فضح قيادي يمني بالأسماء والتفاصيل خلايا الاغتيالات الإماراتية في اليمن بعد فترة من تسريبات لتحقيقات رسمية أجرتها النيابة العامة أثبتت ضلوع الإمارات بجرائم منظمة في عدن وغيرها من المحافظات اليمنية.
وقال القيادي السابق في المقاومة الشعبية اليمنية، عادل الحسني في مقابلة صحفية إن المعطيات على الأرض والوقائع الحقيقية تؤكد أن الضباط الإماراتيين هم من يديرون هذه الفوضى الأمنية ومسلسل الاغتيالات في عدن خاصة والمحافظات الجنوبية.
وكشف الحسني أن خلايا الاغتيالات الإماراتية يترأسها الضابط الإماراتي أبو خليفة واسمه سعيد محمد خميس النيادي، مشيرا إلى أنه التقي به شخصيا وكلفه بالقيام باغتيال شخصية سياسية بارزة وهي نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية الشيخ أحمد صالح العيسي.
وقال الحسني إنه اكتشف عند اعتقاله في السجون الإماراتية في عدن أنهم يشرفون على هذه الاغتيالات وعندهم عدة فرق مختصة، مثل فرقة يسران المقطري وفرقة هاني بن بريك وفرقة شلال علي شائع، وفرقة منير أبو اليمامة.
والحسني كان أحد قيادات المقاومة الشعبية التي تشكلت فور اقتحام ميليشيا الحوثي لمحافظة عدن، وكان أحد المقربين من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، ومن القلائل جدا الذين تمكنوا من دخول غرفة عمليات قوات التحالف في الرياض والتي تتحكم بالغارات الجوية على بنك الأهداف في اليمن.
كما كان الحسني أحد أبرز ضحايا قوات أبو ظبي في اليمن التي اعتقلته نحو 21 شهرا في سجون سرية في عدن بسبب معارضته لسياستها، وعرّضته لصنوف التعذيب الوحشي وضغطت عليه لتنفيذ عملية اغتيال أحد كبار السياسيين اليمنيين المقربين من الرئيس هادي.
وأكد الحسني أن تجرية السنوات الأربع الماضية كانت كفيلة بالتأكيد على أن الإماراتيين يقولون ما لا يقدرون على فعله في هذا الاتجاه، فليست عندهم القدرة الحقيقية على المضي في مشروعهم الذي يطمحون إلى تحقيقه، سواء كان في الشمال أو في الجنوب، من تمكين أولاد علي عبدالله صالح في الشمال، أو تمكين ميليشياتهم في الجنوب.
وقال إن أبو ظبي لديها خطة وبرنامج واضح بأن يعيدوا أبناء صالح للحكم في الشمال وأن يثبتوا ميليشيا الإمارات في الجنوب، لكن هل سينجحون في تحقيق هذا المشروع؟ المؤشرات الراهنة والمعطيات على الأرض تقول انه فاشل، وان كانوا قد بدأوا في ترتيب وضع أحمد علي عبدالله صالح على أساس أن يكون رئيسا لليمن في المستقبل، وكذا ترتيب وضع طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق علي صالح وزوج ابنته، وأعادوا عبره ترتيب بعض ألوية الحرس الجمهوري السابق، بعد أن استطاع الحوثيون القضاء على حليفهم العسكري علي عبدالله صالح وقتله في صنعاء.
وأضاف أن الهدف الرئيسي للإمارات في اليمن هو تعطيل مؤسسات الدولة لأن الإماراتيين لا يريدون لهيكل الدولة ابتداء من رئيس الدولة، مرورا بمجلس النواب البرلمان وانتهاء بالحكومة ومؤسساتها أن تبسط نفوذها على المناطق المحررة من ميليشيا الانقلابين الحوثيين، لأنه لو وجدت الدولة اليمنية ومؤسساتها على الأرض من رئاسة وبرلمان وحكومة وإدارات محلية فلن يكون هناك مبرر لوجود القوات الإماراتية وميليشياتها في اليمن.
وتابع “الواضح أن هدف الإمارات من خلقها لهذه الفوضى الأمنية هو تعطيل قيام مؤسسات الدولة بمهامها حتى يتمكنوا من فرض الميليشيا الإماراتية على الواقع كي تفرض كقوات بديلة لملء الفراغ المؤسساتي الحكومي والمضي قدما في تنفيذ مشروعهم التدميري في اليمن، ولكن الكثير من المواطنين فهموا هذا المخطط وارتفع مستوى الوعي لدى الشعب وعرفوا حقيقة مشروع الإمارات في اليمن وحقيقة أن التحالف بقيادة السعودية لا يريد القضاء على ميليشيا جماعة الحوثي ولا إعادة الدولة والسلطة الشرعية إلى البلاد وإنما تحقيق أهداف أخرى”.
