وسوم وحملات مقاطعة.. المعركة الإلكترونية اليمنية – الإماراتية تتوسع وتشتد

10 سبتمبر 2019
وسوم وحملات مقاطعة.. المعركة الإلكترونية اليمنية – الإماراتية تتوسع وتشتد

عندما نقل اليمنيون نشاطهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من “فيسبوك” إلى “تويتر” كانوا يعلمون ما هي وجهتهم. إذ كان خيار مواجهة الإمارات – إلكترونياً على الأقل – واقعاً عندما وجدوا عاصمتهم المؤقتة عدن ومدن مجاورة لها تسقط بيد قوات “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من أبوظبي.

ودفع هجوم قيادات حكومية وناشطين إماراتيين على الشرعية اليمنية ودعمهم ومباركتهم العلنيان لسقوط العاصمة المؤقتة عدن اليمنيين إلى الرد على موقع التدوين المصغر تويتر باعتباره الأكثر رواجاً في الاستخدام في منطقة الخليج. وعلّق يمنيون كثر على انتقال نشاط التدوين إلى “تويتر” معتبرين أنّها “مرحلة نزوح إجبارية لمواجهة التدخل الإماراتي” خصوصاً أنه لم يكن ليلقى رواجاً في أوساط اليمنيين سابقاً، بل كانوا يعتمدون بشكلٍ شبه كلّي على “فيسبوك” بالإضافة إلى تقييده لإمكانية النشر بعدد محدد من الحروف عكس ما يتيحه موقع “فيسبوك” من نصوص مطوّلة وتضمينات أخرى في المنشورات.

وخلال الأيام الماضية لاقت حملات إلكترونية تفاعلاً يمنياً كبيراً معظمها ينتقد التدخل الإماراتي في الشأن اليمني ودعمه لانقلاب المجلس الانتقالي على الحكومة الشرعية ودعمها العسكري له خلال المواجهات التي شهدتها ثلاث مدن جنوبي البلاد.

وسيطر المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً على العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة أبين بعد تدخل الطيران الإماراتي في المواجهات فيما تمكّنت القوات الحكومية من فرض سيطرتها على محافظة شبوة جنوب شرقي البلاد.

وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل وجرح أكثر من ثلاثمائة جندي في غارات شنتها مقاتلات حربية إماراتية على قوات للجيش أواخر أغسطس/ آب الماضي على مشارف العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة أبين.

وسوم وحملات إلكترونية:

أطلق ناشطون يمنيّون العديد من الحملات الإلكترونية على موقع “تويتر”، فضلاً عن نشر وسوم بكثافة وإيصالها إلى الأكثر تداولاً في أكثر من بلد، في مسعى منهم لإيصال رسالة إلى العالم لرفض ما اعتبروه “تدخلاً سافراً” لأبوظبي في الشأن اليمني ودعم فصيل مسلح يسعى لتقسيم البلاد.

ونشطت خلال الأيام الماضية حملات للمطالبة بطرد الإمارات من اليمن وإعفائها من المشاركة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية ومقاطعة المنتجات والطيران الإماراتيين. وأطلق الناشطون وسوماً عدة لذلك، أبرزها “#طردالإماراتمطلب_شعبي”.

و”#مقاطعةطيرانالإمارات”.

و”#مقاطعهطيرانالإمارات3″.

و”#مقاطعهالمنتجاتالإماراتيه”.

و”#boycott_emirates_airline” (يتعلق بالطيران أيضاً).

و”#جيشاليمنالإلكتروني”.

وألحقت عشرات الحسابات اليمنية الوسوم بإحصاءات حول الانتهاكات التي مارستها الإمارات في اليمن وضلوعها في هجمات استهدفت قادة عسكريين في الجيش فضلاً عن عمليات اغتيال طاولت ضباطاً وأئمة مساجد ونشطاء محليين.

وقال الصحافي حمدي البكاري في تغريدة على تويتر “خلال أيام قلائل صار عدد اليمنيين في تويتر يفوق التوقعات.. أمر جدير بالالتفات بعد غياب.. هذا وعي بأهمية الحضور وفي الوقت نفسه تعبير عن استماته في الدفاع عن اليمن.. الأحداث في شبوة كان لها أيضا تأثير وقبلها عدن.. فضاء لرفع الصوت وانتظار إيجابي لصداه”.

وكتب علي السياغي “البعض يستخف بالنصر الذي حققه اليمنيون في تويتر. وهذا نتيجة لقصر النظر ودليل على العجز عن استنباط المعنى الكبير من تلك الأشياء التي تلوح بسيطة”.

وتابع “هذا النصر يخبرنا شيئين هامين للغاية: مشكلة هذا الشعب في نخبته، هذا أمر. الأمر الثاني أن اليمني ينتصر دوماً في أي ميدان”.

وغرد محمد سعيد الصبري “بدأ معظم اليمنيين حديثاً على تويتر ولكن عدالة قضيتهم جعلت أصواتهم مسموعة للجميع. سندافع كيمنيين عن بلدنا حتى لو خذلتنا الشرعية حتى لو وقف العالم كله ضدنا حتى لو وقفت المليشيات في الشمال والجنوب والشرق والغرب ضد مصالح الوطن”.

