية، وأعمل لصالح علي محسن وفي القصر الجمهوري وأعمل لصالح أولاد الأحمر وخاصة حمير، وأني أرعى مجموعات قتالية لمواجهتهم، وأني في مارب حرضت المواطنين في خطبة جمعة أن يخرجوا إلى مخيم السحيل لقتال الحوثيين، وهلم جرا من هذه التهم، حتى انهم اتهموني أن لي دور في الثورة المصرية ضد مبارك، وسألوني لم سافرت لبنان والتقيت خالد مشعل.

* وكيف كنت ترد عليهم؟

– قلت لهم إنه بعد ما رأينا التهجير الذي حصل والذي يشبه ما حدث في فلسطين عام 1948، رأينا نفس الوضع ورأيناكم أسوأ منهم، لم تتركوا لأحد مجالا للعيش بكرامة، وبعدها بدأتم باجتياح القرى والمدن وتريدونا أن نسكت! ما تركتم لنا مجال.

لذلك تحدثنا وقلنا الحقيقة. حتى النساء داخل عمران أهنتوهن، بلا قيم ولا أخلاق ولا أعراف ولا دين، لم تتركوا مساجد ولا شجر ولا حجر الا وآذيتموه ثم أتيتم الينا وقلتم نحن المذنبون نحن المجرمون، أصبحنا نحن المجرمون وأنتم الضحية!

مراسل “المصدر أونلاين”: * كم استمر هذا الوضع؟

– استمر 13 يوماً إلى أن جاءت عاصفة الحزم.

* بعدها ما الذي حدث؟

– بدأت عاصفة الحزم، تركوني مقيداً وهربوا، ولم أكن أدري ما الذي يحدث خارجاً، كنت أسمع مضادات الطيران عرفت أن هناك طيران يقصف.

* ولكن، من الذي يقصف؟ كيف عرفت خبر العاصفة؟

– وقت الفجر رجع أحد المحققين، وسألته: ما الذي حدث؟ قال أمريكا و«إصرائيل» يقصفون اليمن، قلت له: ما موقف القوى السياسية بما فيهم الاصلاح؟ قال: كلهم يدينوا ويستنكروا، وهذا لتعرف ان احنا على ثقافة قرآنية لذلك هم ضدنا.

بعدها تركوني في غرفة بالبدروم، لا تصلها الشمس رائحتها معفنة وكريهة، ثم جاؤوا بمضاد الطيران ليضرب من جوار النافذة، ما جعلني اعيش أسوأ أيامي، أصواتها لا تتوقف وبسببها لا زالت أذني اليمنى تؤلمني ولا زلت أستخدم العلاج حتى اليوم. كانت أياماً أسوأ من أيام التعذيب.

في اليوم التالي جاؤوا وحققوا معي، ثم جاؤوا بأوراق يريدوني أن «أبصم» عليها، فرفضت إلا بعد أن أقرأها، فقالوا سنبصمك رغماً عن أنفك.

وفعلاً بصموا من خلفي بعض الأوراق، فقطعتهن، فأتوا بـ«هراوة» وضربوني. ثم جاء آخرون وقالوا: الليلة سننهي معك، طمنوني أن أهلي بخير وأطفالي، وأن زوجتي التي حرموني من وداعها ليلة خطفي – تم نقلها الى بيت الأهل، سألوني تلك الليلة أيضا، عن جيهان1 وجيهان2، وعن مصير الإيرانيين الذين كانوا على متنهما، واتهموني أني كنت مصدر للرئاسة وووو، الكلام يطول في هذا الباب.

* ما هي قصتك مع جيهان 1 وجيهان2؟ ولماذا كانوا يسألونك عنهما؟

– لا علاقة لي بهما، هم اتهموني ببلاغات، لا أدري من أين جاؤوا بها. لم يدلوا بأي أدلة، فقط كل يوم تهمة. في اليوم الخامس عشر، جاؤوا بأوراق وفيها أيضاً أني عميل للشيخ حمير الأحمر، وعلي محسن، والشهيد القشيبي.. قلت لهم هؤلاء أبناء بلدي وأنا شيخ ولي علاقات، كنت أذهب والتقي بهم مثل كل المشايخ.

قال: ضروري تبصم.. فبصمت لهم، وقلت: بلوها واشربوا ماها. والله هذا ما قلته لهم.

* بعد ذلك، الى أين تم نقلك؟

– نقلوني بعدها إلى مبنى الأمن القومي في صرف (منطقة تتبع مديرية بني حشيش شمال شرق العاصمة صنعاء).

* كم مكثت هناك؟

– حوالي سنة وثلاثة أشهر، في زنزانة شبه انفرادية، لا هواء ولا كهرباء إلا 4 ساعات في اليوم، ولا شمس، كان ممنوع علي الخروج ورؤية الشمس أنا واثنين أو ثلاثة من بين بقية السجناء.

* متى التقيت بالدكتور الجنيد؟

– التقيت به هناك في سجن الأمن القومي في «صرف»، بعد 5 أشهر من انتقالي إلى السجن، وكانوا يتعمدون ألا يراني أحد خصوصاً جلال الشرعبي (صحفي مختطف) الذي كان في زنزانة بجواري ولا يعلم عني شيئا، لكن أثناء غياب المناوبين الرسميين قام بعض الجنود المبتدئين بنقل «الجنيد» الى زنزانتي. وكان له الفضل بعد الله في أني خرجت من الزنزانة للشمسي، بعد أن قال لهم أن بقائي سيسبب لي الكساح وتستاء حالتي، وقال لهم ان إصابتي بسبب التعذيب وليست بسبب جلطة، هم خافوا وأعطوه ورقة وقالوا له: اكتب تقرير خطي، فكتب تقريراً شجاعاً قال لهم فيه: أنا عبد القادر الجنيد، فحصت الضحية المختطف، ووجدت على جسمه آثار التعذيب وتأكد لي من خلال الفحص السريري أن المريض يعاني من شلل طرفي ارتخائي.

عندها قالوا له: اكتب وعلى مسؤوليتي التامة.

فكتب لهم: وأنا أتحمل مليون دولار إذا كان التقرير مغايرا للواقع، بعدها استمر الجنيد 11 شهراً في الاختطاف، وأخشى أنه طالت مدة سجنه بسببي. خلال سنة وثلاثة أشهر هناك.

* ما الذي كنت تفعله داخل السجن، ما الذي يفعله السجين؟

– ما الذي أفعله! مرمي هناك، جثة هامدة.

* هل رأيت أحداً تعرفه داخل السجن؟

– تعرفت على الكثير من بينهم شخص في السفارة الأمريكية يدعى الدكتور «معتز السوري» درس في اليمن واشتغل مع منظمة أمن السفارات، والأمريكي مارك الذي خرج في جنيف 2، والعديد من اليمنيين غيرهم الكثير.

* هل يوجد هناك مختطفين غير يمنيين؟

– هناك الكثير، من بينهم حتى يهود.

* هل عانى أحد مثلما عانيت؟

– هناك الكثير ممن تعرضوا للتعذيب حتى الموت، منهم الأمريكي «جون» وهناك يمنيون تعرضوا للتعذيب حتى الموت، أتحفظ على ذكر أسمائهم لأن أقارب لهم لا يزالون في المختطف.

بعد سنة وثلاثة أشهر نقلونا إلى مبنى آخر في صرف بالقرب من المبنى السابق، مبنى جديد فيه شاشات تبث قنواتهم فقط، ومن يدخل فيه لا يرى الشمس نهائيا، رأيت فيها أناس لهم من سنة وأكثر لم يتعرضوا للشمس.

* كم كان عدد السجناء؟

– في السجن الجديد أكثر من 100، وفي القديم 28 زنزانة تضم نحو 160 سجيناً. أو أكثر.

مما حدث في المبنى الجديد أنهم استخدمونا كدروع بشرية، وكانوا يجندون ويدربون في مبان بالجوار، جندوا كتائب، ولم يتنبه لها الطيران الا بعد شهرين الى ثلاثة أشهر، فقام بضرب المباني كلها الا السجن، فقام الحوثيون بتلغيم السجن وحاولوا تفجيره ليتهموا الطيران، لكن شخصاً من محافظة ذمار كان يعمل محامياً، وكان معنا بالسجن.

وكان بعض السجناء قد كسروا باب المخزن فوجدوا هناك في المخزن هاتفاً أرضياً واتصلوا بأصدقاء لهم، والأخيرين اتصلوا بمنظمات من بينها الصليب الأحمر وقنوات فضائية، الأمر الذي منع الحوثيين من تفجير السجن. لكنهم استهدفونا بطريقة أخرى.

* كيف؟

– قاموا بنزع الألغام وأمروا كل الناس بالخروج للصالة، وأغلقوا الأبواب، وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع في مكان لا نافذة فيه، عانينا الاختناق كثيرا، وفي ضحايا كثر سقطوا.

* تقصد أنهم سقطوا في حالة إغماء؟

– حالات إغماء كثيرة وحالات وفاة، حيث أنهم بعد ذلك أمروا من لم يغمى عليه من المختطفين بنزع الملابس والجلوس في الصالة، وقام المسلحون بإطلاق النار الى داخل السجن من جميع الاتجاهات.

ضربونا ضرب لو أقول لك 20 ألف طلقة أكون قللت. استشهد أناس كثير بمن فيهم شريك فارس مناع شيخ من صعدة يدعى «الحسوي» كان بالقرب مني وطلب مني أن أربط له مكان الإصابة، ولم أستطع لكوني مشلول.

* كم عدد القتلى؟

– ما أعرفه أنا ما بين الثلاثة إلى السبعة، غير المصابين الذين أخرجوهم من عندنا ولم نعرف عن مصيرهم شيئا.

* ثم ما الذي حدث بعد ذلك؟

– جاؤوا الينا وقاموا بإخراجنا من السجن على أساس أنهم من الصليب الأحمر، ونقلونا إلى مبنى الأمن السياسي، وصلنا هناك استقبلونا بالركل والإهانات بمجرد دخولنا المبنى، وشاهدت بعيني شخصاً جريحاً اسمه «سالم» كان مصاباً بطلق ناري في فخذيه، كان يصيح من الألم، وطلب منهم معالجة الجرح، فقالوا له: تعال نعالجك، فقاموا بضربه في مكان الإصابة الجرح بـ«الهراوة» أربع أو خمس ضربات، والله رأيت الدماء تطير منه الى مسافة. بوحشية لا يفعلها اليهود.

* كم مكثت في سجن الأمن السياسي؟

– حوالي سنة وسبعة أشهر.

* وهل كان التعذيب مستمراً خلال هذه الفترة؟

– نعم مستمر، خصوصا الدور الأسفل منا الدور الأول، هناك كنا نسمع أصوات السلخ والتعذيب بشكل دائم. كانت الأصوات تؤلمنا.

* هل عرفتم من الذي كان مسجوناً هناك؟

– نعم، الدكتور يوسف البواب ومن معه، الـ36 الذين يحاكمونهم. حدثني أشخاص انتقلوا الى عندنا أن الدكتور البواب كسر ضلعه، وتلقى ضرباً في كليته حتى إنه بال دما، تلقوا التعذيب ليعترفوا زورا أن 36 شخصا اشتركوا في عبوة ناسفة واحدة انفجرت فقتلت حوثيا واحدا!

* أنتم هل تعرضتم للتعذيب مجددا؟

– نعم، أنا تعرضت للتعذيب أربع مرات، منها مرة طلبت السماح لأهلي بزيارتي لأني كنت ممنوعاً دون الكثيرين، فقاموا بضربي أكثر من 80 ضربة، حتى أشرفت على الهلاك، وكنت أنزف الدماء من كل جسمي، من أخمص قدمي حتى رأسي، وكان الصحفي يحيى الجبيحي حاضراً وشاهداً على هذا، وكثيرين آخرين. في الليل جاؤوا إلي وأعطوني علاجاً استمريت عليه 3 أيام حتى خفت حالتي.