وشدد على أن المعتقلات الإماراتية كثيرة في المحافظات اليمنية، مثل معتقل التحالف في منطقة البريقة بعدن، ومعتقل شلال علي شائع بعدن، ومعتقل قاعة وضاح بعدن، والذي كان ملهى ليليا، ويديره يسران المقطري، ومعتقل سري في معسكر الجلاء غربي مدينة عدن، وسجن سري في معسكر سبعة أكتوبر في محافظة أبين، وسجن سري في ملعب الوحدة في أبين، وسجن سري في معسكر رأس عباس، وسجن سري في قاعدة العند الجوية، وسجن سري في مدينة المكلا حضرموت، وسجن سري في مطار الريان بمدينة المكلا، وسجن سري في ميناء الضبة النفطي في حضرموت، وسجن سري في ميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال في محافظة شبوة وسجن سري في معسكر جزيرة عصب الإماراتي في إريتريا المؤجرة للإمارات، وهناك سجون سرية أخرى مثل سجون الطين في مدينة سيؤون وسجون سعودية استحدثت مؤخرا في محافظة المهرة.
وذكر أنه من خلال مكوثه في المعتقلات الإماراتية، تبين له أنه تم تجنيد العديد من المعتقلين في ارتكاب عمليات اغتيالات وأعمال تخريب لصالح القوات الإماراتية، وأنا شخصيا طلب مني تنفيذ عملية اغتيال ورفضت، ثم بعد ضربي ضربا مبرحا وافقت صوريا على تنفيذ عملية اغتيال الشيخ أحمد العيسي نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، من أجل أن أنجو بنفسي ثم أهرب، ولكنهم اشترطوا علي تسليم أسرتي لهم كرهائن ولكني رفضت ذلك، وفشلت محاولاتهم وأبقوني في السجن واستأنفوا ضربي وتعذيبي وتعليقي وخلع ثيابي وتهديدي بالاغتصاب وممارسة أمور وحشية وانتهاكات خطيرة واجهتها في السجون الإماراتية.
وقال الحسني إن الإمارات تزرع الفتنة في اليمن، توزع السلاح على القبائل، تزرع الطائفية والعنصرية، تدعم وتسعى إلى انفصال الجنوب عن الشمال، وتتبنى مجلسا انفصاليا بحتا.
وأضاف ” هذا ليس من أهداف عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية، هذا خرق واضح من الشريك في التحالف العربي وهو الإمارات وللأسف كنا نرجو من الأخوة في السعودية أن يلجموا تصرفات دولة الإمارات ولكنهم لم يقوموا بذلك ولم يكن من السعودية إلا أن انطلقت بقواتها نحو محافظة المهرة شرقا وبدأ التنافس بينها وبين القوات الإماراتية في بسط النفوذ على جزيرة سقطرى وغيرها من الجزر والموانئ والمناطق اليمنية”.
ونبه إلى أن الإمارات أصبحت هي العضو الفاعل والحقيقي في قوات التحالف وفي المناطق المحررة هي المسيطرة على كل شيء، فهي المسيطرة على عدن، ولحج، وشبوة، وعلى جزء كبير من حضرموت الساحل، وما زالوا يتنازعون السيطرة على المهرة وسقطرى.
وحذر من أنه إذا استمر بقاء القوات الإماراتية في اليمن على هذا النحو فإنها ستحول الحكومة اليمنية إلى ما يشبه جمعية خيرية تقوم بصرف مرتبات الموظفين وتسيير بعض الأعمال، لكن كحكومة لها هوية وكيان مؤسساتي لن يسمح لها بممارسة نشاطها، بدليل ما تم مؤخرا من اختيار معين عبدالملك من قبل الإماراتيين وتعيينه رئيسا للوزراء وصرح بشكل واضح أنه لن يتدخل في الشؤون العسكرية والسياسية لليمن، في سابقة لم يفعلها أي رئيس وزراء في العالم، من حيث أن يقول انه لن يتدخل في شؤون بلده السياسية والعسكرية وهذا ما يدل على أن هناك حاكما حقيقيا خفيا في اليمن وهو الحاكم الإماراتي.
ولفت إلى اعتراف الإمارات رسميا أنها جندت 90 ألف مسلح في اليمن، وهؤلاء المجندون جميعهم لا يخضعون للحكومة الشرعية اليمنية، ولا يعترفون بالدستور اليمني، ولا يرفعون العلم اليمني، ولا يعترفون بالقضاء اليمني، وليست لديهم مرجعية سياسية واضحة ويسعون إلى انفصال البلد، ويتلقون أوامرهم العسكرية من الضابط الإماراتي، ونحن نعتبرهم ميليشيا إرهابية.
وأوضح أن هذا العدد يشمل قوات الأحزمة الأمنية وقوات النخبة في المحافظات الجنوبية بالإضافة إلى القوات المنضوية تحت قيادة طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل علي صالح، في المحافظات الشمالية، والتي تتبع الإمارات ومدعومة منها ولا تعترف بالحكومة الشرعية اليمنية.