أما غازي المحيرسي فكتب “لم يكن اليمنيون يعيرون تويتر أي اهتمام بقدر اهتمامهم بالفيسبوك وعندما أظهرت الإمارات وجهها القبيح وارتكبت جريمتها… دخل اليمنيون كسيل عرم حتى أصبحت الإمارات وذبابها في هذيان، لقد انتصر اليمنيون في حرب تويتر وسينتصرون في حرب الميادين”.

مطالبات يمنية مستمرة برحيل الإمارات:

على تويتر يواصل اليمنيون نشر تغريداتهم المطالبة بطرد الإمارات من البلاد، وفضح مساعيها لتحويل اليمن إلى ساحة اقتتال أهلي عبر دعم المجلس الانتقالي وتشكيلاته المسلحة، علاوة على مهاجمة دور التحالف وقائدته السعودية.

وكتب حساب مصطفى “أجمع اليمنيون وحينما يجمع اليمنيون على شيء فإن إجماعهم لا رجعة فيه ولا تفاوض.. لا يستغل صبرهم فصبرهم ينفد، ولا يستهان بضعفهم فضعيفهم يشتد، وحينما ينفد صبرهم ويشتد ضعيفهم فلا قوة تقف أمامهم ولا سبيل أمام معاول الهدم والخراب إلا التبخر”.

وغرد الصحافي جمال حسن “عند الهجمات الإماراتية على القوات الحكومية تجاهلت السعودية الرئاسة والحكومة اليمنية. تزعمت السعودية التدخل العسكري عند سقوط عدن بيد الحوثيين وتركت للإمارات هذا الدور عندما أرادت الحكومة استعادتها من الانفصاليين لم يواجهوا إيران إنما اغتنموا الفرصة لتقسيم #اليمن. هذا هو التحالف”.

وكتب أستاذ علم الفلسفة في جامعة صنعاء معن دماج “مع تدفق السلاح الثقيل إلى عدن واستعراض الطيران.. القرار الإماراتي واضح سنقاتل حتى آخر انتقالي، السعودية – التي تدعم الجيش – ما زالت تراهن – رغم الغضب – على حل بدون قتال!!”.

وقال محمد صلاح “كان #اليمن عشية تدخل #التحالف العربي الذي جاء لإنقاذه، وإعادة الشرعية التي تمت إزاحتها من العاصمة صنعاء، منقسمة بين شرعية وانقلاب، بعد مرور خمسة أعوام من #التدخل، غدا البلد مقسماً بين انقلابيين ومليشيات متعددة، يقف التحالف خلفها، هدفها الأول تفكيك الكيان الوطني”.

وغرد الصحافي حسن الفقيه أن مشكلة الإمارات أنها لم تع صبر ومزاج اليمنيين، إضافة إلى جهلها بتركيبة اليمنيين وتاريخهم. وتابع “الجيش اليمني الذي قصفته ليس إلا مجرد تقليد رسمي والا فإن اليمنيين كلهم جيش مدرب على حمل السلاح والمواجهة في أي لحظة. بلد كامل يتحول إلى لهب وجيش متخفف من كل شيء”.

انزعاج إماراتي وحملات مضادة:

بدا واضحاً انزعاج قيادات وناشطين إماراتيين من الحملات التي دشنها اليمنيون على تويتر، وإطلاق وسوم للمطالبة بمقاطعة الطيران والمنتجات الإماراتية في رد على ما اعتبر حرباً إماراتية على اليمن.

وأطلق مغردون إماراتيون وموالون للمجلس الانتقالي وسم “#طيرانالاماراتفخرنا” رداً على الوسوم التي أطلقها الناشطون اليمنيون لمقاطعة طيران الإمارات.

ورد صحافيون ومغردون إماراتيون بالهجوم على الناشطين اليمنيين، فضلاً عن مهاجمة الحكومة والتأكيد على دعمهم للتمرد الذي قاده المجلس الانتقالي الجنوبي.

وكتب رئيس تحرير موقع بوابة العين الإماراتية “بعد صدور #البيانالسعوديالاماراتي هل من المعقول ان هؤلاء الأشخاص ولهم صفة رسمية يشنون حملة بالإنكليزي تحت هاشتاغ #UAEDESTROYINGYEMEN إضافة إلى توجيه رسائلهم إلى مجموعة من الحسابات الإنكليزية النشطة باهتمامها في الموضوع اليمني ولا يكون هناك موقف حازم منهم”.

وتسببت الحملات اليمنية بانسحاب مغردين إماراتيين من موقع تويتر، فيما بعث حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم رسالةً لناشطين إماراتيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعاهم للكف عن “العبث والفوضى”.

وقال إن “العبث والفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي تأكل من منجزات تعبت آلاف فرق العمل من أجل بنائها، مضيفا أن سمعة دولة الإمارات ليست مشاعاً لكل من يريد زيادة عدد المتابعين”. وأضاف أن “لدى الإمارات وزارة للخارجية معنية بإدارة ملفاتنا الخارجية والتحدث باسمنا والتعبير عن مواقفنا في السياسة الخارجية للدولة، والحفاظ على 48 عاما من رصيد المصداقية والسمعة الطيبة، ولن يسمح بالعبث بإرث زايد”.

وقال نائب شرطة دبي السابق، ضاحي خلفان، إن “انسحاب المغردين الإماراتيين من تويتر بهذا العدد أمر محزن يضع الإمارات في آخر قوائم الدول العربية في حرية التعبير”.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق