في تطور خطير للأحداث جنوب اليمن، وتحديداً محافظة شبوة الغنية بالنفط، فرضت قوات الجيش الوطني منذ ساعات الصباح حصاراً مشدداً على موقع عسكري تابع للإمارات، في ظل تفاقم مستمر للأوضاع الأمنية والعسكرية، وتعثر لتنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي مر على توقيعه شهران دون جديد.
وقالت مصادر أمينة وعسكرية في شبوة إن قوات مشتركة من الجيش والأمن التابعة للحكومة الشرعية انتشرت حول معسكر “العلم” في مديرية جردان شرقي مدينة عتق مركز المحافظة، بعد أنباء عن فرار إرهابيين مدعومين إماراتياً إلى داخل المعسكر واحتمائهم بالقوة الإماراتية المتواجدة هناك.
وقالت المصادر إن القوات المنتشرة تقوم بالتفتيش الدقيق لكل المارة بالقرب من المعسكر الذي يقع على طريق (عتق – جردان) ويبعد عن مدينة عتق بمسافة 45 كيلو.
ولفتت إلى تواجد القيادي الانفصالي “ماجد لمروق” قائد اللواء السابع نخبة شبوانية، وهو المسؤول عن عمليات استهداف نقاط الجيش والأمن، داخل المعسكر.
ومع مرور الساعات تفاقمت الأوضاع في منطقة المعسكر ومحيطه، في ظل توقعات بتحليق للطيران الإماراتي الحربي في الأجواء، كما لم يستبعد مراقبون شن غارات إماراتية بحق القوات الحكومية المنتشرة في المكان، في تكرار للغارات التي شنتها على الجيش في نقطة العلم وفي أبين في أغسطس الماضي، ونجم عنها أكثر من 300 بين قتيل وجريح.
وتشهد شبوة في الأسابيع الأخيرة تصعيداً كبيراً بين الشرعية من جهة والإمارات ومليشياتها الانفصالية من جهة، حيث شنت المليشيات عشرات العمليات الهجومية الغادرة بحق نقاط أمنية للجيش في مدن عدة بينها شقرة والمحفد، ورد الجيش على ذلك بعملية عسكرية خاطفة استطاع خلالها من القبض على عشرات العناصر الإرهابية وتحرير كامل مديرية المحفد الاستراتيجية، وذلك يوم الخميس الموافق 12 ديسمبر الماضي.
وقبل أيام رفعت السلطة المحلية بالمحافظة بلاغ لرئيس الجمهورية تكشف فيه عن الاستفزازات التي تمارسها الإمارات بحق أفراد الجيش والأمن في النقاط ودعمها المليشيات تخريبية تستهدف رجال الأمن والجيش، مطالبة بوقفها.
*بؤرة لتفريخ الإرهاب
وكانت قوات الجيش الوطني قد حررت كامل تراب محافظة شبوة في أواخر شهر أغسطس الماضي بعد معركة مع قوات النخبة الشبوانية الموالية للمجلس الانتقالي الإنفصالي المدعوم إماراتياً.
وبرغم عملية التحرير إلا أن الإمارات احتفظت لها بمعسكرين في شبوة: معسكر بلحاف الساحلي ومعسكر العلم المحاذي لعاصمة المحافظة عتق.
وأوقفت القوات الحكومية عملية الهجوم على المعسكرين بعد تفاهمات مع التحالف العربي، وتحديداً السعودية، ووعود تلقتها الحكومة اليمنية بأن تخضع تلك المعسكرات للإجراءات الأمنية التي تقرها السلطة المحلية لشبوة، وبأن لا تعمل على زعزعة الأمن فيها، بحيث تظل نقطة تجمع وتدريب للقوات الإماراتية.
وفي ظل هذا الواقع الجديد الذي طرأ على المشهدين السياسي والعسكري في شبوة، توقع مراقبون أن لا تظل الإمارات مكتوفة الأيدي، وأنها ستعمل على تفخيخ المناخ التصالحي الذي حققت فيه السلطة المحلية بشبوة خطوات هامة، كان أبرزها الإفراج عن عناصر النخبة الشبوانية الذي اعتقلوا على خلفية معركة أغسطس.
ومثّلت معسكرات الإمارات الباقية في شبوة خنجراً في خاصرة الشرعية، حيث أصبحت بؤرة لتجميع وإعداد وتدريب العناصر الإرهابية الإنفصالية، ومن ثم ملاذاً لهم بعد تنفيذهم لعملياتهم ضد نقاط الجيش والأمن المنتشرة في مختلف مديريات شبوة الـ 17.
