تحدّثت مصادر عن عزم واشنطن الدخول في حوار مباشر مع جماعة الحوثي المتمرّدة في اليمن في خطوة قد تكون مرتبطة بمسعى أميركي لإقفال الملف اليمني ضمن صفقة أشمل مع إيران الطرف الأصلي في اندلاع الأزمة اليمنية وما شهدته من تعقيدات.
وفي حال تمّ عقد الحوار بالفعل فسيمثّل ذلك أوضح تجسيد للنهج البراغماتي الذي تسلكه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في معالجة عدد من الملفات والقضايا المعقّدة وهو النهج ذاته الذي قاد مفاوضين أميركيين للجلوس إلى طاولة الحوار جنبا إلى جنب مع متشدّدي حركة طالبان الأفغانية التي قضت الولايات المتحدة ما يقارب العقدين من الزمان في مواجهتها عسكريا ومحاولة القضاء عليها وهو نفس النهج الذي قاد ترامب لمصافحة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء الثلاثاء عن مصادر وصفتها بالمطلعة القول إنّ إدارة ترامب تستعد لإطلاق محادثات مباشرة مع الحوثيين في اليمن في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة هناك منذ أربع سنوات.
ووفقا لصحيفة العرب اللندنية في اتصالات مع مصدر يمني فضل عدم الكشف عن اسمه بالقول “إنّ واشنطن قد تكون معنية بالبحث عن مخرج للأزمة اليمنية التي تعتبرها مؤثرة على مصالحها في المنطقة وعلى عملية التصدّي لتنظيم القاعدة في اليمن من خلال صفقة أشمل مع إيران بعد أن لاحت بوادر طفيفة خلال قمة الدول السبع الأخيرة بفرنسا عن إمكانية إطلاق حوار أميركي إيراني”.
وأضاف ذات المصدر “إطلاق إدارة ترامب لحوار مع الحوثيين الذين يبدون تطرّفا شديدا إزاء الولايات المتحدة يجسدونه في شعار الموت لأميركا يستجيب تماما لمزاج هذه الإدارة الميال لعقد الصفقات المفاجئة والصعبة”.
وأضافت بلومبرغ نقلا عن المصادر أن الولايات المتحدة تتطلع إلى دفع السعودية إلى المشاركة في “محادثات سرية في سلطنة عمان مع قيادات حوثية في مسعى للتوسط لإعلان وقف لإطلاق النار في اليمن”.
ووصفت الوكالة التحرك بأنه “قد يفتح أول قناة مهمة بين إدارة ترامب والحوثيين في وقت تزداد فيه المخاوف من نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقا”.
وكان مسؤولون أميركيون التقوا قيادات حوثية في السويد في ديسمبر الماضي خلال محادثات تمت برعاية الأمم المتحدة.. إلا أنه لا توجد أي مفاوضات مباشرة ذات شأن بين الجانبين منذ تولي ترامب مقاليد السلطة في 2017 وفقا لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.
ووفقا للمصادر المطلعة سيقود المحادثات من الجانب الأميركي الدبلوماسي كريستوفر هنزل الذي أصبح في أبريل الماضي أول سفير لإدارة ترامب لدى اليمن.
ولفتت الوكالة إلى أن المبادرة الجديدة لإدارة ترامب تواجه بالفعل عقبات خطيرة فقد عيّن الحوثيون مؤخرا سفيرا “لليمن” لدى إيران بعد لقاءات عقدها في طهران المرشد الإيراني علي خامنئي ومسؤولون إيرانيون مع وفد حوثي قاده محمّد عبدالسلام الناطق الرسمي باسم الجماعة.
واعتبر البعض هذا الإجراء مؤشرا على أن معارضي محادثات السلام داخل صفوف الحوثيين يحاولون إخراج الجهود عن مسارها.
ونقلت الوكالة عن أحد المسؤولين القول إن المحادثات السرية ستتضمن بالتأكيد عروضا محتملة للحوثيين بتنازلات أو تدابير لبناء الثقة مضيفا أن هذا من شأنه أن يقوّض حملة الضغط الأقصى التي تمارسها إدارة ترامب على طهران وحلفائها.
المصدر: العرب اللندنية.