كشفت صحيفة «هآرتس» لإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن وزير الخارجية الإماراتي «عبد الله بن زايد» التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، «بنيامين نتنياهو»، «سرا» بمدينة نيويورك الأمريكية، في سبتمبر/أيلول 2012 وبحثا عدة قضايا على رأسها الملف النووي الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين اثنين، رفضا ذكر اسميهما، قولهما إن اللقاء جرى على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بعد يوم واحد من خطاب «نتنياهو» الذي أطلق عليه «الخط الأحمر»، حيث قال فيه إنه يجب على المجتمع الدولي أن يضع خطا أحمر أمام برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران.
وأشار الدبلوماسيان إلى أن اللقاء جرى في فندق «ريجنسي» بنيويورك، حيث كان مع «بن زايد»، سفير بلاده في واشنطن «يوسف العتيبة»، وتم إدخالهما إلى الفندق بشكل سري، عن طريق مرآب سيارات تحت الأرض، ثم صعدا بالمصعد الخاص بالخدمات إلى الجناح الذي يقيم فيه «نتنياهو».
ووفق الدبلوماسيين، فإن «نتنياهو وبن زايد كان لديهما نفس وجهة النظر بشأن البرنامج النووي الإيراني».
وأكد الدبلوماسيان أن اللقاء «جرى في أجواء ودية، وتركز على المسألة الإيرانية، وكذلك القضية الفلسطينية، كما عبر فيه بن زايد عن تقديره لخطاب نتنياهو في الأمم المتحدة».
وكشفت الصحيفة أن «بن زايد أكد لنتنياهو أن بلاده معنية بتطوير العلاقات مع إسرائيل، ولكنها لا تستطيع القيام بذلك، وخاصة بشكل علني، طالما استمر الجمود السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين».
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن «نتنياهو هو الذي بادر إلى اللقاء، حيث أنه منذ أن تسلم مهام منصبه في العام 2009، وهو يحاول تنظيم لقاء مع مسؤولين كبار في دول الخليج التي لا يوجد لإسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية معها، مثل السعودية والإمارات والبحرين».
وأوضحت أنه «بعد فترة طويلة كان يرسل فيها نتنياهو رسائل، عبر وسطاء، إلى كبار المسؤولين في الإمارات، وافق بن زايد على لقائه».
وفي السياق ذاته، قال الدبلوماسيان الغربيان إن «نتنياهو حاول في السنوات الخمس الأخيرة تنظيم لقاء مع ولي العهد الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد، وحاول رئيس الحكومة البريطانية الأسبق، توني بلير، المقرب من ولي العهد الإماراتي ويعمل مستشارا لديه، مساعدة نتنياهو في تنظيم هذا اللقاء».
وبحسب الصحيفة، فإن (إسرائيل) لا تزال تقيم قناة اتصال مع الإمارات حتى اليوم، وذلك عبر سفيرها في واشنطن «رون ديرمر»، والذي تجمعه علاقات وثيقة بـ«العتيبة».
محطات التطبيع الإماراتي الإسرائيلي
ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين تل أبيب وأبوظبي إلا أن هناك تناميا ملحوظا في العلاقات بينها خلال السنوات الأخيرة.
ففي مارس/آذار 2017، شارك سلاح الجو الإماراتي إلى جانب نظيره الإسرائيلي في تمرين «إنيوخوس 2017»، الذي استضافة اليونان، وشارك فيه أيضا طائرات أمريكية وإيطالية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، شارك السفير «الإسرائيلي» بالأمم المتحدة، «داني دانون» في أعمال المؤتمر الدولي للتنمية الذي استضافته إمارة دبي.
وحضر «دانون» المؤتمر بصفته الرسمية كرئيس لجنة القانون في الأمم المتحدة، بيد أن «دانون» لم يخف هويته كدبلوماسي «إسرائيلي».
وفي أغسطس/آب 2016، شارك سلاح الجو الإماراتي إلى جانب نظيريه «الإسرائيلي» والباكستاني في مناورات «العلم الأحمر» التي جرت في ولاية «نيفادا» الأمريكية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، افتتحت تل أبيب ممثلية دبلوماسية له لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة (آيرينا) في أبوظبي.
وفي مارس/آذار 2015، كشفت صحف وتقارير «إسرائيلية» وعالمية أن السلطات الإماراتية تعاقدت مع شركة أمنية مملوكة لدولة الاحتلال لتقوم بتأمين مرافق النفط والغاز في البلاد.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2013، شارك الرئيس الإسرائيلي آنذاك، «شيمون بيريز»، في افتتاح مؤتمر أمني انعقد في مدينة أبوظبي في بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2013، بحضور 29 من وزراء خارجية الدولة العربية والإسلامية؛ حيث ألقى «بيريز» كلمة الافتتاح عبر تقنية الفيديو كونفرانس من مكتبه في القدس.
وفي أغسطس/آب 2013، شارك طياران من سلاح الجو الإماراتي طياريْن «إسرائيلييْن» في مناورات «العلم الأحمر»، التي أُقيمت في الولايات المتحدة.
في السياق ذاته، نشر موقع «ويكيليكس» عدة وثائق تكشف العلاقات القوية بين الإمارات و«إسرائيل»، والتي حرصت الإمارات على سريتها، وكان أبرز تلك الوثائق وثيقة مؤرخة بـ24 يناير/كانون الثاني 2007، ويظهر من خلالها أن وفودًا «إسرائيلية» وأمريكية يهودية تتدفق على دولة الإمارات سرًّا.
ونقلت هذه الوثيقة تصريحا لولي عهد أبوظبي، «محمد بن زايد» قال فيه لـ«بيريز» نصَا إن «الإمارات لا تعتبر إسرائيل عدوًّا، وأن اليهود مرحب بهم في الإمارات».
كما نشر موقع «ويكيلكس» وثيقة أمريكية مؤرخة بتاريخ 29 أبريل/نيسان 2006 تتناول حوارًا دار بين «بن زايد» وأخيه الملك السعودي الراحل «عبد الله بن عبدالعزيز» مع مساعدة الرئيس الأمريكي الأسبق «جورج بوش» للشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب حينئذ «فرانسيس تاونسيند»؛ حيث طلب «عبد الله» من المسؤولة الأمريكية، وفقًا للوثيقة، أن تعمل على دفع حكومتها من أجل التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين أمريكا والإمارات، قائلاً إن «لم توقعوها معنا لن تستطيعوا توقيعها مع الكويت وقطر والسعودية».
وأضاف: «لا خطر علينا من توقيعها، فعامة الشعب لا يعلم أن التوقيع يعني فتح التجارة مع إسرائيل، إني أرى أن التوقيع سيكون طريقًا جيدًا للإمارات من أجل رفع الحظر عن التجارة مع إسرائيل».
المصدر: ترجمة وتحرير الخليج الجديد