أصداء هزيمة المشروع الإماراتي في عدن وخروج كافة وحداتها منها (تقرير)

22 أكتوبر 2019
أصداء هزيمة المشروع الإماراتي في عدن وخروج كافة وحداتها منها (تقرير)

بدأت دولة الإمارات في حزم حقائبها وأمتعتها في عدن استعداداً للخروج الكلي من الملف اليمني، بعد سلسلة من النكسات التي تعرضت لها هي ومرتزقتها على الأرض في عدد من المحافظات المحررة.

 

وفي هذا السياق، بدأت منظمة الهلال الأحمر الإماراتي تقليص أنشطتها في محافظات جنوب اليمن استعداداً لإيقاف نشاطها في مدينة عدن العاصمة المؤقتة جنوبي البلاد خلال الفترة القادمة بالتزامن مع انسحاب القوات الإماراتية.

 

وقالت مصادر في السلطة المحلية بعدن لـ “عدن نيوز” إن المنظمة الإماراتية التي تعمل في المجال الإغاثي في مدن حنوبي اليمن والساحل الغربي بدأت إجراءات لسحب بعض المعدات الفنية التابعة لها اليومين الماضيين في المدينة التي تتواجد فيها منذ الخمسة أعوام، كما أنها أغلقت مكتبًا لها في المدينة وعجلت في إجراءت صرف رواتب موظفيها إستكمالا لترتيبات المغادرة.

 

وبدأت المنظمة بسحب الكثير من المعدات والمساعدات، التي كانت قد قدمتها لمستشفيات ومؤسسة الكهرباء والمياه في مدينة عدن، ومحافظات جنوبية من أجل أخذها معهم قبل المغادرة.

 

وأكدت وثيقة رسمية، سعي الإمارات لسحب قطع غيار كهربائية كانت قد قدمتها كمساعدة لمحطة الحسوة في عدن، وحملت الوثيقة طلب ممثل الهلال الأحمر الإماراتي، “سعيد البدواوي”، من إدارة محطة الحسوة التعاون مع شركة الفيصل، لتسهيل عملية إخراج القطع المتعلقة بالمحطة التوربينية التابعة للإمارات.

 

وأثارت الوثيقة سخرية واستنكار الناشطين اليمنيين الذين استغربوا، سعي الإمارات لسحب مساعدات كانت قد قدمتها في وقت سابق خلال سيطرتها على عدن، وتحاول استعادتها قبل مغادرتها لليمن.

 

ونشر نشطاء يعملون في المنظمة الإماراتية في مدينة عدن ومدن أخرى منشورات على مواقع التواصل الإجتماعي تؤكد ما قالوا إنها إجراءات قام بها الهلال الأحمر الإماراتي لمغادرة المدينة.

 

والسبت الماضي تسلمت قيادة المنطقة العسكرية الأولى معسكرات ونقاط تابعة للإمارات بوادي وصحراء محافظة حضرموت (شرقي اليمن).

 

وبحسب مصادر مطلعة فقد استكملت قيادة المنطقة العسكرية الأولى بسيئون بوادي وصحراء حضرموت، تسلم كافة المعسكرات والنقاط العسكرية التابعة للإمارات في مديريتي ثمود ورماة .

 

وتزامن الإنسحاب الكلي للإمارات من وادي حضرموت مع وصول نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، ووزير النقل صالح الجبواني، إلى مدينة سيئون بعد وصول عدد من الوزراء في الحكومة الشرعية الأسبوع الماضي، ضمن زيارات للمحافظات المحررة لتعزيز الأمن، وذلك بحسب مصادر حكومية.

 

وبحسب مراقبين فإن هذه التطورات التي شهدتها مناطق وسط وشمال حضرموت تعزز من المكتسبات التي حققتها الحكومة اليمنية الشرعية في هذه المحافظة الغنية بالنقط، بالإضافة إلى المكتسبات الهامة والنوعية التي تحققت في أغسطس الماضي إثر العملية العسكرية التي قادها الجيش الوطني وأفضت إلى تحرير كامل محافظة شبوة من التواجد الإماراتي بعد هزيمة منكرة تعرض لها مرتزقتها على الأرض.

