تزايدت مؤخرا عمليات الاغتيال الذي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن بعد توقفها لنحو عام لتعود بوتيرة متسارعة ومكثفة طالت العشرات من ضباط عسكريين وأمنيين ورجال اعمال وشخصيات اجتماعية.بعد نحو شهر من توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا.
وتداولت وسائل اعلام السبت بيان منسوب لتنظيم (داعش) لم يتسنى التاكد من صحته، اغتيال ضابط في مليشيا الحزام الأمني المدعوم اماراتيا.
و تبنى البيان المنسوب ل (داعش) اغتيال العميد محمد صالح الردفاني نائب مدير القوى البشرية لمليشيا الحزام الامني عصر السبت امام منزله في مديرية المنصورة.
ووصف البيان المنسوب بأن العملية قام بها مجموعة من أنصاره عبر سلاح الرشاش لقتل “أحد طواغيث الإمارات في عدن”.
وعلى عكس العمليات التي استهدفت موالين للرئيس هادي والحكومة الشرعية والتي لا تعلن عن تبنيها أي جهة، فتح تبني (داعش) المزعوم الباب امام التكهنات في ظل الحديث عن استخدام الامارات لورقة (الارهاب) لتصفية حسابات سياسية مع خصومها وخلط الاوراق في المشهد السياسي جنوب اليمن.
ظهور (داعش) جاء بعد 3 اسابيع على تلويح قائد مايسمى وحدة مكافحة الارهاب بعدن “يسران مقطري” الموالي للمجلس الانتقالي والمدعوم اماراتيا باستخدام ورقة (الارهاب) منتصف نوفمبر الماضي.
وقال “مقطري” في منشور له على فيسبوك: المخطط الارهابي يحيط بعدن ومكافحة الارهاب بدون مخصصات التغذية من مجهودنا الشخصي وعلاج الافراد من مجهودنا الشخصي والبترول والديزل من مجهودنا الشخصي.
وينص اتفاق الرياض على اقالة “مقطري” من منصبه واعادة تشكيل الوحدة التي يقودها.
وكشف تحقيق صحفي ” احزمة الموت” عبر محاضر التحقيق مع متهمين بتنفيذ اغتيالات في عدن بأن المسؤول الأول عن عصابة الاغتيالات في عدن كان يعمل مع الإماراتيين وتحديدا مع “أبو خليفة”.
وذكرت محاضر التحقيق التي حصل عليها الفلم الذي بث على قناة الجزيرة أن عناصر من تنظيم القاعدة نفذت عمليات اغتيال بتوجيه من ضباط إماراتيين.
ومؤخرا وجه محقق أممي رفيع المستوى اتهامات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بتضليل فريق خبراء لجنة العقوبات التابع لمجلس الأمن، بشأن ملف الإرهاب في اليمن، وذلك بتقديمها معلومات عن أشخاص قالت إنهم أعضاء في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، تبين لاحقا أنهم ليسوا كذلك.
عضو فريق خبراء لجنة العقوبات غريغوري جونسون، حذر من أن “توسيع الدائرة وتعريف القاعدة ضمن نطاقات أوسع للغاية سيجعل الولايات المتحدة في حرب لا يمكن أن تفوز بها.
وكانت صحيفة (الجارديان) البريطانية كشفت في شهر اكتوبر الماضي في تقرير لها عن تنفيذ تنظيم (القاعدة) لعمليات قتل ونهب في معظم ارجاء عدن بعد سقوطها بيد مليشيا المجلس (الانتقالي) المدعومة اماراتيا.
و وصفت الصحيفة البريطانية المجلس (الانتقالي) بالحليف الرئيسي لتنظيم (القاعدة) اللذي استفاد من الفوضى التي شهدتها المدينة بعد استيلاءه عليها وطرد الجيش التابع للرئيس عبدربه منصور هادي.
يأتي هذا الاتهام بعد كشف مركز امريكي متخصص في التنبؤات الاستراتيجية، (ستراتفور) في تقرير له نشر في اكتوبر الماضي بأن تصعيد مليشيا (الانتقالي) المدعومة اماراتيا ضد حكومة هادي خدم مليشيات الحوثي و جماعات (القاعدة وداعش).
وبناء على ماتقدم فإن الشواهد اكدت مانشره تحقيق وكالة (أسوشيتد برس) الأمريكية في العام 2018.
وكشف التحقيق عن صفقة ابرمتها (ابوظبي) مع تنظيم (القاعدة) في اليمن تضمنت انضمام (250) من (القاعدة) إلى مليشيا الحزام الأمني، القوة المدعومة إماراتيا.
وفي اطار توقع استخدام ورقة (الارهاب) من قبل الامارات لخدمة بقاء مليشياتها في العاصمة المؤقتة عدن وتنصل (الانتقالي) من استحقاقات اتفاق الرياض الذي ينص على تسليم مليشياته للسلاح الثقيل والمتوسط و انسحابها من معسكرات الشرعية، تاتي التطورات الاخيرة منطقية وتخدم ذات الهدف على شكل مخرج (داعش) للطوارئ.
*مانشيت