وعلى إثر تزايد العمليات الإرهابية عقدت اللجنة الأمنية في شبوة مؤخراً اجتماعاً برئاسة المحافظ محمد بن عديو، وناقشت أبرز المستجدات الأمنية والتحديات التي تواجهها المحافظة في هذه المرحلة، إلى جانب أحداث التوتر التي شهدتها شبوة خلال الأيام الماضية.
وقالت اللجنة إنها تملك قوة أمنية وعسكرية قادرة على إفشال كافة مشاريع التآمر والتخريب التي تستهدف شبوة وأمنها واستقرارها.
ونددت اللجنة بحوادث استهداف مواقع القوات المسلحة والأمن من قِبل عناصر خارجة عن النظام والقانون، متوعدة بملاحقة وتحديد هويات مرتكبيها والجهات التي تقف خلفها، وتستهدف الأمن والاستقرار في محافظة شبوة.
* ارتياح شعبي
واستقبل أبناء الشعب اليمني أنباء فرض الجيش حصاراً مطبقاً على المعسكر الإماراتي بارتياح كبير ونشوة فائقة.
وعبر كثيرون عن تأييدهم للاجراءات التي نفذها الجيش، مؤكدين أن الثكنة الإماراتية في العلم كانت ولا تزال ثكنة لتفريخ الإرهابيين ونشر الفوضى في المحافظة، ومطالبين بإجلاء كل جندي إماراتي من كل شبر في شبوة.
ويرصد (عدن نيوز) ردود فعل سياسيين وصحفيين أو ناشطين بارزين في منصات التواصل، وتعليقاتهم على تطورات الساعات الأخيرة في شبوة.
معسكر العلم في صحراء شبوة والذي تتواجد فيه قوات إماراتية واخرى تابعة لها من قوات الإنتقالي محاصر من قوات الجيش، الوطني وقاب قوسين او أدنى من التحرير الكامل#شبوة_تحت_رايه_الشرعية pic.twitter.com/UHUDWYH5qC
— مصطفى القطيبي Mustafa Al-Qutaibi🇾🇪 (@mst1230001) December 28, 2019
قوات من الامن والجيش الوطني تحاصر معسكر العلم شرقي عتق الذي تتواجد فية قوات إماراتية وتقوم بحماية عناصر تخريبية ثبت أنها قامت باستهداف الجيش والأمن في محافظة شبوة وتحاول هذه العناصر زعزعة الأمن والاستقرار في شبوة وتحضى هذه العناصر بدعم مباشر من الاماراتيين في المعسكر
— مختار الرحبي (@alrahbi5) December 28, 2019
بعد كل ما قامت به الإمارات في دعم انقلاب وتمرد عدن واستهداف وقصف الجيش الوطني بطائرتها في عدن وأبين ودعم العناصر الخارجة عن النظام والقانون لازلت قوات إماراتية تتواجد في معسكر بلحاف وهو اكبر منشأة غاز في اليمن وتتواجد في معسكر العلم، متى يتم طرد اخر جندي إماراتي من اليمن .
— مختار الرحبي (@alrahbi5) December 28, 2019
https://twitter.com/awad_almarzge/status/1210954758401462272?s=07
ضربة معلم..
بن عديو هذا واحد خطير .. استغل انشغال ورعب الامارات ب ليبيا فسدد ضربته على معسكر العلم.
تحركت القوات مع شروق الشمس وانتهت الامارات ومرتزقتها مع غروب اليوم.لم يفعل العرب كلهم ما فعلته شبوة وحدها بالامارات🤣
— عبدالرقيب الهدياني Raqib Al-hudiany (@alrkeb) December 28, 2019
قلنا أكثر من مرة أن رحيل #الإمارات من #اليمن ومن كل ما له علاقة بها مطلب استراتيجي، حتى يتم تنفيذ #اتفاق_الرياض، بقاءها يدفع به نحو الفشل خاصة مع تصعيد أدواتها المستمر!
بسبب استهدافهم للجيش أكثر من مرة، معسكر العلم في #شبوة الذي يقيم فيه مجاميع من ضباط الإمارات، تحت حصار الجيش!
— إبراهيم عبد القادر (@Ebrahe2m) December 28, 2019
الجيش الوطني ينتصر مجددا في الجنوب، وتدخل سعودي عاجل للمحافظة علي ماء وجه الإماراتيين، وموافقة علي رحيل الامارات من معسكر العلم وتسليم العناصر الإرهابية الضالعة في عمليات اغتيال وعمليات إجرامية وكانت تحتمي بالاماراتيين،.
— أحمد عايض Ahmed Al-qutaibi (@Ahmedayed300) December 28, 2019