 

ويشار هنا إلى المهلة التي كان محافظ شبوة محمد صالح بن عديو للقوات الإماراتية المتبقية في منشأة بلحاف الغازية للإنسحاب من المنشأة قبل عودته من زيارة عمل في العاصمة المصرية القاهرة، مهدداً باستخدام القوة العسكرية لطردها إن عاد ولم تخرج.

 

هذه اللهجة الخطابية تنم – بحسب مراقبين – عن لهجة فيها قدر كبير من الأنفة والقوة بوجه أبوظبي، في ظل تغير هائل في موازين القوى على الأرض لصالح القوات الحكومية.

 

هذا وأشارت أنباء غير مؤكدة عن انسحاب لوحدات إماراتية كبيرة من معسكر العند، أكبر قاعدة عسكرية في جنوب اليمن.

 

والإثنين الماضي تسلمت القوات السعودية مطار عدن الدولي، عقب انسحاب القوات الإماراتية المتواجدة في المطار. وقبله أخلت الإمارات مقر التحالف العربي في مديرية البريقة بعدن، وشحنت العشرات من قطعها الحربية الثقيلة في سفن وتوجهت بها إلى جهة غير معلومة.

 

بالإضافة إلى انتكاسة تعرضت لها أبوظبي وعملاؤها قبل أسابيع في محافظة أرخبيل سقطرى، عقب تمرد عسكري فاشل أفضى إلى إخلاء كافة المواقع والمؤسسات التابعة للسلطة المحلية من العناصر الموالية للمجلس الإنفصالي الخانع للإمارات.

 

كل هذه التطورات التي جرت بين شهري سبتمبر وأكتوبر مثّلت انتصارات فارقة للحكومة اليمنية وللسلطة الشرعية وهزيمة منكرة للإمارات ومشروعها التمزيقي في اليمن.

 

انسحاب فعلي أم إعادة تموضع؟

ثار جدل على منصات التواصل حول حقيقة الانسحاب الإماراتي من اليمن بشكل كلي وإنهائها لوجودها على الأرض اليمنية.

 

ويرى الدكتور عصام شريم، رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة الحديدة، أن الخطوة الإماراتية لا تعدو كونها إعادة تموضع للإمارات على الخارطة اليمنية في ظل المتغيرات على الأرض.

 

مشيراً إلى أن أبوظبي ستنتقل عقب الانسحاب إلى فتح قنوات تواصل مباشرة مع جماعة الحوثيين.

 

 

ويخالفه الرأي الصحفي عبدالرقيب الهدياني، والذي قال أن الإمارات انسحبت عملياً و “حملوا الفرش والحمامات والجزم” بحسب تغريدة له على صفحة بمنصة تويتر.

وتساءل: لماذا يصر البعض على عدم تصديق الحقيقة الساطعة بانسحاب الإمارات من اليمن؟

 

 

 

 

 

السخرية كوسيلة فعّالة لتعميق الوجع الإماراتي

أثارت الوثيقة التي نشرت يوم أمس والتي طالب فيها الهلال الأحمر الإماراتي بسحب قطع كان قد تبرع بها لمحطة الكهرباء في عدن، أثارت سخرية عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي.

كما تداول ناشطون على نطاق واسع صورة معبرة تظهر الحمامات العامة بأحد معسكرات الإمارات في عدن بعد نزع كافة الألواح الفاصلة من قبل الإماراتيين والعودة بها إلى بلادهم.

وفي هذه السياقات تحديداً تركزت معظم تغريدات اليمنيين بمختلف توجهاتهم وصفاتهم (محليين – صحفيين – ناشطين).

ونشر الكاتب والروائي اليمني مروان غفوري مقطعاً من خبر نشرته وكالة “إرم” الإماراتية، والذي يكشف عن مدى الحسرة الإماراتية بعد إجبارها على الخروج صاغرة من عدن.

https://www.facebook.com/story.php?story_fbid=10157840952854047&id=706369046&sfnsn=mo

 

ونستعرض هنا نموذج من التغريدات التي تناولت الإنسحاب الإماراتي في عدن بقدر كبير من السخرية:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق