يعتمد النظام الحاكم في دولة الإمارات على عصابات لوبي ينشرها في الولايات المتحدة أوروبا بغرض زيادة تأثيره وحشد المواقف التي تستهدف التغطية على انتهاكاته ومهاجمة خصومه.
وكشف تحقيق نشره موقعا أمريكيا أن عصابات لوبي الإمارات شملت مؤخرا استئجار مسؤولين في الأمم المتحدة في محاولة مفضوحة للحد من انتقادات تقارير المنظمة الدولية لجرائم أبو ظبي.
وبحسب موقع المونيتور فإن الإمارات وقعت عقداً مع المساعد الثاني للسفيرة الأمريكية السابقة بالأمم المتحدة سامنثا باور ويدعى ماكس عليشمان (مدير اتصالات باور السابق).
ويشير عقد بعثته الإمارات إلى شركة “غولفر بارك” مقابل مبلغ 400 ألف دولار إلى تفاصيل دور “عليشمان” الجديد. وجرى توقيع العقد في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وفقًا لتقرير صادر عن وزارة العدل، فإن أعمال الاتصالات والاستشارات الاستراتيجية “قد تشمل مهام محددة فيما يتعلق بممثلي المؤسسات الإعلامية و / أو الأنشطة الأخرى التي تهم المدير الأجنبي (الإمارات)، بما في ذلك الأمن العالمي والمساعدة الإنمائية والقضايا الأخرى ذات الصلة”. كما ستوفر الشركة “خدمات تطوير مواقع الويب” للمهمة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستعين فيها الإمارات بمسؤولين تابعين لـ”باور” في الأمم المتحدة.
وسبق أن أثار استئجار “هاجر شمالي” بين2016-2018 الكثير من الجدل. وكشفت الرسائل الالكترونية التي نشرها “ذا انترسيبت” بين “شمالي” وسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة شمالي حاولت تشويه “بدون ترك بصمات إماراتية” منظمة غير حكومية، وهي منظمة مراقبة حقوق الإنسان بالجزيرة العربية وتصويرها على أنها واجهة حوثية”.
وكانت باور التي تعد من أشد المدافعين عن حقوق الإنسان من أقوى الناقدين للتدخل الأمريكي في الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن بعد تولي الرئيس دونالد ترامب الحكم مع أنها التزمت الصمت في ظل إدارة باراك أوباما.
ويأتي استئجار الإمارات الجديد في وقت تواجه الدولة انتقادات متكررة في التقارير الدورية الصادرة عن الأمم المتحدة على خلفية ما تتورط بارتكابه من جرائم وانتهاكات بحق المدنيين في اليمن وليبيا.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني قدم فريق الخبراء الأمم المتحدة تقريرا قوياً إلى مجلس الأمن اتهم فيه الإمارات ومصر والأردن الزعيم الليبي الانقلابي خليفة حفتر في خرق واضح للحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على تصدير السلاح إلى ليبيا. وتحقق المجموعة في نشاطات آري بن ميناشي، للعبه دورا محتملا في القتال، واتهم بدروه الإمارات بنقل الجنود السودانيين الذين يشاركون في الحرب اليمنية وتحت قيادتها إلى ساحة الحرب الليبية.
وفي نفس الوقت يستمر النقد للإمارات لدورها في اليمن حيث يهدد دعمها للانفصاليين عبر المجلس الانتقالي الجنوبي بتفكيك التحالف المعادي للحوثيين. وبعدما أن أعلنت الدولة سحب معظم قواتها من اليمن في يوليو/تموز طلبت الحكومة اليمنية عقد جلسة بمجلس الأمن حول القصف الذي قامت به الإمارات ضد قواتها.
كما نشرت وكالة أنباء “رويترز” هذا الشهر عن محاولات إماراتية لاختراق حسابات دبلوماسيين يمثلون دولا منافسة لها في مقر الأمم المتحدة بنيويورك. وأكدت الأمم المتحدة الهجمات على منفذ الأخبار.
ويشير الموقع إلى أن مساعد باور السابق عليسشمان ليس غريبا على شؤون الشرق الأوسط وجهود اللوبي نيابة عن دوله. فقد عمل سابقا مع غلوفر بارك غروب التي مثلت السعودية والشركة الاستشارية التي تتخذ من دبي مقرا لها “أداليد بزنس كونسالتينغ دي أم سي سي”، ولكنه المدير البارز لـ”بريكووتر ستراتيجي” التي أنشأها المؤسس المشارك لمجموعة غلوفر بارك بن زئيفي.
ومن الأسماء المذكورة في الحساب فيكتوريا إيسر، مساعدة وزير الاستراتيجية الرقمية في وزارة الخارجية أثناء فترة أوباما، وجوشوا غروس وبريت أوبراين اللذان يعملان مع مجموعة غلوفر.
وتعمل مجموعة اللوبي غلوفر بشكل منفصل لصالح السفارة الإماراتية في واشنطن وهيئة الاستثمار في أبو ظبي.
ويستثمر النظام الإماراتي أموالا طائلة في سياساته القائمة على محاولات كسب النفوذ والتأثير خدمة لمؤامراته على حساب ما يعانيه اقتصاد الدولة من أزمة اقتصادية متفاقمة.