* هل يمكن أن تذكر لنا أبرز الحالات التي تعرضت للتعذيب هناك؟

– أعتذر عن ذكر الأسماء.

* أنت أضربت عن الطعام، كم استمر هذا الإضراب؟

– استمر ألف وسبعة وستون يوما. من فترة ألف ومائة وأربعة عشر يوم اختطاف، منها نحو 8 أشهر قضيتها داخل الأمن السياسي على الأكسجين «تنفس صناعي» وانخفض وزني إلى نحو 40 كجم. يعني أصبحت هيكل عظمي.

* متى رفعت الاضراب؟

– بعد أن سمح لي بالزيارة، قبل عام من الآن، ودخلت الأغراض من أهلي الذين يأتون لزيارتي.

* ماذا عن الطعام في السجون؟

– كلها سيئة، ليس هناك تغذية بمعناها، لا تحصل على اللحوم ولا النشويات البروتينات، فقط قليلا من «مرقة البطاطا» والفول الذي لا تميزه هل هو مرقا أم فول. سيئة للغاية. حتى الأكسجين كان على حسابي الشخصي، من فلوس يرسلها أهلي.

* كيف عاشت أسرتك خلال فترة بقائك في السجن؟

– عاشت أوضاعاً صعبة، ولم أكن أريد إعلامهم بحالتي، حتى إن إحدى زوجاتي لم تر حالتي حتى الآن، لكن كانت تصلهم بعض الأخبار من مختطفين يفرج عنهم.

* استمريت في سجن الأمن السياسي حتى الإفراج عنك؟

– نعم.

* كيف تم الإفراج عنك؟

– قبائلي وأصحابي من أبناء نهم، تمكنوا من أسر «قنديل» حوثي من السلالة، فلاحظت أن طريقة التعامل معي تغيرت، وجاء يحيى الحوثي لزيارتي، وكان يقول لي: أنت انسان غالي ونحن لسنا من فعل بك هذا، هناك من اختطفك وفعل بك هذا قبل أن تنتقل إلينا بعد «العدوان» وقال: هل قصرنا معك في شيء منذ انتقلت الينا؟ أنا لم أتحمل أي جدل، قلت له: لا، أعتقد أنهم بعد المؤتمر الصحفي ستبث المسيرة هذا التسجيل.

* من كانوا يتهمون باختطافك؟

– لا أحد، هي فقط واحدة من ألاعيبهم الإعلامية، هم يعرفون أني كنت داخل الزنزانة أنشط من محقق، وان لدي الكثير من التفاصيل لما حدث ويحدث داخل سجونهم، ويعلمون أني سأقول للعالم ما يدور فيها، لذلك قاموا بعمل هذا.

* ما الذي تريد إضافته؟

– طبعاً، تم نهب سيارتين ومبالغ مالية وجنبيتين إحداهما غالية الثمن ثمنها ما بين 200 الى 300 الف سعودي، وصورها لا تزال معي، وحوالي 13 آلي بعضها لمحافظ صنعاء طرحها في قضايا قتل كنت محكماً فيها، وذخائر وأثاث، وجاؤوا بصموني بالقوة اني استلمتهن.

* وهل بالفعل استلمتهن؟

– لا.. بالأمس اتصلوا بي يساوموني على ألا أتكلم وهم سيعطونني حقي، قالوا إنهم لا زالوا يجمعون هذه الأشياء وسيرسلونها لي بشرط ألا أتكلم. فقلت لهم: الموعد مغرب شمس غد مالم فلا أريدها.

* رسالة أخيرة عبر المصدر أونلاين؟

– نحن على الطريق، لن نميل ولن نتراجع عن مواجهة هذه الجماعة السلالية الظلامية كل بما يستطيع، والنصر حليفنا ولا شك بإذن الله.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق